ما هي قصة أبي مريم الحنفي مع الفاروق؟

اقرأ في هذا المقال


إن الله تعالى يقول: “ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا” المائدة:8. فالآية الكريمة تدل على أنه لا يحملنكم بُغض قومٍ على الّا تعدلوا فتعتدوا عليهم وأن من له حقٌ يتوجب عليه أن يأخذه وإلا سيكون البُغض من صالح الأعداء؛ لأن الله تعالى سيحاسب المؤمن إذا أدخل مبدأ الهوى والبُغض بإقامة الميزان العادل، فإن حكم البُغض والعداء والهوى يذهب ويميل إلى صالح الخصم.

موقف أبي مريم الحنفي مع الفاروق؟

إن عمر بن الخطاب يضربُ لنا مثلًا أو صورة حية عن هذه القصة، وهي أنه أبو مريم الحنفي قد قتل زيد بن الخطاب وهو شقيق عمر بن الخطاب وكان ذلك في معركة اليمامة، ثم دخل في الدين الإسلامي بعد ذلك، فكان كلما مرّ أمام عمر رضي الله عنه قال له: اصرف وجهك بعيدًا عني فأني لا أحبك. فقال له أبو مريم الحنفي: أو عدم حبك لي انه يحرمني من حقوقي، فقال: لا، فقال الرجل: إنما يبكي على الحب النساء.

إذن فعلى الإنسان أن يحب من يشاء ويبغض من يشاء، ولكن إياك أن تظلم الناس لمن أحببت أو تظلم من أبغضت، لذلك قال: “وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى” الأنعام:152.

وبقوله تعالى أيضًا: “أعدلوا هو أقرب للتقوى”. حينما تُطلب العدالة مع العدو أو الخصم فإنها تصبح تقريع لذاك الخصم؛ لأنه يخالف بذلك عقيدة الإيمان، ومن المحتمل بأن الخصم سيقول بينه وبين نفسه: إن عدالة هذا المسلم لن تمنعه من قول الحق، وأن العقيدة الإسلامية تجعل منه شخصًا قويًا، وأن دينه الذي أمره بذلك وهو دين الحق.

العبرة المستفادة من قصة أبي مريم الحنفي مع الفاروق

إن في حال حَكم الشخص المؤمن بالعدل لخصمه، أي أنه قرّعه؛ وذلك لأنه ليس مؤمن، لكن لو شاهد خصمك أنك قد ظلمت ولم تذهب للحق؛ لأن في ذلك تحفيز له على أن يبقى كافرًا ولأنه سيعرف أنك تتبع الهوى. أما إذا شاهدك وأنت تقف موقفًا يرضي الله تعالى بالرغم من أنه خصم لك، فهو يتبين ذلك على أن العقيدة التي أمنت بها هي الحق، وأن الحق يُقام ويبقى موجودًا حتى وإن كان على الأعداء.

فالله تعالى لم يصرف الإنسان على الكراهية والحب، ولكنه حذرنا بأن لا نظلم من نكره، أو نجامل أي شخص نحبه على حساب إقامة العدل وحفظ الحق، فقول الحق في بعض الأقوال هو أمرٌ شائع في كثير من التصرفات؛ لأن الشخص إذا قال الحق يستطيع أن يعدل ميزان حركة الحياة، فميزان الحق لا يختل ويختلف إلا إذا رُجح ميزان الباطل على الحق.

المصدر: كتاب قصص الصحابة والصالحين، تأليف محمد متولي الشعراويكتاب عبر وقصص من حياة الصحابة، تأليف أحمد عبد الرحمن بريركتاب قصص الصحابة والتابعين، تأليف محمد رضا الحكيميكتاب قصص من حياة الصحابة، تأليف هيثم حافظ


شارك المقالة: