علوم رواة الحديث

اقرأ في هذا المقال


لقد كان في علوم الحديث النّبويّ الشريف بحوثاً ودراسات اقتصرت على معرفة حال الراوي وسيرته وصفاته، حتى يوضع على ميزان القبول والردّ في رواية الحديث النّبويّ الشريف، وحتى يوضع له صفة في علم أحوال الرّجال وهو ماعرف عند المحدّثين بعلم رواة الحديث، فما هو علم رواة الحديث؟ وماهي مباحثه؟؟.

مفهوم علم رواة الحديث

إنّ علم رواة الحديث هو علم يختص بالبحث عن كل شي يتعلق براوي الحديث النّبويّ الشريف بطبقات السند من أوله إلى آخره والحكم عليه بالقبول والرّد والوصف بصفة من صفات الجرح والتعديل.

مباحث علم الرواة

إنّ علم رواة الحديث النّبويّ الشريف يبحث في مباحث منها:

1ـ تاريخ الراوي: وهو البحث في مواليد الرواة ووفياتهم وسن طلبهم للعلم والحكم عليهم، وقد ظهرت هذه الدراسات بعد ظهور الوضع والزيادة في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان بعض المحدّثين يبحث في مواليد ووفيات الرواة الّذين رووا عن بعضهم البعض، حتى يثبتوا الالتقاء والمعاصرة وصدق رواية الراوي، ومن العلماء من صنّفوا في تاريخ الرواة ومنهم الإمام البخاريّ في كتابة التاريخ الكبير.

2ـ الطبقات: وهو مفهوم عند المحدّثين يدل على من كانوا معاصرين لبعضهم، بمعنى الجيل والقوم الّذين يعيشون في زمن واحدٍ، وقد يبحث فيه عن مواليدهم ووفياتهم والتقائهم ببعضهم البعض، وأول طبقات الرواة هم الصحابة رضوان الله عليهم ثمّ التابعين ثم تابعي التابعين، ومن مولّفات طبقات الرواة (الطبقات الكبرى لابن سعد).

3ـ التابعون: ربما تجاوز العلماء في بحثهم في رواة الحديث إلى التابعين وتجاوزهم طبقة الصّحابة الّذين هم قبلهم وذلك للحكم بأنّهم عدول ثقات، والتابعون هم من مباحث علم الرواة، فهم من لقي أصحاب رسول الله ولم يلقَ النّبي صلّى الله عليه وسلّم، والبحث في تواريخهم وصفاتهم ومناقبهم، وقد ظهر في هذه الطبقة أخطاء تنبّه لها علماء الحديث في صحة نقلهم عمّن قبله، وقد بحث المحدثون فيهم وذكروا جلّهم وصحّحوا بعض من قيل أنّهم من التابعين وهم من طبقة الصّحابة.

4 أتباع التابعين: وهي البحث في من لقي وشافه التّابعي ومات على الإسلام، وهي دراسات في التابعين كما غيرهم من الطبقات، ومن مصادر التابعين ومعرفتهم كتاب الثقات للإمام الذّهبي رحمه الله تعالى.

5ـ الأخوة في الرواية وقد كان لهذا البحث غاية في تمييز الأخوة عن بعضهم حتى يتم التفريق بين الأخوة المشتهرين بالكنية نفسها برواية الحديث.

6ـ الأقران في الرواية: وهي من مباحث علم الرواة في البحث فيمن كانوا متقاربين في السّن والإسناد.

7ـ الكبار من الرواة عن الصّغار أو ما قيل الأكابر عن الأصاغر في علم الرواية، فيبحث عن الّذين رووا عمّن هم أعلى منّهم وعمّن هم مثلهم وعمّن دونهم منزلة وحفظاً.

وغيرها من علوم رواة الحديث النّبويّ الشريف، كالسابق واللاحق من الرواة والابن عن الأب والعكس.

المصدر: منهج النقد في علوم الحديث لنور الدين عترعلوم الحديث للدكتور همام سعيدمباحث في علوم القران لمناع القطان


شارك المقالة: