من هو آدم عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


التعريف بآدم عليه السلام:

لقد اختلف أهل اللغة في اشتقاقات اسم آدم على أربعة أقوال وهي:
أولاً: سُمي آدم؛ لأنه خُلق من أدمة الأرض، وهو وجهها قاله ابن مسعود وزيد بن ثابت ورواه سعيد بن جُبير عن ابن عباس. وقد رجح القرطبي هذا الرأي مستنداً في ذلك على رأي سعيد بن جبير حيث يقول القرطبي “والصحيح أنه مشتقٌ من أديم الأرض قاله سعيد بن جبيرة”.
ثانياً: قالوا إنه مشتق من السمرة في لونه، يُقال رجل آدم نحو أسمر، بمعنى أنه مشتق من الأدمة وهي سمرة اللون، وقد روى هذا الرأي مجاهد عن ابن عباس. واختلفوا في الأدمة هل هي السمرة أم البياضِ؟ فقد زعم الضحاك أنها السمرة، وزعم النضر أنها البياض وأن آدم كان أبيض مأخوذ من قولهم ناقة أدماء إذا كانت بيضاء.
ثالثاً: قالوا: سُمي بذلك لكونه من عناصر مختلفة وقوى متفرقة.
رابعاً: قالوا سمي آدم بذلك لما طُيب به من الروح المنفوخة فيه المذكور في قوله تعالى“ونفختُ فيهِ من روحي” ص:72. والراجح كان هو الرأي الأول، وهو أن آدم مشتق من أدمة الأرض وذلك لما دلت عليه أحاديث خلق آدم من التراب.

هل اسم آدم عربي؟

نعم، إنّ اسم آدم عربي ووزنهُ أفعل من الآدمية أو من الأديم. فقال الجوهري: وأصلهُ بهمزتين؛ لأنه أفعل إلا أنهم لينوا الثانية، فإذا احتجت إلى تحريكها جعلتها واواً، والأدمة في الإبل البياض الشديد، يُقال بعير آدم وناقة أدماء. ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف “لو نظرت إليها فإنها أحرى أن يؤدم بينكما” سنن الترمذي.
وذكر أحمد عطية الله في قاموسه الإسلامي قوله “إن آدم كلمة في اللغتين العبرية والآشورية بمعنى إنسان”، ويجوز أن يكون هذا الاسم عُرف عند العرب والعبرانيين معاً من أهل اللغات السامية فاتفقت عليه فروعها.

التعريف بآدم اصطلاحاً:

آدم عليه السلام هو أول إنسان خلقه الله، وهو أول الجنس البشري ومنه ومن زوجه خلق الله بنية الذين عمّروا الأرض من بعده، وهو أول اسم ذكره الله فيمن اصطفاهم على العالمين فقال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ” آل عمران: 32. وآدم هو أولُ مخلوقٍ من البشر ظهر على سطح الأرض في هذا الوجود فهو أبو الناس جميعاً وإليه ينتمي جميع سكان الأرض من الإنس، وليس قبلهُ مخلوق من النوع الإنساني على الإطلاق. وإن آدم عليه السلام أيضاً أولُ مخلوق من البشر، خلق الله تعالى بنيتهِ المادية من تراب الأرض.

بماذا يُكنى آدم عليه السلام؟

لقد كان هناك عدةُ كنى كان يُكنى بها آدم عليه السلام ومنها:
المشهور من كنيته أنه أبو البشر، وبعضهم قال أنهُ يُلقب بصفي الله، وروى الوالبي عن ابن عباس أنه قال كنيتهُ أبو محمد وقال بذلك السهيلي. وبعضهم قال بأن كنيتهُ في الجنة أبو محمد وفي الأرض أبو البشر. وبعضهم قال أنه لا يُكنى في الجنة إلا آدم، ويُقال له أبو محمد إظهاراً لشرفِ نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.


شارك المقالة: