من علامات الساعة التي لم تقع - كثرة النساء وقلة الرجال

اقرأ في هذا المقال


من علامات الساعة التي لم تقع – كثرة النساء وقلة الرجال:

أولاً: عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:“لَيَأتِيَنَّ علَى النَّاسِ زمانٌ يَطُوفُ الرَّجُل فِيهِ، بالصَّدَقَةِ مِنَ الذَّهَبِ، ثُمَّ لا يَجِدُ أَحَدًا يَأْخُذُهَا منه، ويُرَى الرَّجُلُ الوَاحِدُ يَتبَعُهُ أَرْبَعُونَ امْرَأَةً يَلُذنَ به، مِن قِلَّة الرِّجَالِ وكَثْرَةِ النِّسَاءِ” صحيح البخاري.
وفي رواية: “وتكثرُ النساء ويقلُ الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد”. أخرجه البخاري. إن كلمة يلّذن تعني: يحتمين، قيل لكونهنّ نساءه سراريه، أو لكونهنّ قراباته أو من الجميع.
ثانياً: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تُتَّخذَ المساجدُ طرقًا، وحتَّى يسلِّمَ الرَّجلُ على الرَّجلِ بالمعرفةِ، وحتَّى تتَّجرَ المرأةُ وزَوجُها، وحتَّى تغلُوَ الخيلُ والنِّساءُ، ثمَّ ترخُصَ فلا تَغلو إلى يومِ القيامةِ” أخرجه الحاكم.
إنّ هذه العلامة بهذه المواصفات فإنها لم تحدث بعد، وفيها إشارةٌ واضحة على كثرة النساء بشكلٍ ملحوظ بالنسبة للرجل، أي واحد مقابل خمسين، ومعنى يلُذن به كما ذكر من قبل أي ينتمينّ له ليقوم بحوائجهنّ ويذب عنهنّ مثل قبيلةٍ بقيّ فيها رجل واحد، فهو يقوم بحوائج النسوة فيها، والاحتمالُ الأكبر أنّ سبب قلة الرجل هو كثرة الفتن والحروب التي تفني الرجال دون النساء.
يقول النووي: إنّ السبب الوحيد لقلة الرجال وكثرة النساء، هو الحروب والقتال الذي يحدث في آخر الزمان وتراكم الملاحم. ويُعززُ ذلك هذا الأثر الذي أورده ابن حجر عن علي بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية من حديث حذيفة رضي الله عنه وفيه: إذا عمت الفتنةُ ميزّ الله أولياءه، حتى يتبع الرجل خمسون امرأة تقول: يا عبد الله استرني يا عبد الله آوني.
ويشهدُ لهذا الرأي أيضاً أحاديث الفتن والملاحم المتعددة التي تدل على فناء عظيم يُصيب الرجال على وجه الخصوص منها فتنة حسر الفرات عن جبل من ذهب، والمتعارف عليه أن هذه الفتنة تحصدُ من كلّ تسعةٍ، سبعة رجالٍ، وفي رواية تحصد من كل عشرة تسعة، وكذلك الملحمةُ الكبرى التي تحصد أكثر رجل الأمة، وهي المرحلة التي لا يفرح فيها بغنيمةٍ.
أما الحديث الثاني: فإنه يُشير إلى علامةٍ أخرى وهي غلاءُ المهور والخيل، وهذه العلامة من هذا الوجه حاصلةً في عصرنا إلا إنها لم تكتمل، حيثُ ترخص المهور والخيل إلى يوم القيامة، وسبب رخص المهور أو النساء يوضحهُ الحديث الأول، وهو كثرة النساء وقلة الرجال، أما سبب رخص الخيل فقد وضحت سببه وزمانه أحاديث، منها حديث الدّجال الطويل وفي آخره يتطرق إلى عهد عيسى عليه السلام وفيه يقول الرسول صلّى الله عليه وسلم: “وتكونُ الفُرس بالدُريهماتِ قالوا: يا رسول الله وما يرخصُ الفرس؟ قال: لا تُركبُ لحرب أبداً” أخرجه ابن ماجه.
وهذا الحديث صريحٌ في بيان زمان رخص الخيل وسببه، ولعله نفس الزمان الذي ترخصُ فيه النساء أيضاً لتلازم الأمرين، وارتباط الحدثين.

المصدر: كتاب الموسوعة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، تأليف محمد أحمد المبيض.كتاب المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة، تأليف مصطفى العدوي.كتاب أشراط الساعة، تأليف عبد الله بن سليمان الغضيلي.كتاب علامات الساعة، تأليف سعيد اللحام.كتاب مختصر أشراط الساعة الصغرى والكبرى، إعداد عوض بن علي بن عبد الله- تقديم فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.


شارك المقالة: