خطبة الوداع

اقرأ في هذا المقال


خطبة الوداع:

في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة والذي كان يوم التروية توجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى منى، فصلّى النبي في منى صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، الخمس صلوات.

وبعد ذلك مكث النبي قليلا حتى طلعت الشمس، فأجاز النبي حتى قدم إلى عرفة، فوجد القبة قد ضربت للنبي بنمرة، فنزل النبي بها، حتى إذا غابت الشمس أمر النبي بالقصواء(وهي الناقة التي أقصاها صاحبها عن العمل والخدمة ولم يرسلها للمرعى وذلك لعلو ولسمو مكانتها عنده ولحتى تظل وتبقي أمام عينيه لا تغيب عنها حتى يرعاها ) فرحلت له، وبعد ذلك أتى النبي بطن الوادي، وقد اجتمع حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم مائة ألف وأربعة وعشرون أو أربعة وأربعون ألفا من الناس، فقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيهم خطيباً، وألقى النبي عليه الصلاة والسلام هذه الخطبة الجامعة:

“أيّها الناس، اسمعوا قولي، فإنّي لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا” .
“إنّ دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإنّ أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث (وكان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل) وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا ربا العباس بن عبد المطلب، فإنّه موضوع كله” .


“فاتقوا الله في النساء، فإنّكم أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، ولكم عليهنّ ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهنّ ضرباً غير مبرح، ولهنّ عليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله”.

“أيّها الناس، إنّه لا نبي بعدي، ولا أمّة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وتحجون بيت ربكم، وأطيعوا أولات أمركم، تدخلوا جنّة ربكم”.

“وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟» قالوا: نشهد أنّك قد بلغت وأديت ونصحت.
فقال بإصبعه السبّابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس: «اللهم اشهد» . ثلاث مرات»
وكان الذي يصرخ في الناس بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم- وهو بعرفة- ربيعة بن أميّة بن خلف”
.

وبعد أن انتهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم من إلقاء الخطبة نزل على النبي قوله تعالى: ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ  )… سورةالمائدة، وعندما سمعها سيدنا عمر بن الخطاب بكى، فقيل لسيدنا عمر: (ما يبكيك؟) فقال سيدنا عمر: “إنّه ليس بعد الكمال إلّا النقصان”.

المصدر: الرحيق المختوم/ صفى الرحمن المباركفورينور اليقين/محمد الخضريمختصر الجامع/ سميرة الزايد


شارك المقالة: