ما جاء في بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم

اقرأ في هذا المقال


ما جاء في بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إنّ لكل شخص منا قدوة في حياته، ونحن كمسلمين قدوتنا في حياتنا هو الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، لأنّ الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام اتصف بكل الصفات الصحيحة التي وهبها الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، فالرسول محمد هو المنهج الصحيح في كل شيء، وأنّ كل ما كان يقوم به النبي هو صحيح لا محاله، فيجب علينا أن نقتدي بكل ما كان يقوم به الرسول محمد.

كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يبكي عند سماع القرآن الكريم، فبينما كان الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام يجلس مع الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، إذ طلب الرسول من عبد الله أن يقرأ عليه من القرآن الكريم،حينها أجابه ابن مسعود رضي الله عنه : “أقرأ عليك ، وعليك أنزل ؟!” فقال الرسول محمد عليه الصلاة والسلام : “أحب أن أسمعه من غيري” ، فبدأ الصحابي عبد الله بن مسعود يقرأ من كتاب الله من سورة النساء حتى أتي إلى هذه الآية الكريمة : (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا)… سورة النساء، وبعد أن وصل إلى هذه الآية الكريمة قال له الرسول محمد: “حسبك الآن”. عندها التفت الصحابي عبد الله ابن مسعود إلى الرسول فإذا بعيناه الشريفتان تذرفان ( أي تدمعان ).
الحديث متفق عليه.

وقد بكى الرسول محمد صلى الله عند فراق ابنه إبراهيم ، فقد دخل الصحابة رضوان الله عليهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ولده إبراهيم وهو عند مرضعته، فأخذ النبي ابنه يقبله ويشمه، ومن ثم يدخل الصحابة عليه بعد ذلك فيجدون أنّ ابنه إبراهيم يجود بنفسه ( أي يموت ) فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان ( تدمعان )، فقال الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف: “وأنت يا رسول الله ! ( تبكي ) ؟” فقال الرسول الكريم : ” إنّها رحمة … إنّ العين لتدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون “.

وكان حبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم يبكي في الصلاة فقد “حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارِكِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، وَلِجَوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ مِنَ الْبُكَاءِ”‏.‏


ومن بكاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنه قد بكى في كسوف الشمس، وكان ذلك البكاء مخافةً لله وعظمةً له وإجلالاً له سبحانه وتعالى، فقد “حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ انْكسفَتِ الشَّمْسُ يَوْمًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، حَتَّى لَمْ يَكَدْ يَرْكَعُ ثُمَّ رَكَعَ، فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَلَمْ يَكَدْ أَنْ يَسْجُدَ، ثُمَّ سَجَدَ فَلَمْ يَكَدْ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَلَمْ يَكَدْ أَنْ يَسْجُدَ، ثُمَّ سَجَدَ فَلَمْ يَكَدْ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَجَعَلَ يَنْفُخُ وَيَبْكِي، وَيَقُولُ‏:‏ رَبِّ أَلَمْ تَعِدْنِي أَنْ لا تُعَذِّبَهُمْ وَأَنَا فِيهِمْ‏؟‏ رَبِّ أَلَمْ تَعِدْنِي أَنْ لا تُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ‏؟‏ وَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُكَ فَلَمَّا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا انْكَسَفَا، فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى‏”.‏


وقد كان بكاء حبيبنا المصطفى رحمة ، وقد قال عن البكاء إنّه لرحمة، “فقد حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَةً لَهُ تَقْضِي فَاحْتَضَنَهَا فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَمَاتَتْ وَهِيَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَصَاحَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَقَالَ يَعْنِي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَتَبْكِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ‏؟‏ فَقَالَتْ‏:‏ أَلَسْتُ أَرَاكَ تَبْكِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنِّي لَسْتُ أَبْكِي، إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ خَيْرٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ، إِنَّ نَفْسَهُ تُنْزَعُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ، وَهُوَ يَحْمَدُ اللَّهَ تعالى” ‏.‏


وكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يبكي عند فقدان أحبته الكرام من أهل بيته أو من الصحابة رضوان الله عليهم، “فقد حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَبَّلَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ وَهُوَ يَبْكِي أَوْ قَالَ‏:‏ عَيْنَاهُ تَهْرَاقَانِ”‏.‏


وكان الرسول محمد يبكي على وفاة أحبته من أهل بيته وخاصّةً من بناته الكريمات رضوان الله عليهم، “فقد حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ وَهُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ شَهِدْنَا ابْنَةً لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْيَنْهِ تَدمَعَانِ، فَقَالَ‏:‏ أَفِيكُمْ رَجُلٌ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ‏؟‏، قَالَ أَبُو طَلْحَةَ‏:‏ أَنَا، قَالَ‏:‏ انْزِلْ فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا”‏.‏

المصدر: الشمائل المحمدية / محمد بن عيسى الترمذيمختصر الشمائل المحمدية/ محمد بن عيسى الترمذيالشمائل المحمدية ورد شبهات المستشرقين/ محمد متولي الشعراويقطوف من الشمائل المحمدية / محمد بن جميل زينو


شارك المقالة: