عيسى بن طلحة والرواية

اقرأ في هذا المقال


إنّ الحديث النّبويّ الشّريف من أشرفِ العلوم الشّرعيّةِ بعدَ القرآن الكرَيم، لما حمَله الحديث النّبويّ من تشريعاتٍ وأحكامٍ، ولاكتمال التّشريع به معَ القرآن الكريم، لذلك أوْلتِ الأمّة الإسلاميّة لهذا العلم كثيراً من الاهتمام، بدأ به الصّحابة رضوان الله عليهم بنقله وروايته ثمّ التّابعين، وبرز من الصّحابة والتّابعين رواة قدّموا الكثير في إيصال ما ورَدَهم من الحديث النّبويّ الشّريف لمن جاء بعدهم ليتّصِل سنده إلى يوم القيامة، وما زلنا في سيَرِهم حتى وصَلْنا إلى التّابعيّ عيسى بن طلحة بن عبيدالله فتعالوا نقرأ في سيرته العطرة.

نبذة عن عيسى بن طلحة

هو التّابعيّ الجليلُ، أبو محمّد، عيسى بن طلحة بن عبيدالله، يرجِعُ نسَبَهُ إلى مرّة من قريش، وأبوه طلحة من الصّحابة المبشّرين بالجنّة رضوان الله عليهم، روى الحديث من طريقهم، وكان من أصحاب الفضل بالرّواية وكانت وفاته في العام المئة من الهجرة النّبويّة، في خلافة الأمويين في عهد عمر بن عبدِالعزيز رحمهما الله.

روايته للحديث

كان التّابعيّ الجليل عيسى بن طلحة بن عبيدالله من رواة الحديث عن كثيرٍ من الصّحابة الأجلّاءِ وممّن روى عنهم منهم: أبي هريرة الدّوسيِّ وعبدالله بن عمر بن الخطّاب ومعاذِ بنِ جبلٍ ومعاويةَ بن أبي سفيانَ وأبيه طلحة بن عبيدالله وأمِّ المؤمنين عائشة وغيرهم رضي الله عنهم، كما روى عن عدد من التّابعين من أمثال:عبدالله بنِ مُطيعٍ وحُمْرانَ بن أبان غيرهم كثيرٍ يرحمهم الله، كما روى الحديث عنه كثيرٌ من التّابعين وأتباعِهِم من أمثال: محمّد بن إبراهيم التَيْميُّ وابن شهاب الزّهريّ وإسحاق بن يحيى بن أخيه ويزيد بن أبي حَبيب وغيرهم رحمهم الله وكان من أهل الثّقة في الرّواية وروى له جماعة الحديث.

من رواية عيسى بن طلحة للحديث

ممّا ورد من رواية الحديث من طريقِ عيسى بن طلحة ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: ((حدَّثَني بِشرُ بنُ الحَكَمِ العَبْدِيُّ حدّثنا عبدُالعزيزِ ـ يعني الدَّرَاوَرْدِيَّ ـ عن ابنٍ الهادِ عن محمّدِ بنِ إبراهيمَ عن عيسى بنِ طلحَةَ عن أبي هريرةَ أنَّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (إذا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ منْ مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثلاثّ مرّاتٍ فإنَّ الشَّيطانَ يَبِيتُ على خَيَاشِيمِهِ) من كتاب الطّهارة، رقم الحديث 238)).

المصدر: تهذيب الكمال للمزيسير أعلام النبلاء للذهبيصحيح مسلم للإمام مسلم


شارك المقالة: