غزوة تبوك وأسبابها

اقرأ في هذا المقال


غزوة تبوك وأسبابها

لقد كانت غزوة فتح مكة المكرمة غزوة فاصلة ونقطة التحول بين الحق والباطل، حيث لم يبق بعدها أي مجال للريبة والشكِّ والظن في دين ورسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عند العرب، ولذلك انقلبت المجريات بشكل كبير جداً، عندها دخل الناس في دين الله الإسلام أفواجاً أفوجاً، وبعد ذلك انتهت المتاعب الداخلية، واستراح المسلمون حتى يقوموا بتعليم دين الله والشرائع الإسلامية ونشر دعوة الإسلام في كل مكان.

سبب غزوة تبوك

وكانت غزوة تبوك في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة النبوية الشريفة.
بعد أن قضى المسلمون على أي قوة حوله في شبه الجزيرة من القبائل التي كانت تعارض الدعوة الإسلامية، كانت هناك قوة تعرضت للمسلمين من غير أيّ أسباب أو حتى أي مبررات مقنعة، وهذه القوة هي قوة الرومان.

والرومان هي أكبر قوة عسكرية كانت موجودة على وجه الأرض في ذلك الوقت من الزمان، ونعلم أنّ بداية ذلك التعرض للمسلمين كان بقتل سفیر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الحارث بن عمير الأزدى، وكان ذلك القتل على يدي شرحبیل بن عمرو الغساني، عندما كان السفير الحارث بن عمير يحمل رسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلى عظيم بصری، وأنّ سيد الخلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد بعث بعد ذلك سرية الصحابي زيد بن حارثة رضي الله عنه والتي كانت قد اصطدمت بالرومان اصطداماً قوياً وعنيفاً في مؤتة، حيث لم تنجح السرية في أخذ الثأر من أولئك الظالمين الأوغاد المتغطرسين والغادرين، لكن هذا الاصطدام قد ترك أروع أثر في نفوس العرب، من قريبهم حتى أو من بعيدهم.

ولكن لم يكن القيصر ليصرف نظره عما كان وحدث في معركة مؤتة من الأثر الكبير لصالح المسلمين، وأيضاً لم يصرف نظره عما كان يطمح وينظر إليه بعد ذلك الكثير والكثير من القبائل العربية من استقلالهم عن قیصر، ومواطأتهم للمسلمين أيضاً، وكان القيصر يعلم أنّ هذا كان يشكل خطراً كبيراً جداً يتقدم أكثر فأكثر ويخطو ويتقدم نحو حدوده خطوة بعد خطوة، وأنّه يهدد الثغور الشامية التي كانت مجاورة للعرب.

فكان القيصر يرى أنّ القضاء يجب أن يكون على قوة المسلمين التي تقترب منه قبل أن تتجسد هذه القوة العظيمة في صورة خطر كبير وعظيم لا يمكن القضاء عليه أبداً، وأنّه يجب القضاء على قوة المسلمين قبل أن تثير القلق الكبير لهم والثورات في المناطق العربية التي تجاور الرومان.

ونظراً إلى تلك المصالح ،كان قيصر الروم يقضي بعد معركة مؤتة سنة كاملة حتى أخذ يقوم بتجهيز الجيش من الرومان والعرب التابعة للرومان من آل غسان وغيرهم ، وكان قد بدأ يجهز الجيش لمعركة دامية فاصلة قوية.

المصدر: الرحيق المختوم/ صفى الرحمن المباركفورينور اليقين/محمد الخضريمختصر الجامع/ سميرة الزايد


شارك المقالة: