ما هو علم الرّجال؟

اقرأ في هذا المقال


لقد كان لعلم الحديث دراسات كثيرة، تعطي لطلبة العلم والعلماء منهجاً حقيقياً في إخراج نتائج تقوم على الصدق ورد الكذب والنتائج غير المثبتة، ومن هذه الدراسات التي اشتغل بها علماء الحديث النّبويّ الشريف هو علم الجرح والتعديل وهو مايُعرَف أيضاً بعلم الرجال.

مفهوم علم الرّجال

علم الرّجال وهو ما يسمّى علم الجرح والتّعديل هو: العلم الّذي يبحث في سيرة وأحوال رواة حديث النّبي صلّى الله عليه وسلّم، من حيث الصّفات التي تؤهلهم أن تقبل روايتهم بالحديث لعدالتهم وضبطهم ، أو أن تردّ روايتهم لصفات أخلّت في شروط رواة الحديث النّبويّ الصحيح.

أقسام علم الرّجال

يقسم علم الرّجال أو علم الجرح والتّعديل بهذا الإصطلاح إلى قسمين:

أولاً: الجرح وهو لفظ جاء من الكلام والقدح ومسّ الإنسان بما يكره بمَذمّة أو ما شابهها،وعند علماء الحديث النّبويّ هو مايوجد في الراوي من صفات تؤثر في عدالته وصحّة نقلة للحديث، فيبنى على ذلك سقوط رواية هذا الراوي لإنّ هذه الصفات لا تؤهله لرواية الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

ثانياً: التّعديل وهو من العدالة والعدل والإستقامة، وهي إثبات ما يؤكد عدالة الراوي وأهليّته لرواية الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أي أنّه يتكلم في شروط عدالة الراوي وهي الإسلام والعقل والبلوغ والإستقامة والخلو من خوارم مروءة الراوي.

فوائد علم الرّجال

إنّ لعلم الرّجال ( علم الجرح والتّعديل) فوائد عظيمة منها:

أوّلاً: حفظ حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الدّس والتحريف والخطأ، وذلك لأهمية الحديث النّبويّ الشّريف التشريعية في بيان أحكام الإسلام بعد القرآن الكريم.

ثانياً: التأكيد على الصدق واثبات الاخبار، والدّعوة الى البحث في حقيقة ما يصل إلى المسلم من أخبار قبل نقلها، أو بناء الأحكام عليها، وهو امتثالاً لقول الله تعالى (( يا أيّها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين)).

ثالثاً: تقديم منهج علمي لطلبة الحديث النّبويّ، لقبول الرواية أو ردّها، والبحث في ما يجعل الحديث مقبولاً أو مرفوضاً، وهو منهج علميّ قائم على البحث والإجتهاد.

رابعاً: إغلاق الباب على أعداء الإسلام الّذين يريدون أن يدخلوا من باب الحديث لتشويه صورة الإسلام ومصادره.

حكم الجرح والتعديل في علم الرجال

لا شك أّنّ الإسلام يرفض الطعن والكلام في المسلمين بما يكرهون، لكن عندما يتعلق الكلام والجرح في واجب من واجبات ديننا وأصوله ، وهو الحديث النّبويّ، أصبح من الواجب على العلماء، وهو إنطلاقاً من القاعدة الشرعية ( ما لا يتم الواجب إلّا به فهو واجب)، وحفظ الحديث لا يتم إلا بالبحث والكلام في أحوال الرجال.

بعض المؤلفات في علم الرّجال

لقد صنّفت الكثير من المؤلفات والمصنّفات في علم الرّجال ، ومن هذه المؤلفات:

1ـ كتاب الثّقات لابن حبّان.

2ـ الضّعفاء للإمام البخاريّ.

3ـالطبقات الكبرى لابن سعد.

4ـ تهذيب الكمال في أسماء الرّجال للمزيّ.

المصدر: مباحث في علوم الحديث مناع القطانعلوم الحديث د.همام سعيدالمنهاج الحديث في علوم الحديث د. شرف القضاه


شارك المقالة: