ما هو تعريف الصدقة في الإسلام؟

اقرأ في هذا المقال


تعريف الصدقة في الإسلام:

وتعرف الصدقة: بأنّها ما يُعطى للفقير وغير ذلك، سواء كان مال أو طعام أو لباس، وذلك على وجه التقرب إلى الله تعالى، ولا تعتبر مَكرمةً لتعطى لهدفٍ ما ولكن تُعطى لكي يتقرب بها العبد من ربه. أمّا الصدقة اصطلاحاً: وهي العطيةُ التي يُبتغى بها الثواب من الله تعالى، والصدقةُ أيضاً هي إخراج المال تقرباً لله سبحانه وتعالى.

فوائد وفضائل الصدقة على صاحبها وعلى المجتمع:

من فوائد الصدقة على صاحبها هي ما يلي:

1- إنّ الصدقة تطفئُ غضب الله تعالى، فقد ذُكر في الحديث: “إنّ صدقة السرّ تُطفيُ  غضب الرحمن”. رواه الترمذي.

2- إنّ الصدقة تحمي صاحبها من النار إذا كانت النيةّ خالصةً لوجهه الله تعالى، فقد جاء في كتابه العزيز: “يقي أحدكم وجهه حرّ جهنم ولو بتمرةٍ، ولو بشقِ تمرةٍ” صححه الألباني.

3- إنّ المُتصدق يُظل بظلٍ صدقتهِ يوم الحساب حتى يفرغ الحساب، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: “الرجلُ في ظلِ صدقته حتى يُقضي بين النّاس”

4- إنّ الصّدقةُ سببٌ في الشفاء من الأمراض؛ فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام “دَاوُوا مَرضاكُمْ بِالصَّدقةِ” صحّحه الألباني.

5- إنّ المُتصدّق تدعو له الملائكة بالبركة والتعويض من الله تعالى، فقد جاء في الحديث الشريف، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: “ما من يومٍ طلعتْ شمسُه ، إلَّا وبجنبَيْها ملَكان يُناديان نداءً يسمعُه خلقُ اللهِ كلُّهم غيرَ الثَّقلَين: يا أيُّها النَّاسُ هلمُّوا إلى ربِّكم ، إنَّ ما قلَّ وكفَى خيرٌ ممَّا كثُر وألهَى ، ولا آبتِ الشَّمسُ إلَّا وكان بجنبَيْها ملَكان يُناديان نداءً يسمعُه خلقُ اللهِ كلُّهم غيرَ الثَّقلَيْن : اللَّهمَّ أعطِ مُنفِقاً خَلفاً، وأعطِ مٌمسكاً تَلفاً” الترغيب والترهيب للمنذري.

6- في الجنة باباً يُدعى باب الصدقة، يُدعى إليه المتصدق فيدخلُ منهُ، ويدخلُ منه كذلك كلّ من كان من أهل الصدقات في الدنيا، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: “ومن كان من أهلِ الصدق، دُعي من باب الصدقةِ” صحّحهُ الألباني.

7- إنّ الصدقة تزيد المال وتكثِّرهُ من بركتهِ، ولا تنقصُ شيئاً، فلا ينقصُ مال من صدقة.

8- إنّ الصدقة برهانٌ على صدقُ المرء وإيمانهِ بالله تعالى.

9- إنّ صاحب الصدقةِ يُظلهُ الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “سبعةٌ يظِلُّهمْ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوم لا ظِلَّ إِلا ظِلُّه: الإِمَامُ الْعَادِل، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ رَبِّه، وَرَجلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِد، وَرجُلَانِ تَحابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيهِ وَتفرَّقَا عليه، ورجل طَلَبَته امرَأَةٌ ذَاتُ منصب وَجمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصدَّق بِصَدَقَةٍ فَأَخفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنفِق يمِينُه، وَرَجُلٌ ذَكَر اللَّهَ خالِياً فَفَاضَت عَيْنَاهُ” متَّفق عليه.

10- إنّ الصدقة تكشفُ البلاء، وترفعُ عن مؤديها، وتدفعُ المكاره، وتُصارع السوء.

11- الصدقةُ شفاءٌ من الأسقام والأوجاع والأمراض، فقال عليه الصلاة والسلام: “داوو مَرضاكم بالصدقة” حسَّنهُ الألباني.

12- إنّ الصدقة تُعوِّد النفس على العطاء والبذل، وتُخلِّص صاحبها من الشحّ والبخل.

13- دعاء الملائكة للمتصدّق بأن يخلف الله عليه نفقته: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من يوم يصبح العباد فيه إلّا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكاً تلفاً” متفق عليه.

14- الصدقةُ تيسِّرُ الأمور وتُفرج الكروب، فتكون بمثابةِ المفتاح لأيّ بابٍ مغلق بقدرة الله وفضله وكرمه.

15- إنّ الصدقة تكونُ أحياناً سبباً في نزول الغيث من السماء.

16- إنّ الصدقة أيضاً تنفعُ صاحبها حتى بعد مماتهِ.

17- إنّ الله يُكافئُ الصدقة بعشرة أمثالها للمتصدق.

18- إنّ الصدقة تمحي الذنوب وتزيل الخطايا، وتجلب الأجر والثواب.

19- أيضاً في الصدقات حمايةٌ للأعراض والشرف.

20-إنّ الصدقةَ تمنع الإنسان المسلم من إصابتهِ بالأمراض.

أمّا فوائد الصدقة على المجتمع وهي كالآتي:

1- إنّ الصدقةَ تقضي على الفقر؛ وذلك ممّا يؤدي إلى جعلِ مجتمعٍ سليم ويخلو من الجرائم والمصائب.

2- إضفاء روح المحبَّة والألفةِ والتعاونِ بين أفراد المجتمع على شكلٍ يضمنُ تماسكهُ وقوتهِ.

3-  التقليل من إحساسِ المحتاج بالحقد والظلم على الأغنياء.

4-  ففي الصدقة مساعدة لبناء المجتمع في حالة الصدقات الجارية.

5- إنماء الشعور والإحساس بالآخر، فيشعرُ الغني مع الفقير.

أنواع الصدقات:

إنّ أشكال الصدقة التي شرعها الله وحثّ عليها، تنقسمُ إلى على قسمين:

النوع الأول: وهي الصدقاتِ المالية، وتشمل الملابس الطعام  والفواتير والرسوم  الجامعية أو الدارسيّة عن المحتاجين، وبناء المساجد أو المُنشآت  المفيدة للمجتمع  والناس مثل المكتبات والمدارس وغيرهما.

النوع الثاني: الصدقات المعنوية:

إنّ من كرم الله على عباده بأنّ جعل الصدقات، متاحةً لكلّ الناس، فلا يعجز أحدٌ عن التقرب إلى الله بأي شكلٍ من أشكال الصدقة، فهناك أعمالٌ يقوم بها المسلم وتُحسب من الصدقات فقال عليه الصلاة والسلام: “إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَة صدقَة، وَكُل تَكبِيرَة صدقَة، وَكُل تَحمِيدَة صدقَة، وكلِّ تَهلِيلَةٍ صَدَقَةً”، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر: قال النبي صلى الله عليه وسلم “وَأَمرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَن مُنْكَرٍ صدَقَةٌ”

كيفية وجوب قبول الصدقات:

هناك بعض الشروط إذا حدث فيها أيّ خللٍ من شروطها فلا تنالُ الأجر عليها وهي ما يلي:

  • أن تكون الصدقةُ مُخلصةً لوجه الله تعالى، وبعيدةً عن الرياء والنفاق والسُمعة، فإنّ لم تكن خالصة لوجهه تعالى، فقد يكون قد دخلَ في دائرة عظيمة، ألّا وهي النفاق والزور مع الله تعالى.
  • أن تُخرج الصدقة لمن يستحقها، فالصدقة وجبت على الفقراء والمساكين وعلى طالبِ العلم أيضاً، فمن غير المعقول أن تُقبل الصدقة لغنيٍّ أو لغير صاحب حاجةٍ، فيجب أن تذهب الصدقةُ لمن يحتاجها.
  • يجب أن تُعطي من الصدقةِ أغلى ما عندك، فيجب إخراجها من أغلى ما تملك وليس الذي لا تحتاجهُ حتى يكون الأجرُ أعظمُ عند الله تعالى.
  • تُخرج الصدقةُ بعيدةً عن أعين الناس، فإن أراد شخصٌ ما إخراج صدقةٍ فعليه أن لا يُخرجها إلّا بينهُ وبين نفسه لكي لا تعلم شماله ما صنعت يمينهُ، ولكي لا تجلب الحرج له وحتى لا تدعُ مكاناً لدخول الرياءِ أو كلام الناس، والهدف الأكبر من الصدقة هو الأجر العظيم من الله تعالى.

ما هي فضل الصدقة التي تصل الميت:

إنّ الميت إذا مات يحتاجُ إلى مزيدٍ من الحسنات والأجر والثواب، ولا يستطيعُ القيام بهذه الصدقة إلّا من كان بعده، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفعُ به، أو ولد صالحٍ يدعو له” ومن صور الصدقات التي يصل أجرها للميت منها ما يلي:

1- إنّ من الصدقات التي تصلُ الميت وهي الدعاء الخالص، ويكون ذلك بطلب المغفرة من الله تعالى، وقد كان قد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف، أنّ الولد  الصالح هو ما يمكن أن يستفيد منهُ الميت، فقال عليه الصلاة والسلام: إنّ الرجل لترفعُ درجتهُ في الجنة، فيقول: أنّى لي هذا فيُقال: باستغفار ولدك لك.

2- أيضاً وتأتي صدقةٌ أخرى تصلُ الميت وهي صدقةُ المال: إنّ صدقةُ المال يصل أجرها للميت سواء كانت مالاً أو طعاماً أو كِسوة، فكلّها تُعتبر صوراً من صور الصدقة. وتأتي من ضمن الصدقات أيضاً، بناءُ المساجد والمشافي ودور العِلم، ويسمَّى ذلك كلّه صدقة جارية؛ لأنّها تمتدُّ لفتراتٍ طويلةٍ، وكُلما انتفع منها أكثر نال الميت أجراً أكثر.

3- طباعةُ المصاحف والتوزيع عن الميت، إسقاء الماء عن الميت، فهذا أجرٌ كبير يصلُ الميتُ، والتبرعُ بأرضٍ ولبناء المباني النافعة للأمّة الإسلامية. السداد عن الميت من ديون تُعتبر صدقات عن الميت، وأيضاً أداء فريضة الحج والعمرة عن الميت.

المصدر: كتاب الزكاة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، تأليف سعيد بن علي بن وهف القحطاني.كتاب أحكام الزكاة، تأليف عبد الله بن جار الله.كتاب مصارف الزكاة وتمليكها في ضوء الكتاب والسنة، تأليف خالد عبد الرزاق العاني.كتاب شرح الزكاة، تأليف الشيخ عبد الله حمود الفريج.كتاب مصارف الزكاة في الشريعة الإسلامية، تأليف سعيد بن علي بن وهف القحطاني.كتاب الزكاة- تطبيق محاسبي معاصر، تأليف الدكتور سلطان بن محمد علي السلطان.


شارك المقالة: