فاطمة بنت المنذر والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كانَ طلبُ العلْم الشَّرْعِيِّ في الإسلامِ فريضّة على كلِّ مسلِمٍ ومسلِمَةٍ ولمْ يُفَرِّقِ الإسلام بينَ الرجُلِ والمَرأَةِ في ذلك، فكانّتِ المَرْأَةُ علَى مرِّ التَّاريخِ الإسلاميِّ لها دورٌ في كلِّ العُلومِ وقدْ برزَ دَوْرُها الكبيرُ في علمِ روايَةِ الحديثِ بشكلٍ واضِحٍ عنْ غيرِهِ، فكانَ منْهنَّ المُحدِّثاتِ منَ الصَّحابِيَّاتِ كأُمَّهاتِ المُؤمِنينَ رضيَ اللهُ عنْهنَّ، كما كانَ للتَّابِعيَّاتِ يرحَمُهُنَّ الله دورُ في متابَعةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريف، لما في هذا العلم منْ أحكامٍ تتعلَّقُ بأحكامِ النِّساء، وفي طريقِ بحثِنا في روايَةِ التَّابعينَ للحديثِ مرَرْنا بسيرَةِ التَّابِعيَةِ فاطِمَةَ بنتِ المُنْذِرِ فتعالوا نقرأُ في سيرَتِها معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.

نبذة عن قاطمة بنت المنذر:

هيَ التَّابعيَّةُ الجليلَةُ، فاطِمَةُ بنتُ المُنْذِرِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ، وجدَّتُها لأبيها أَسماءُ بنتُ أبي بكرٍ الصِّدِّيقُ، وزَوجُ هشامِ بنِ عُروَةَ بنِ الزُّبيرِ، ولِدَت في العامِ الخمسينَ للهِجْرَة تقريباً، لازَمَتْ جدَّتُها أسماءَ وروتْ عنها الحديثَ النَّبويَّ وعنْ غيْرِها، ولمْ نَجِدْ في تاريخِ وفاتِها شيْءٌ مذكورٌ يرحمُها اللهُ.

روايتها للحديث:

كانتِ التَّابعيَّة الجليلَةُ فاطِمَةُ بنتُ المّنْذِرِ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ، وقدْ رَوَتِ الحديثِ عنْ جدَّتِها أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ وأمِّ المؤْمِنينَ أمِّ سَلَمَةَ رضيَ اللهُ عنهُنَّ منَ الصّحابِياتِ الجليلاتِ، كما روَتْ عنْ عمرَةَ بنتِ عبدِ الرَّحمنِ من التَّابعياتِ عَلَيْها رَحْمَةُ الله.

أمّا منْ روى الحديثَ منْ طريقِ فاطِمَةَ بنتِ المُنْذِرِ فمِنْهُم: محمّدُ بنُ إسحاقَ بنِ يَسارٍ وعُرْوَةُ بنِ الزُّبيْرِ وزَوجُها هشامُ بنُ عُرْوَةَ وهو أكثر الرَّاوينَ لحديثِها رحمها الله، كما كانتْ من رواة الحديثِ الثِّقاتِ عندَ أهل الحديثِ وروى لها جماعَةُ الحديثِ والإمامُ مالِكٌ في المُوَطّأِ.

من رواية فاطمة بنت المنذر للحديث:

مِمَّا وَرَدَ منْ روايَةِ الحديثِ منْ طريقِ فاطِمَةَ بنتِ المُنْذِرِ ما أوْرَدَهُ الإمامُ الُبخاريُّ يرحَمُهُ اللهُ في صَحِيحِهِ في كتابِ الحيْضِ: (( حدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخْبَرَنا مالِكٌ، عنْ هِشامٍ ـ ابنٌ عٌرْوَةَ ـ ، عنْ فاطِمَةَ بنتِ المُنْذِرِ، عنْ أَسماءَ بنتِ أَبي بَكرٍ، أنَها قالَتْ: سَألَتِ امْرَأَةٌ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إحْدانَا إِذا أَصَابَ ثَوْبَها الدَّمُ مِنَ الحَيْضَةِ، كيْفَ تَصْنَعُ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ: (إذا أصَابَ ثَوْبَ إحْدَاكُنَّ الدَّمُ مِنَ الحَيْضَةِ فَلْتَقْرُصْهُ، ثُمَّ لِتَنْضَحْهُ بِماءٍ، ثُمَّ لِتُصَلِّي فِيهِ ). رقمُ الحديثِ307 )).

المصدر: سير أعلام النبلاءللذهبيتهذيب الكمال للمزيصحيح البخاري للإمام البخاري


شارك المقالة: