ما هي عقوبة انتهاك حرمة ملك الغير؟

اقرأ في هذا المقال


عقوبة انتهاك ملك الغير:

إن كل ما يُعدّ انتهاكاً لحرمة الغير يُعتبر جريمة تستحق التعزير، ومن ذلك دخول عقار في حيازة آخر، أو بيتٍ مسكون أو مُهيأ للسكنى وما يشبه ذلك، وذلك بقصد منع حيازته بالقوة، أو ارتكاب جريمة فيه. وقد ورد النهي عن دخول بيوت الغير بدون استئذان في القرآن الكريم في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ_فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ ۖ ” النور:27-28.

ومن الحالات التي ذكرها الفقهاء، وقالوا فيها بالتعزير، وجود شخص في منزلٍ آخر بغير إذنه أو علمه، ودون أن يتضح قصده من هذا الدخول، ففي هذا المثال، حصل التعزير على الدخول بدون إذن. ومن البديهي أن التعزير يجب لو كان الدخول قد حصل بقصد ارتكاب جريمة في المنزل الذي تم الدخول فيه، وهذا المسلك من الشريعة الإسلامية يتفق مع مبادئها العامة وشديد حرصها على حرمة المساكن، وعدم الدخول فيها بدون إذن، إلا استثناء وفي حالات محدودة.

الجرائم المضرة بأمن الحكومة من جهة الداخل:

إن كلُ عملٍ يضرُ بأمن الدولة وسلامتها، وكل جريمة يتمكن العدو منها، يُعاقب مرتكبها؛ وذلك من أجل صون وحماية البلاد وتمكيناً لها، ودفعاً لكل ما من شأنه أن يضر بها، وفيما يلي بعض جرائم من هذا القبيل.
– التجسس: ومن الأفعال التي من هذا القبيل التجسس للعدو على البلاد بأي وسيلةٍ من الوسائل، ومهما كان مدى هذا التجسس، وقد نهى الكتاب الكريم عن التجسس فقال: “ولا تَجَسَسُوا”الحجرات”.
وقال تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ“الممتحنة:1.
ويؤخذ من هذه النصوص أن التجسس منهيٌ عنه في الشريعة الإسلامية، وعلى ذلك فالجاسوسُ يكون مرتكباً للمعصية ولما كانت هذه المعصية ليست فيها عقوبة مقدرة، فإن مرتكبها يُعزر.
– جرائم أخرى: وهناك جرائم أخرى وهي رفع السلاح على الدولة، والالتحاق بعملٍ في القوات المسلحة لدولة تحارب البلاد، وتسهيل دخول العدو في البلاد والتعامل في وقت الحرب مع بلدٍ آخر معادٍ أو مع رعايا بلدٍ معادِ. وجميع هذه الجرائم تحرمها الشريعة الإسلامية، وصاحبها يستحق عقوبة التعزير.

المصدر: كتاب التعزير في الشريعة الإسلامية، للدكتور عبد العزيز عامر.كتاب أحكام التعزير والجرائم التأديبية وعقوباتها، للدكتور شعبان الكومى أحمد فايد.كتاب الحدود في الإسلام من فقه الجريمة والعقوبة، للدكتور عيسى عبد الظاهر.كتاب التعزير في الغسلام، للدكتور أحمد فتحي بهنسي.


شارك المقالة: