ما هي قصة الرجل المؤمن الذي يقتله الدجال؟

اقرأ في هذا المقال


قصة الرجل المؤمن الذي يقتله الدجال

أولاً: عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “حَدَّثَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَدِيثًا طَوِيلًا عَنِ الدَّجَّالِ فَكانَ فِيما حَدَّثَنَا به أنْ قالَ: يَأْتي الدَّجَّالُ، وهو مُحَرَّمٌ عليه أنْ يَدْخُلَ نِقَابَ المَدِينَةِ، بَعْضَ السِّبَاخِ الَّتي بالمَدِينَةِ، فَيَخْرُجُ إلَيْهِ يَومَئذٍ رَجُلٌ هو خَيْرُ النَّاسِ، أوْ مِن خَيْرِ النَّاسِ، فيَقولُ أشْهَدُ أنَّكَ الدَّجَّالُ، الذي حَدَّثَنَا عَنْكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَدِيثَهُ، فيَقولُ الدَّجَّالُ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلْتُ هذا، ثُمَّ أحْيَيْتُهُ هلْ تَشُكُّونَ في الأمْرِ؟ فيَقولونَ: لَا، فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، فيَقولُ حِينَ يُحْيِيهِ: واللَّهِ ما كُنْتُ قَطُّ أشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي اليَومَ، فيَقولُ الدَّجَّالُ: أقْتُلُهُ فلا أُسَلَّطُ عليه”. أخرجه البخاري.


إنّ هذا الحديث يُشير إلى أنّ الدّجال لا يملك الإحياء والإماتة بعد هذا الرجل قطعاً. أما بعض الروايات الأخرى التي تُشير إلى قدرة الدّجال على الإحياء، فذلك يكون على وجه التخييل لا الحقيقة.


ثانياً: عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:“يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيَتَوَجَّهُ قِبَلَهُ رَجُلٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ، فَتَلْقاهُ المَسالِحُ، مَسالِحُ الدَّجَّالِ، فيَقولونَ له: أيْنَ تَعْمِدُ؟ فيَقولُ: أعْمِدُ إلى هذا الذي خَرَجَ، قالَ: فيَقولونَ له: أوَ ما تُؤْمِنُ برَبِّنا؟ فيَقولُ: ما برَبِّنا خَفاءٌ، فيَقولونَ: اقْتُلُوهُ، فيَقولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أليسَ قدْ نَهاكُمْ رَبُّكُمْ أنْ تَقْتُلُوا أحَدًا دُونَهُ، قالَ: فَيَنْطَلِقُونَ به إلى الدَّجَّالِ، فإذا رَآهُ المُؤمِنُ، قالَ: يا أيُّها النَّاسُ هذا الدَّجَّالُ الذي ذَكَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فَيَأْمُرُ الدَّجَّالُ به فيُشَبَّح، فيَقول: خُذُوهُ وشُجُّوه، فيُوسَعُ ظَهْرُهُ وبَطْنُهُ ضَرْبًا، قالَ: فيَقولُ: أوَ ما تُؤمِنُ بي؟ قالَ: فيَقولُ: أنْتَ المَسِيحُ الكَذّابُ، قالَ: فيُؤْمَر به فيُؤْشَرُ بالمِئْشارِ مِن مَفْرِقِهِ حتَّى يُفَرَّقَ بيْنَ رِجْلَيْهِ، قالَ: ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّال بيْنَ القِطْعَتَيْنِ، ثُمَّ يقولُ له: قُمْ، فَيَسْتَوِي قائِمًا، قالَ: ثُمَّ يقول له: أتُؤْمِنُ بي؟ فيَقولُ: ما ازْدَدْتُ فِيكَ إلَّا بَصِيرَةً، قالَ: ثُمَّ يقولُ: يا أيُّها النَّاسُ إنَّه لا يَفْعَلُ بَعْدِي بأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، قالَ: فَيَأْخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ، فيُجْعَلَ ما بيْنَ رَقَبَتِهِ إلى تَرْقُوَتِهِ نُحاسًا، فلا يَسْتَطِيعُ إلَيْهِ سَبِيلًا، قالَ: فَيَأْخُذُ بيَدَيْهِ ورِجْلَيْهِ فَيَقْذِفُ به، فَيَحْسِبُ النَّاسُ أنَّما قَذَفَهُ إلى النَّارِ، وإنَّما أُلْقِيَ في الجَنَّةِ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هذا أعْظَمُ النَّاسِ شَهادَةً عِنْدَ رَبِّ العالَمِينَ”.


شرح الأحاديث:


إنّ الأحاديث التالية تُشير إلى رجلٌ يتسلطُ عليه الدّجال لعنه الله سبحانه وتعالى، وقد اختلف في كنه هذا الرجل: قيل هو الخضر، وهذه دعوى ليس عليها برهان، ومستند من زعم ذلك أثر ضعيف، ومعرفة من هو الرجل ليست ذات أهمية، ويكفي معرفة أنّ هذا الرجل هو أعظم الناس شهادة عند الله تعالى، ووجه عظمة شهادته في أنه واجه بكلمة الحق حتى بعد تعذيب الدّجال له، والأجر على قدر المشقة.


إنّ هذه الأحاديث تُبين بعض المراد من قول النبي عليه الصلاة والسلام عن الدّجال هو أهون على الله من ذلك، فالدّجال مع توفر كل فتن الشهوات والشبهات لديه، ومع ما آوتي من قدرات، إلا أنه مع كل ذلك لا يملك تغيير القلوب الممتلئة إيماناً أو يُؤثّر فيها، وغاية تأثيره على ضعاف الإيمان، وأهل الوقوع في الشهوات والشبهات قبل حصول فتنته، أما أهل الإيمان فيزدادوا إيماناً، وهذا يعزز القول بأن فتنة الدّجال هي فتنة حصاد لا فتنة زرع، أي بمعنى أنّ الفتن التي قبله تزرع، وفتنة الدّجال تحصد، ومن كان من أهل الإيمان الحق قبل الدّجال، كان أيضاً من أهله بعد فتنة الدّجال، ومن كان من أهل الريبة، أو ممن يعبدون الله على حرف، فهؤلاء هم مطمع الدّجال، ومدار فتنته.


وقد يسألُ سائل: كيف يجوز أنّ يجري الله الخوارق التي هي بمثابة الآيات على يدِ كافر، كإحياءِ الموتى مثلاً التي تُعتبر آية عظيمة لم يؤيد بمثلها إلا الأنبياء. ويجاب على ذلك، بأنه يجريه على سبيل الفتنة والاستدراج، والفرق بينه وبين ما يؤيد به الأنبياء واضح؛ لأنّ الأنبياء أيدوا بالخوارق ودلالة حالة تشهد بأنه كاذب في دعواه الربوبية من ظهور الآفة في عينه والكفر المكتوب بينهما يُضاف إلى ذلك وضوح النقص في ملامحه.


إنّ مجمل القصة يُشير إلى أن الرجل الذي يخرج إليه هو من أهل المدينة، وجاء في بعض الروايات أنّ أصحابه حاولوا منعه من ذلك مخافة أنّ يُفتن. ويدلُ الحديثُ أيضاً مدى أهمية العلم ومدى ضرورة معرفة ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام عن الفتن وعلامات الساعة، وسياق القصة يوضح بصورة جلية أنّ سابق علم الرجل بما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام عن الدّجال وفتنهِ كان سبباً في ثيابه واستنارةً بصيرته بالرغم من شدة البلاء.

ملاحظة:

  • لا يوجد إجماع على عدد الأشخاص الذين يقتلون الدجال.
  • هناك بعض الروايات التي تشير إلى أن عيسى عليه السلام هو من يقتل الدجال.
  • هناك بعض الروايات التي تشير إلى أن الدجال سيقتل عددًا كبيرًا من الناس.

شارك المقالة: