ما هي قصة دس جبريل التراب في فم فرعون

اقرأ في هذا المقال


هذه القصة توضح لنا مقدار البغض الذي كان يحمله جبريل عليه السلام لفرعون الملك العاصي والطاغية والذي كان يقول للناس أنا ربكم الأعلى حتى أنه عندما قال: “آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ” يونس:90 حال غرقه، خاف أن تدركه رحمة الله، فأخذ التراب وصار يدس فيه بفمه حتى يمنعه من أن ينطق بكلمة التوحيد.

الدليل من السنة على قصة دس جبريل التراب في فم فرعون

لقد روى الترمذي في سننه عن ابن عباس أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “لما أغرق الله فرعون قال: آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ” يونس:90. فقال جبريل: يا محمد، انك لو رأيتني وأنا آخذُ من حال البحر فأدسه في فيهِ مخافة أن تدركه الرحمة“. فقال أبو عيسى هذا حديث حسن. رواه الترمذي.

وهناك رواية أخرى أن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر أن جبريل عليه السلام جعل يدسّ في فم فرعون الطين خشية أن يقول: لا إله إلا الله فرحمة الله أو خشية أن يرحمه الله. قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب.

شرح قصة دس جبريل التراب في فم فرعون من الحديث

لقد أخبرنا القرآن الكريم طويلًا عن فرعون وأعماله السيئة وعن جبروته وطغيانه وعصيانه لله تعالى وصولته  وجولته في وجه الحق، وأخبرنا الله عن نزول نقمته عليه وعلى جنوده حينما أغرقهم فأهلكهم، فقد كان جبريل عليه السلام شاهدًا وحاضرًا، وأخبر جبريل النبي عليه الصلاة والسلام بأن فرعون عندما  أدركه الغرق، وقال: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل أخذ يحشي بفمه من طين البحر؛ حتى لا يتمكن من النطق بكلمة التوحيد، وخوفًا من أن تدركه رحمة الله وأن يقبل توبته.

وإن ما قام به جبريل عليه السلام من فعل إلّا من كثرة غضبه على ذلك الطاغية الذي تمادى في الكفر والإفساد ومحاربة الإسلام وفتنة المؤمنين.

وقد قيل: وما يضير جبريل أن يرحم الله فرعونًا وأن يغفر له؟ فالجواب على هذا السؤال هو أن العبد يصل إلى حالة من الكراهية للظالمين، بحيث يدعو الله أن لا يقبل توبتهم ولا يدخلهم رحمته، وهذا حصل من موسى عليه السلام، فإنه دعى على فرعون وأعوانه أن يشدّ الله على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يشاهدوا العذاب الأليم، فقال تعالى: “وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ” يونس:88.

العبرة المستفادة من قصة دس جبريل عليه السلام التراب في فم فرعون

1- عِظم رحمة الله، فجبريل عليه السلام أبى أن ينال فرعون رحمة الله تعالى ويحصل عليها عندما نطق بكلمة التوحيد وهو يغرق.

2- إن لكلمة التوحيد فضل عظيم، فجبريل عليه السلام خاف أن يرحم الله بها فرعون الكافر، فكيف إذا قالها العبد في حال الصحة والعافية واثقًا بها، فلا شك أن في ذلك أجر عظيم وثواب جزيل.

3- كره الملائكة للكفار والمجرمين بشكل شديد، حتى أن جبريل كان يضع الطين الأسود في فم فرعون عند حلول العذاب به.

المصدر: كتاب صحيح القصص النبوي، تأليف عمر سليمان الأشقركتاب جامع الأصول في أحاديث الرسول، تأليف ابن الأثير وتحقيق عبد القادر الأرناؤوطكتاب القصص في السنة دروس وعبر، تأليف علي بن نايف الشحودكتاب صحيح القصص النبوي، تأليف ابن اسحاق الحويني الأثري


شارك المقالة: