ما هي قصة أبو بكر الصديق مع مسطح بن أثاثة

اقرأ في هذا المقال


إن الله تعالى يقول في الآية الكريمة: “وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ” أي لا تجعلوا حلف اليمين عرضة بين الإنسان وبين أعمال الخير والبر والتقوى، فيكون الإنسان بذلك جعل اليمين بالله مانعًا بينه وبين البِر. ومعنى العرضة: هي التي تعترض بين أمرين أو شيئين فحينما يطلب منك واحد أن تبِر من أساء إليك فقد يقول شخص ما: أنا أقسمت أن لا أبر هذا الإنسان.

علاقة مسطح بن أثاثة بحادثة الإفك

إنّ الإنسان يتحججُ بأي سبب حتى يبتعد عن البِر والإصلاح بين الناس لا بل أنه يفعل شيئًا يريحه ويخيل إليه أنه يمتثل لأوامر الله تعالى، ولنضرب بذلك مثل الصحابي أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد أن جاء مسطح بن أثاثة واشترك مع من خاضعوا في واقعة الإفك التي اتهموا فيها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.

إن ملخص القصة التي حدثت هو أن الغمّ والحزن قد أصابا السيدة عائشة طوال فترة كبيرة، وبيّن الله تعالى كذب هذا الحديث. فذاع ما ذاع عن أم المؤمنين زوجة النبي عليه الصلاة والسلام قبل أن تكون بنت أبي بكر، وأبو بكر هو صديق النبي عليه الصلاة والسلام ولو أن غير السيده عائشة التي حدث هذا الأمر لكان موقف أبي بكر هو موقفه نفسه حينما جاء قريبه مسطح بن أثاثة واشترك في حديث الإفك مع من اشتركوا، ثم يبرئ الله تعالى عائشة وينزل في كتابه العزيز وينزل ما يثبت براءتها، وعندما برأها الله تعالى، جاء أبو بكر وكان ينفق على مسطح بن أثاثة فيقطع عنه النفقة ويقول: والله لا أنفق عليه أبدًا؛ لأنه اشترك في حديث الإفك.

لذلك الأمر قام أبو بكر بمنع النفقة عن مسطح بن أثاثة؛ لأن مسطحًا خاض في واقعة الإفك، فالكمال والمقاييس والفضائل عند الله بيّنت بأن هذا طريق وذاك طريق آخر، فقال في كتابه: “وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” النور:22.

الفكرة من قصة أبي بكر الصديق مع مسطح بن أثاثة

إن العبرة من هذه الحادثة التي وقعت هي أن الله تعالى يحذرنا من استعمال القسم والحلف به فلا يجوز منع البر أو صلة الرحم أو منع الإصلاح بين الناس، وأن من حلف على أي شيء ورأى غيره خيرًا منه فليفعل الخير وليكفّر عن يمينه؛ لأن الإنسان المؤمن حينما يحلف على ألا يعمل خيرًا فهو يضع الله حاجزًا بينه وبين الخير، وبذلك يكون هناك تناقض عند المؤمن لنفسه بأن جعل المانع من فعل الخير هو الحلف بالله، فالله تعالى هو الذي يأمر بالصلاح والتقوى بين الناس، فالله تعالى يقول: “وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ” بمعنى أن الله يحمي عمليات البِر والتقوى والإصلاح بين الناس.

المصدر: كتاب عن الصحابة والصالحين، تأليف محمد متولي الشعراويكتاب حياة الصحابة، تأليف الدكتور بشار عواد معروفكتاب قصص الصحابة والتابعين، تأليف محمد رضا الحكيميكتاب قصص من حياة الصحابة، تأليف هيثم حافظ


شارك المقالة: