ما هي قصة المرأة التي وعظت عالما

اقرأ في هذا المقال


هذه قصة من قصص بني إسرائيل حدث بها رجلٌ ممن أسلم منهم وهي قصة رجل عالم من علماء بني إسرائيل ماتت زوجته، ولم يخرج لمشاهدة الناس من شدة حزنه عليها، وأصرت امرأة أخرى على أن تقابله حتى تضرب له مثل حاله، فسمع كلامها وعاد عن حزنه.

الدليل من السنة على قصة المرأة التي وعظت عالما

لقد روى الإمام مالك في موطئه عن يحيى بن سعيدٍ، عن القاسم بن محمد أنه قال: “أنه قال هلكت امرأة لي، فأتاني محمد بن كعب القرظي يعزيني بها فقال: إنه كان في بني إسرائيل رجل فقيه عالم عابد مجتهد وكانت له امرأة وكان بها معجبا ولها محبا فماتت، فوجد عليها وجدًا شديدًا ولقي عليها أسفا حتى خلا في بيت وغلق على نفسه واحتجب من الناس، فلم يكن يدخل عليه أحد وإن امرأة سمعت به فجاءته فقالت: إن لي إليه حاجة أستفتيه فيها ليس يجزيني فيها إلا مشافهته فذهب الناس ولزمت بابه وقالت: ما لي منه بدّ فقال له قائل: إن هاهنا امرأة أرادت أن تستفتيك وقالت: إن أردت إلا مشافهته وقد ذهب الناس وهي لا تفارق الباب فقال ائذنوا لها، فدخلت عليه فقالت: إني جئتك أستفتيك في أمر قال وما هو قالت إني استعرت من جارة لي حليا فكنت ألبسه وأعيره زمانا ثم إنهم أرسلوا إلي فيه أفأؤديه إليهم فقال نعم والله فقالت إنه قد مكث عندي زمانا فقال ذلك أحق لردك إياه إليهم حين أعاروكيه زمانا فقالت أي يرحمك الله أفتأسف على ما أعارك الله ثم أخذه منك وهو أحق به منك فأبصر ما كان فيه ونفعه الله بقولها” رواه مالك.

شرح قصة المرأة التي وعظت عالما في الحديث الشريف

لقد قدم محمد بن كعب القرظي على القاسم بن محمد يعزيه بوفاة زوجته فحدثه خبر رجل فقيه عابد لله وعالم من بني إسرائيل قد توفيت زوجته، وكانت عزيزة عليه وقريبة إلى نفسه وحبيبته، وحزن عليها حزنًا شديدًا ومن شدة حزنه حبس نفسه في البيت ولم يخرج للقاء الناس وعزل نفسه عنهم ولم يدع الناس تأتي إليه.

وفي ذات يوم جاءت امرأة إلى هذا الرجل وظلت ملازمة بيته وتطلب مقابلته حتى تستفتيه وأصرت إلا أن تصرح بمسألتها وعلى أن تقولها له بنفسها، فلما التقت به سألته عن قوم أعاروها حلياً كثير حسنًا فكانت تلبسه وتعيره، ثم إن أصحاب الحُلي طلبوه، أفيلزمها رده إليهم؟ فتعجب ذلك الرجل من سؤال معروف جوابه، فأجابها بوجوب رد الحلي لأصحابه.

فكان مقصد المرأة هي أن تضرب له مثل الحلي المستعار بحاله مع زوجته، فقالت له الزوجة هي عندك وديعة وكل ما في هذه الدنيا وديعة، فالمال والولد والأهل لا بدّ أن يسترد الله وديعته، وعندما وجهت نظره إلى مشابهة حالة بالحالة الذي ضربته له، اتعظ وغير من رأيه فانتفع من عظتها واستنصح منها.

المصدر: كتاب صحيح القصص النبوي، تأليف عمر سليمان الأشقركتاب جامع الأصول في أحاديث الرسول، تأليف ابن الأثير وتحقيق عبد القادر الأرناؤوطكتاب القصص في السنة دروس وعبر، تأليف علي بن نايف الشحودكتاب صحيح القصص النبوي، تأليف ابن اسحاق الحويني الأثري


شارك المقالة: