وجوه الإعجاز في القرآن

اقرأ في هذا المقال


كثرت الأقوال من السادة العلماء في وجوه الإعجازفي كتاب الله تعالى ، وتنوعت وتعددت الوجوه ، مع ذلك فالقرآن معجز بكل ما يتحمله هذا اللفظ، من معنى، فهو معجز في أسلوبه وألفاظه ، ومعجز في بيانه ونظمه، ومعجز بعلومه ومعارفه ومعجز في تشريعه وصيانته لحقوق الناس، والذي يبحث بإنصاف وطالب الحق الذي ينظر في القرآن، يجد الإعجاز واضح جلي.

انواع إعجاز القرآن .

إعجاز القرآن من وجه خاص, ووجه عام .

الوجه العام : وهو الإعجاز الذي يستطيع إدراكه أهل العقل من جميع الناس، العربي وغيره ، وتكامل بتكامل كتاب الله تعالى، ويكون أكثر وضوحاً وبياناً إذا أخذ القرآن بمجمله، والمجمل ما فيه من إخبار عن المغيبات، وما اشتمل على التشريع الدقيق الصالح لكل زمان ومكان، وقد أشار إلى العلوم الكونيَّة في خلق الإنسان والكون.

ويتجلى إعجازه في المظاهر التالية:

التكلم عن المغيبات.

1- التكلم عن الماضي: وقد تكلم عن سيدنا آدم عليه السلام، والكثير من الأنبياء، والأمم الماضية وتحدث بدقة عن ذلك، قال تعالى ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)

2- الإخبار عن المستقبل: أخبرنا كتاب الله تعالى عن أمور أنَّها ستقع وستحدث فكانت كما أخبر الله تعالى، ممّا لا يقدر البشر على معرفته، ولا سبيل للوصول إليه مثال قوله تعالى ﴿قُل لِّلَّذِینَ كَفَرُوا۟ سَتُغۡلَبُونَ وَتُحۡشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ﴾ [آل عمران ١٢] ومن المعروف أن هذه الاية نزلت في يهود قينقاع عندما قالوا لرسول الله عليه وسلم : لا يغرنك من نفسك أنك قاتلت نفراً من قريش اغماراً لا يعرفون القتال، إنك والله لوقاتلتنا لعرفت أنا نحن ناس وأنك لم تلق مثلنا.

وقد حصل ما وعده الله تعالى به القرآن وقد حاصرهم النبي رسول الله صلى اله عليه وسلم ، عندما قال ﴿قُل لِّلۡمُخَلَّفِینَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُو۟لِی بَأۡسࣲ شَدِیدࣲ تُقَـٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ یُسۡلِمُونَۖ فَإِن تُطِیعُوا۟ یُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنࣰاۖ وَإِن تَتَوَلَّوۡا۟ كَمَا تَوَلَّیۡتُم مِّن قَبۡلُ یُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِیمࣰا﴾ [الفتح ١٦]

وقد نزلت هذه الآية في طائفة من الأعراب كانوا قد تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد في رسول الله عليه وسلم، وقد دعاهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقتال فارس.

المصدر: الدرر امنثور في التفسير بالمأثور - السيوطي الواضح في علوم القرآن - مصطفى البغاتفسير الطبري - الامام الطبري


شارك المقالة: