شهر بن حوشب والرواية

اقرأ في هذا المقال


ما كان لمحمّد صلّى الله عليه وسلّم أنْ يترك شيئاً في حياتِه إلّا بلّغه للنّاسِ قبل وفاته، وقد كان الصّحابة رضوان الله عليهم متيقظين لأهميّة ما يكون من النّبيّ صلَى الله عليه وسلّم فلازموهُ وحفظوا ماكان يصدر منه، واستمر طلبهم للحديث النبوي الشريف بعد وفاة النّبيّ عليه السّلام من بعضهم البعض، ليبَلّغوه إلى الّذين منْ بَعْدَهمْ من التّابعين، وقدْ برزَ من التّابعين رواة كانَ لّهُمْ بصمةٌ واضِحةٌ في رواية الحديث النّبويّ ومنهم من سنكتب عنه في هذه السّطورِ، إنَّه شهرُ بنُ حَوْشّبٍ فتعالوا نقرأ في سيرته.

نبذة عن شهر بن حوشب

هو التّابعيُّ الجليلُ،أبو سعيدٍ، شَهرُ بنُ حوشبٍ الأشْعَريُّ، الشّاميُّ، من رواة الحديث النّبويِّ الشريف من التّابعين، كان مولىً لأسماءَ بنت يزيدٍ وكانت ولادته في زمن خلافةِ عثمانَ بنِ عفّانٍ، وقيل طلب العلمَ في سنٍّ متأخرة، وكان ممّن قرأ القرآنَ على الصّحابة كعبداللهِ بنِ عبّاسٍ رضي الله عنه وكانت وفاتُه كما أورد الإمام الذّهبيُّ في العام المئة للهجرة النّبويّة يرحمه الله.

روايته للحديث

كانَ شَهرُ بنُ حَوْشَبٍ من رواة الحديث النّبويّ الشريف عن كثيرٍ من الصّحابة وممّن روى عنهم منهم: ثوبانَ مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّمَ وجابرِ بنِ عبداللهِ وأبي سعيدٍ الخُدْريِّ وعبدالله بن عبّاسٍ وعبدالله بن عمرو وعبدالله بن الفاروق وأبي هريرة وأمِّ المؤمنين عائشةَ وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً، كما روى الحديث من طريقِهِ كثيرٌ منَ الرّواة من أمثالِ: أبانِ بنِ صالحٍ وثابتٍ البُنانِيِّ وسِماكِ بنِ حربٍ وعوفِ الأعرابيِّ وغيرهم يرحمهم الله، وكان من أهل الثّقَة عند كثيرٍ من أهل الحديث، روى له مسلم واصحابُ السنن الأربعة.

من رواية شهر بن حوشب للحديث

ممّا ورد من رواية الحديثِ من طريقِ شهرِ بنِ حوشَبٍ ما أورَدَه الإمامُ مسلمٌ في صحيحه: (( وحدّثنا يحيى بنُ حبيبٍ الحارِثِيُّ حدّثنا حَمّادُ بنُ زيدٍ حدّثنا محمّدُ بنُ شَبِيبٍ قالَ: سّمِعْتُهُ منْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ فَسَألْتُهُ فقالَ: سَمِعْتُهُ منْ عبدِالملِكِ بنِ عُمَيْرٍ قالَ: فّلَقِيتُ عبدِالملِكِ فَحدَّثَني عنْ عمرو بنِ حُريثٍ عنْ سَعيدِ بنِ زيْدٍ قالَ: قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّمَ: (الكَمْأَةُ منَ المَنِّ وماؤُها شفاءٌ للعَيْنِ ) من كتاب الأشرِبَة، رقم الحديث 2049/162)).

المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبيصحيح مسلم للإمام مسلمتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: