ما هو الصلح العشائري في الدية؟

اقرأ في هذا المقال


الصلح العشائري في الدية:

إن الصلح في الأعراف القضائية القبلية هو سيد الأحكام، فالصلح يمحو الجرح. ويُعتبر من أهم الإجراءات العشائرية في إنهاء الخلاف، والمنازعات بين الخصوم، إذ أنه يزل ما علق في النفوس من الآثار السيئة، والعدواةِ بسبب ارتكاب الجريمة، ويفتح المجال لإقامة علاقات تقوم على أسس جديدة والمصالحة بينهم. ويقوم صاحب الخالة، ببذل جهود كبيرة مع عشيرة المجني عليه لإجراء الصلح، فإذا واجهتهُ صعوبات في المراحل الأولية، فإنه يستعين بشيوخ آخرين، للضغط على عشيرة المجني عليه، على إجراء الصلح، فإن صاحب الدخالة يُخبر عشيرة الجاني بذلك، لتقوم بدورها بالتشاور، واتخاذ التدابير اللازمة لهذه الغاية.

أقسام الصلح:

ويمكن تقسيم الصلح إلى نوعين:
1. الصلح التام: وبموجبه تنتهي كل الخلافات بين عشيرتي الجاني والمجني عليه، ولا يوجد أية تحفظات من أي طرف، تجاه الطرف الآخر.
2. الصلح المشروط: وبموجبه تنتهي كل الخلافات بين الأطراف المتنازعة، ضمن شروط معينة، يتم الاتفاق عليها عند إجراء عملية الصلح، كأن يُستثنى الجاني من عملية الصلح، أو فرض قيود معينة على الجاني، وعليه أن يتقيد بتنفيذها.

خطوات الصلح:

يُعد الموافقة على إجراء الصلح، لا بد من اتباع بعض الخطوات ومن أهمها ما يلي:

  • أن تتجه الجاهة من ديوان عشيرة الجاني إلى ديوان عشيرة المجني عليه.
  • تلزم عشيرة الجاني بكل تكاليف الصلح، من قهوة وكراسي، وكل ما يلزم إلى عشيرة المجني عليه.
  • تستقبل الجاهة أفراد عشيرة المجني عليه، ويجلسون في الأماكن التي أعدت لهم.
  • تُطلب عشيرة المجني عليه تعيين كفيل الوفاء، الذي يكفل أهل الجاني بتنفيذ الشروط التي تم تحديدها بالصلح.
  • تُطلب الجاهة ممثل عشيرة المجني عليه تعيين كفيل الدفاء، الذي يضمن حماية الجاني وأقاربه من عشيرة الجاني.
  • يُطلب ممثل عشيرة المجني عليه الدية، وغالباً ما يكون مقدار الدية كبيراً، عندما تبدأ عملية المساومة على مقدار الدية ومحاولة تخفيضها، هنا يأتي دور الجاهة بالضغط على عشيرة المجني عليه، بتنزيل المبلغ إلى الحد الذي تم الإتفاق عليه.
  • وبعد تحديد مقدار الدية، يقوم أحد أفراد الجاهة بغرز الراية البيضاء في الأرض، وهو عرفٌ قبلي يقولون “غز الراية يمحو السايةِ” أي أنه ينهي العداوةِ بين الطرفين.
  • وبعد ذلك يطلب صاحب الدخالة من ممثل عشيرة المجني عليه، السماح بالذهاب لإحضار الجاني وأهله إلى مكان الصلح، الذين يكونون بالانتظار في مكان قريب، ويتم إحضارهم بحماية كفيل الفاء، وبعدها تتم المصافحة، والمعانقة مع أقارب المجني عليه وإنهاء حالة الخصام، ليحل محلها الوئام.
  • تبدأ الجاهة بتنظيم وثيقة، تسمّى صك صلح عشائري، يوقع عليها صاحب الدخالة وأطراف النزاع وبعض الوجهاء والكفلاء والشهود.

المصدر: كتاب دية النفس في الشرع الإسلامي والعرف القبلي، إعداد الباحث شادي سالم الكفارنه- إشراف الدكتور نعيم سماره المصري أستاذ الفقه المقارن المشارك.كتاب الصلح في القضاء الإسلامي لحل المنازعات المدنية والجنائية- دراسة فقهية، للدكتور اسماعيل كاظم العيساوي.كتاب منزلة العفو في الشريعة الإسلامية، تأليف عيد بن أحمد فؤاد.كتاب الصلح في الجنايات، للدكتور أحمد بن سلمان العريني.


شارك المقالة: