متى يجوز الطلاق للزوجة؟

اقرأ في هذا المقال


متى يجوز طلاق الزوجة:

الصورة السيئة التي تعلو أذهان كثير من النساء عن الطلاق لا تَمُتّ بصلة إلى الإسلام، وقد تكونت هذه الصورة من المعلومات المشوّهة التي فهمها سطحيون عن رسالة الإسلام، أو من ممارسات خاطئة لكثير من الجهلة الظالمين الذين يحملون اسم الإسلام بلا مضمون، وعندما نستعرض خطوات الطلاق الشرعي كما شرعه الله سبحانه، وكذلك آدابه وقواعده سنرى الفرق الشاسع بين هذا وتلك الممارسات والأفكار الظالمة. 

كيف يكون إيقاع الطلاق:

قد يظن بعض الناس أن الرجل يستطيع أن يوقع الطلاق على زوجته في كل وقت، وإن هذا خطأ فاحش بل لا يجوز لرجل يؤمن بكلام الله وكلام رسوله أن يوقع الطلاق على زوجته إلا إذا كانت طاهراً، وأن لا يكون قد مسها في هذا الطهر. أو تكون حاملاً حملاً قد استبان وعُلِم.

فمن طلّق امرأته وهي حائض فطلاقه باطل، وهو غير واقع؛ لأنه جاء في غير الوقت الذي حدده الله سبحانه وتعالى، وممّا يدلّ على ذلك حديث ابن عمر الذي رواه الجماعة.. أنه طلّق امرأته وهي حائض فذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه وسلم فتغيظ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال:”ليرجعهثم يمسكها حتى تطهر ثم تحيض فتطهر. فإن بدا له أن يطلقها فيطلقها قبل أن يمسها فتلك العدة كما أمر الله تعالى أن يطلق لها النساء“.
وهذا الحديث نص في عدم جواز الطلاق وقت الحيض، ووجوب رد هذا الطلاق. وقد ذهب المحققون من العلماء إلى أنه لا يحتسب أيضاً، ومن هؤلاء المحققين ابن تيمية وابن القيم وابن حزم وغيرهم ويدل على ذلك القرآن الكريم حيث قال تعالى:“يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن” .

أين تمكث المطلقة وقت العِدّة:

يظن كثير من الناس أيضاً جهلاً وظُلماً، أن المرأة يجب أو يجوز أن تخرج من بيت زوجها إذا وقع الطلاق وأن
يمضي وقت العدة في بيت غير بيت زوجها، وهذا خطأ فاحش وجهل بالدين. وكذلك تظن كثير من النساء أنه يجوز لهن الخروج من بيت الزوجية عند سماع كلمة الطلاق، أو يجب عليهن الخروج وهذا أيضاً خطأ فاحش ومخالفة صريحة لأمر الله سبحانه وتعالى. بل لا يجوز لرجل أن يُخرِج امرأته من بيتها بعد أن يعلمها بالطلاق، إلا إذا انتهت عدتها (وسيأتي تفصيل لمعنى العدة) وكذلك لا يجوز لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تفارق بيت زوجها عندما تسمع منه كلمة الطلاق إلا إذا انتهت عدتها. وذلك كله تحقيقاً لقوله تعالى:يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا. الطلاق:1.

إنهاء عقد الزواج الشرعي:

هناك خطوتان أساسيتان في سبيل إنهاء عقد الزواج الشرعي وهما:

  • أولاً: يجب أن يقع الطلاق في طهر، لم يمس الرجل زوجته أو حال حمل ظاهر.
  • ثانياً: لا يجوز للرجل أن يَطرد زوجته مِن بيتها، إلّا بعد إكمال عِدتها ولا يجوز للمرأة أيضاً أن تخرج مغاضبة لزوجها قبل استكمال عدتها في بيتهِ.

المصدر: كتاب فقه الطلاق، للأستاذ عبده غالب أحمد عيسى،دار الجيل، طبعه1991.نظام الطلاق في الإسلام، للعلامة أحمد شاكر.أحكام الطلاق في الشريعة الإسلامية، مصطفى بن العدوي.الطلاق وآثار المعنوية والمالية في الفقه الإسلامي، للدكتورة وفاء معتوق حمزة فراس.


شارك المقالة: