فوائد وفضل صيام الأيام البيض

اقرأ في هذا المقال


 الأيام البيض

 هي الأيام الثلاثة الوسطى من كلّ شهر هجريّ بالأيام البيض،أي الثالث عشر،والرابع عشر،والخامس عشر، من كل شهر هجريّ عند الجمهور، وسمِّيت بذلك لأنّ ليلها يكون أبيضا بالقمر،وحكم صيام هذه الأيام الندب. ومستحبٌّ على قول الجمهور، من: الشافعية، والحنبلية، والحنفية. وقد أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم – وسّنّ المسلمين من بعده صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر . إلا أنَّه جعل الأفضلية في ذلك للأيام البيض, حيث قال الرسول صلى الله علية وسلم لعبد الله بن عمر بن العاص مرّةً:(وإن بحسبك أن تصوم كلّ شهرٍ ثلاثة أيامٍ، فإنَّ لك بكل حسنةٍ عشرة أمثالها، فإنّ ذلك صيام الدَّهر كله).

فضل صيام الأيام البيض في السنه النبوية

لصيام الأيام البيض فضل عظيم، دلّت عليه نصوص السنَّة النبوية الشريفة، ومن فضل صيام هذه الأيام مايلي:

  • عن عبد الله بن عمرو رضي الله قال: قال رسول الله صلى الله علي وسلم:( وإنّ من حسبك أن تصوم من كل شهرٍ ثلاثة أيامٍ، فإنّ بكل حسنتةٍ عشر أمثالها، فذلك الدهر كله، قال: فشدّدتُ فشُدد عليَّ، فقلتُ: فإنِّي أطيقُ غير ذلك، قال:(فصُم من كلّ جمعةٍ ثلاثة أيامٍ).قال: فشدّدتُ فشُدّد عليّ، قلتُ : أطيق غير ذلك ، قال (فصُم صوم نبيّ الله داوود؟ قال نصف الدهر).
  • قال قدامة بن ملحان رضي الله عنه:( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام الأيام البيض ثلاثَة عشر، وأربعَة عشر ،وخمسَة عشر، قال وقال:هو كهيئةِ الدهرِ).

فوائد صيام الأيام البيض علمياً

لصيام الأيام البيض فوائد عظيمة أكدّها العلم الحديث. أهمها:

أثبتت بعض الأبحاث العلمية، أنّ القمر له أثر كبير في نفسية الإنسان تظهر عندما يكون بدراً، يعني في أيام الثالثة عشر والرابعة عشر والخامسة عشر من كل شهر قمريّ ،حيث في هذه الفترة يزيد لدى الإنسان التهيّج العصبيّ، والتوتُّر النفسيُّ. ويرجع سبب هذا التفسير العلمي أنَّ جسم الإنسان يتكون من 80% من الماء، أما الباقي فقط يكون مواد صلبة، تماما ً كسطح الأرض.

وبما أنّه قوة جاذبية القمر تسبب المدَّ والجزر في البحار والمحيطات، فإنّها تسبب أيضاَ هذا المدّ في جسم الإنسان، وهذا يحصل عندما يكون القمر مكتملاً في الأيام البيض. فهذا لا يدلل على أنَّ للقمر دورته الشهرية أثراً ظاهراً، وحقيقة ثابتة من حيث التأثير الفعلي في سلوك الإنسان، فتتأثر الحالة المزاجيّة عنده بناءً على حركة القمر.

وقد تمّ وصف بعض الحالات عند الإنسان بناءً على ذلك باسم الجنون القمريّ، في هذه الحالات يبلغ اضطراب السلوك عند الإنسان أقصى مدى له في الأيام التي يكون القمر فيها مكتملاً، يعني في الايام البيض .وقد جاء في السُّنة مايدل على هذه الحقيقة، فقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ( أنّ النبي صلى الله عليه وسلم : نظر إلى القمر، فقال: يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا، فإنّ هذا الغاسقُ إذا وقب ). ومن هنا كان التوجيه النبوي في صيام تلك الأيام كعلاج لتلك الظاهرة، وحلٍ لها ، إذ أنّ الصيام فيه امتناع عن السوائل، وبالتالي خفض نسبة الماء في الجسم في الفترة التي يؤثر فيها القمر على الإنسان السيطرة على قوة جسده ونزعاتة، فيكتسب بذلك صفاءً نفسياً، واستقراراً، وراحةً، وصحّةً، وطمأنينةً.

حكم صوم الايام البيض

اتفق أئمة الفقه على أنّه من السُّنة صوم الأيام البيض من كل شهر .أمّا جمهور الفقهاء من الحنفية، والحنبلية، والشافعية إلى استحباب صيام الأيام البيض، لورود الأحاديث النبوية التي تحثُّ على صيام هذه الأيام، ومنها ما رواه ابو ذر الغفاري قال: ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن نصوم من الشهر ثلاثة أيامٍ وهي الأيام البيض وهي: ثلاثة عشر، وأربعة عشر، وخمسة عشر. وفي رواية عنه، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا صُمْت من الشهر ثلاثةَ أيامٍ، فصُم ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر).

المصدر: رياض الصالحين للنووي وجامع العلوم والحكم لإبن رجب


شارك المقالة: