ما أنزل من القرآن على لسان الصحابة

اقرأ في هذا المقال


ما أنزل من القرآن على لسان الصحابة:

الأصل في هذا الباب الموافقات التي وافقت مع رأي سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه، فقد كان يتكلم في أمر من الأمور، وإذا بآيات الله تنزل ينزل موافقه لقوله رضي الله عنه وهي، من مناقبه المشهورة رضي الله عنه، فقد جاء في الحديث ” أن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، رواه الترمذي، وأخرج الشيخان عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت: وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى.
وقلت: يا رسول الله يدخل على نسائك البر والفاجر فلو أمرتهن يحتجبن فنزلت آية الحجاب قوله تعالى:﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ قُل لِّأَزۡوَ ٰ⁠جِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاۤءِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ یُدۡنِینَ عَلَیۡهِنَّ مِن جَلَـٰبِیبِهِنَّۚ ذَ ٰ⁠لِكَ أَدۡنَىٰۤ أَن یُعۡرَفۡنَ فَلَا یُؤۡذَیۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا﴾ [الأحزاب ٥٩] ، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة فقلت عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن فنزل قوله تعالى: .﴿عَسَىٰ رَبُّهُۥۤ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن یُبۡدِلَهُۥۤ أَزۡوَ ٰ⁠جًا خَیۡرࣰا مِّنكُنَّ مُسۡلِمَـٰتࣲ مُّؤۡمِنَـٰتࣲ قَـٰنِتَـٰتࣲ تَـٰۤىِٕبَـٰتٍ عَـٰبِدَ ٰ⁠تࣲ سَـٰۤىِٕحَـٰتࣲ ثَیِّبَـٰتࣲ وَأَبۡكَارࣰا﴾ [التحريم ٥].

كذلك أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن أنس قال: قال عمر رضي الله عنه: وافقت ربي في أربع نزلت هذه الآية: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ. الآية فلما نزلت قلت: أنا فتبارك الله حسن الخالقين فنزلت: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. فزاد في هذا الحديث خصلة سادسة وللحديث طريق آخر عن ابن عباس أوردته في التفسير المسند، وقد ذكر السيوطي في بيان موافقات الوحي لكلام سيدنا عمر رضي الله عنه فقال: فصل في موافقات عمر رضي الله عنه: قد أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين.

وهناك رواية أخرى جاءت في الصحيح عن عبد الله ابن أبي، قال: لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه فقام إليه فقمت حتى وقفت في صدره فقلت: يا رسول الله أو على عدو الله ابن أبي القائل يوم كذا كذا، فوالله ما كان إلا يسيراً حتى نزل قوله تعالى :﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰۤ أَحَدࣲ مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَدࣰا وَلَا تَقُمۡ عَلَىٰ قَبۡرِهِۦۤۖ إِنَّهُمۡ كَفَرُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَمَاتُوا۟ وَهُمۡ فَـٰسِقُونَ﴾ صدق الله العظيم [التوبة ٨٤].

ما تكرر نزوله في القرآن الكريم:

ذكر جماعة من العلماء السلف والخلف، أن من القرآن ما تكرر نزوله ولذلك حكم: منها التذكير والموعظة، ومنها وجود المقتضى للتكرار، ومنها إظهار فضل زائد للمتنزل، وقد ذكر بعضهم أن من ذلك آية ( الروح، والفاتحة، وسورة الإخلاص)، ويجوز أن يكون تكرار النزول لفائدة اختلاف حروف القراءة، فتنزل الآية مرة على حرف، ومرة أخرى على حرف غيره.


شارك المقالة: