ما هي قصة توبة شاب مسرف على نفسه وقصة رجلينِ من بني إسرائيل من العُصاة؟

اقرأ في هذا المقال


قصة توبة شاب مسرف على نفسه:

لقد روي عن وهبُ بنُ منبه قال، لقد كان على وقتِ موسى عليه السلام شابٌ يُسرفُ على نفسهِ كثيراً، فعمدوا إلى أن يُخرجوهُ من بينهم بسببِ قُبحِ عملهِ، فجاءهُ الموتُ عند خربةٍ أمام البلدِ، وأوحى اللهُ عزّ وجل إلى النبي موسى عليه السلام، بأنّ هناك ولياً من أوليائي جاءتهُ منيتهُ، فأتي به وغسّلهُ وصلّ عليه، وبلّغ كلّ شخصٍ كثرة ذنوبهُ واستعصت بأنّ يحضر جنازته؛ حتى أغفر لهم وأكفر عنهم، واحملهُ إليّ حتى أُحسنَ مثواه.

ونادى موسى عليه السلام عند بني إسرائيل، فتجمع الناس، وعندما جاؤوا عَرفوهُ، فقالوا لهُ: يا نبيّ الله! هذا هو الشخص السيء الذي أخرجناهُ، وتعجب موسى من ذلك الأمر، فأوحى الله تعالى لموسى، صدقوا وهم شهدائي، وحينما جاءتهُ منيتهُ في تلكَ الخِربةِ، قام بالالتفاتِ عن يمينهِ وشمالهِ، فلم يجد لا صديقاً ولا قَريباً، فرأى نفسهُ في غُربةٍ وحيدةً وذليلةً، فنظر إلى السماءِ وقال:

إلهي! أنّا من عبادكَ وغريبٌ في بلادكَ، لو أنني أعلمُ بأنّ عذابي يزيدُ في مُلكك، وأنّ عفوكَ عني يقللُ من مُلكك، فما طلبتُ الرحمة والمغفرةَ منك، وأنه ليسَ لي رجاءً ولا منجأً من أيّ كان إلّا أنت، وقد سمعتُ بأنّك تقول إنكّ أنتَ الغفورُ الرحيم، ولا تُخيبُ رجاء عبادك أبداً، فأرجوا أن لا تُخيِّبَ رجائي.

فقال الله تعالى يا موسى: أيجدرُ بي أنّ أردّ دعائهُ وهو غريبٌ على هذه الحال والصفة، فقد رَجاني وتَوسلَ إليّ ووقفَ بين يديّ! فو عزّتي، أي كانَ سألني من المُذنبينَ من أهلِ بِقاعِ الأرض جميعها، لوهبتهم لهُ من شدّة ذلّ غُربتهِ، فيا موسى أنّا كهفُ الغريبِ وأنا وطنهُ وأنّا رحيمهُ وحبيبهُ فلن أخذلهُ.

 توبة رجلين من بني إسرائيل:

لقد روي عن أبي العوام أمين بيت المقدس عن كعبِ الأحبارِ أنهُ قال: أنّه سارَ رجلانِ من بني إسرائيل إلى مسجدٍ من مساجدِهم، فدخلَ أحدهما وخرجَ الآخر من المسجدِ وهو يقول: ليس هناك أحدٌ يُشبهني يدخلُ المسجد وقد عصيتُ الله تعالى، فكُتب صدّيقاً.

لقد أسرعَ رجلانِ من بني إسرائيل إلى مسجدٍ من مساجِدهِم، فقام أحدهم بالدخولِ إلى المسجدِ، وخرج الآخرُ وجلسَ خارجاً، وصارَ يقولُ، ليس هناك مثلي يدخلُ المسجدُ وقد عصيتُ الله، فَكتبتُ صديقاً. وقيلَ أيضاً: أنّ رجلاً من بني إسرائيل أصابهُ ذنبٌ عظيمٌ، فَحزن عليهِ، وجعلَ يذهب ويأتي، ويقولُ في نفسهِ، بماذا سأرضي ربي، بماذا سأرضي ربي، وظلّ يُكررها حتى كُتبّ صِديقاً.

 توبة عاصٍ من العُصاةِ :

لقد رُوي عن ربيعةَ بنُ عثمان التِيمي أنهُ قال: أنّ هناك رجلٌ يعملُ المعاصي جميعها، فأرادَ الله تعالى به إلى أن يُرجعهُ إليه ويردعه عن تلك الأفعال. فقال لمرأتهِ: إنّي أريدُ أنّ لله وأطلب مغفرتهُ وشفاعتهُ، فسارَ إلى الصحراءِ، وصارَ يَصيحُ، أيتها السماء اشفعي لي، ويا أيّتها الأرضُ ويا ملائكة السماء اشفعوا لي، فوقعَ وأُغميَ عليه، فأرسل اللهُ إليه مَلكاً، فأسندهُ ومسحَ على رأسهِ وقال له: إنّ الله سمعك ويُبشرك بالتوبة، ويقولُ لك: إنّهُ قَبِل توبتك، فقال له الرجل: من الذي شَفعَ لي عند الله، قالَ له خشيَتُك هي التي شفعت لكَ عند ربك.

المصدر: كتاب التوابين، تأليف موفق الدين أبو محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي.العائدون إلى الله مجموعة من قصص التائبين، تأليف : محمد بن عبد العزيز المسند.كتاب العائدون إلى الله، تأليف السيد قطب.قصص التائبين قصص واقعية مؤثرة جداً جداً، تأليف، جمعها عصام ابو محمد.


شارك المقالة: