ما هي قصة توبة جعفر بن حرب؟

اقرأ في هذا المقال


التعريف بجعفر بن حرب:

هو جعفر بن حرب الهمداني، كانت الناس تضرب به المثل في نشاطه وحبه للعلم والعمل به، لقد تعلّم علم الكلام في مدينة البصرة، وكان أحد رؤوس المعتزلة في وقته، وعُرف بأنه يمتلك جاهاً وثروة كبيرة تركها له أباه، واتصف بصفة التقوى والزهد، وكان يميل قلبه إلى حب العلم والبحث وراءه، عنده بعض مؤلفات ومنها: “متشابه القرآن” وله أيضاً “كتاب الرد على أصحاب الطبائع”، وتوفي في مدينة بغداد التي أسس نفسه وعلمه فيها.

قصة توبة جعفر بن حرب:

لقد ورد عن أبو القاسم عن أبيه أنه قال أن جعفر بن حرب كان يقلد في تصرفاته وأفعاله كبار الأعمال للسلطان، وقيل أن ما عنده من نعم كثيرة تصل إلى درجة الوزارة من شدة توفرها، وتصل مرتبه إلى حالة الجلالة، ففي ذات يوم سمع شخصاً يقرأ من كتاب الله تعالى في قوله: ” أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ “ الحديد:16. فنادى بأعلى صوته بلى، وقام بتكرارها عدة مرات، ثم بعدها بكى.

وبعدها قام بالنزول عن حصانه، وقام بخلع ملابسه، ودخل إلى مكان يسمى دجلة وقام بستر نفسه بالماء، ولم يخرج من الماء، حتى قام بتوزيع جميع أمواله في المظالم التي كانت بذمته، وثم قام بردّها والتصدق بما بقي من ماله. فمرّ من جواره رجل وهو بالماء قائماً فسمع خبره، وقام بجلب قميص ومئزر له، فستر نفسه بهما وخرج من الماء، وكرّس كل وقته في طلب العلم وعبادة الله تعالى حتى انتقل إلى جوار ربه.

من أهم ميزات جعفر بن حرب أن قلبه شديد التعلق بالقرآن الكريم، والتأثر بكلمات الله تعالى، ففي أغلب الأوقات الذي كان يقرأ فيه القرآن، ولا تمرُ الآيات على الأذن، من غير أن تمسّ أوتارُ القلب وتتعلق بها. فعندما تاب إلى ربه، وترك قلبه حبّ الدنيا وما فيها من متاع وسلطان، تفرغّ لعبادة الله تعالى وعدم عصيانه وترك الدنيا وما فيها؛ لأنها هي متاع أما ما عند الله فهو الباقِ.

المصدر: كتاب التوابين، تأليف موفق الدين أبو محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي.كتاب قصص التوابين، إعداد عبد العزيز سيد هاشم.كتاب قصص التائبين، قصص واقعية مؤثرة جداً جداً، جمعها عصام أبو محمد.كتاب العائدون إلى الله، مجموعة من قصص التائبين، تأليف محمد بن عبد العزيز المسند.


شارك المقالة: