وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم في الوقاية من الوباء

اقرأ في هذا المقال


وصايا النبي في الوقاية من الوباء:

كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الوصايا والفضائل التي كان يحث صحابته الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا الفضل في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.

في ظل تفشي الأمراض والأوبئة في كل مكان على هذه الكرة الأرضية وتناقلها بين الناس بشكل سريع، وظهور العديد من الأمراض والأوبئة الخطيرة والتي كان من الصعوبة اكتشاف علاج لها أو دواء أو لقاح تشفي الناس من تلك الأمراض، ترك لنا الدين الإسلامي الكثير والعديد من الوصايا النبوية العظيمة التي تجعل لنا وقاية كبيرة من أخطر الأمراض.

ما يُـقال قبل نزول البلاء:

 لقد علمنا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الأمور التي تحصصنا من الأضرار، قال رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قالَ: «بِسْمِ اللَّهِ الذي لا يَـضُرُّ مع اسْمِهِ شَيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهُوَ السَّميعُ العَليمُ» ثلاثَ مَرَّاتٍ لمْ تُصِبْـهُ فَجْأَةُ بلاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، ومَنْ قالها حِينَ يُصْبِحُ ثلاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبـهُ فَجْأَةُ بلاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ»”. [رواه أبو داود وغيره].

الإكْثار من قولِ: «لا إله إلا أنت سُبحانكَ إنِّي كُنتُ من الظالمين»:

قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم في سورة الأنبياء: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87-88]

يقول النَّبيِّ الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في فضل وأهمية قول(لاإله إلا أنت سُبحانكَ إنِّي كُنتُ من الظالمين): “دعوةُ ذي النُّون إِذْ دَعا بها وهو في بَطْنِ الحُوتِ: «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمينَ»، لَم يَـدْعُ بها رجلٌ في شيءٍ قطُّ إلا استجابَ اللهُ له»”. [أخرجه الإمام أحمد والترمذي].
وقد قـال ابنُ القيِّم في “الفوائد”: “فما دُفِـعَتْ شدائِد الدُّنيا بِمثل التَّوْحِيد، ولذلك كان دُعاء الكَرْبِ بِالتَّوحِيـدِ، ودعوةُ ذِي النُّون التي ما دعا بها مَكْرُوب إِلَّا فَـرَّج الله كَرْبَهُ بِالتَّوْحِيدِ، فلا يُلْـقِي في الكُـرَبِ العِظام إِلَّا الشِّرك، ولا يُنْجي مِنها إِلَّا التَّوْحِيد، فَهُوَ مَفْـزَعُ الخَلِيقةِ ومَلْجَؤُها وحِصْنُها وغِياثُها، وباللَّهِ التَّوْفِيق»”.

التَّعوذُ مِن جَهْدِ البلاءِ:

 “كان رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَـتَـعَـوَّذُ مِنْ جَهْدِ البلاءِ، ودَرَكِ الشَّقاءِ، وَسُوءِ القضاءِ، وشَماتَةِ الأَعدَاء”. رواه البخاري.

المحافظة على دعاء الخروج من المنزل:

وقد حثنا النبي الكريم محمد صلى الله على أهمية المحافظة على الدعاء عند الخروج من المنزل وهو ما روي عن أَنسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: “«إِذا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَـيْـتِـهِ فقالَ: «بِسْمِ اللَّهِ، تَـوكَّلْتُ على اللَّهِ، لا حوْلَ ولا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ» -قـال:- يُـقـالُ حِـيـنَــئِـذٍ: هُدِيتَ، وَكُـفِيتَ، وَوُقِيتَ، فتَـتَـنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِـينُ، فَـيقُولُ لَهُ شيـطانٌ آخَـرُ: كيفَ لك بِرَجُلٍ قَـدْ هُـدِيَ وكُـفِـيَ ووُقِـيَ؟»”. [رواه أبو داود].

سؤال الله العافية عند الصباح والمساء:

وكان النبي الكريم محمد يسأل الله العافية في الصباح والمساء وهو ما روي عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: “«لَمْ يَـكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلاءِ الدَّعواتِ حِينَ يُصْبِحُ وحِين يُمْسِي: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العافِيَـةَ فـي الدُّنيا والآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ والعافِيَـةَ فـي دِيني ودُنْـيايَ وأَهْلِي ومالِي، اللَّهُمَّ اسْتُـرْ عَوْراتِي، وآمِنْ رَوْعاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِـي مِنْ بَـيْنِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفِي، وعَنْ يَمِيـنِـي، وعَنْ شِمالِي، ومِنْ فَوْقِي، وأَعُوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَنْ أُغْتالَ مِنْ تَحْتِـي»”. [رواه أحمد وغيره].

كَـثْـرَةُ الـدُّعَـاءِ:

 وكان سيدنا محمد يحثنا على الدعاء وعلى كثرة الدعاء، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “«مَنْ فُـتِـحَ له مِنـكُمْ بابُ الدُّعاءِ فُـتِحَتْ لـه أَبـوابُ الرَّحْمَةِ، وما سُئِـلَ اللَّهُ شَيْـئًا – يعني: أَحَبَّ إِليـهِ – مِن أَنْ يُسْأَلَ العافِـيَـةَ»”.
وقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ الدُّعاءَ يَـنْـفَعُ مِمَّا نَـزَلَ ومِمَّا لمْ يَنْزِلْ، فَـعَـلَـيكُم عِبادَ اللهِ بالدُّعاءِ”. [رواه الترمذي وغيره].

 الابتعاد عن المواضع التي فيها الوباء:

 يجب على الإنسان بطبيعة الحال أن يبتعد عن الأماكن التي تنتشر فيها الأمراض والأوبئة وهو ما روي عن عبد الله بن عامر رضي الله عنهما: “أنَّ عُمَرَ رضي الله عنه خَرجَ إلى الشامِ، فلمَّا كان بِسَرْغَ بَـلَغَهُ أنَّ الوباءَ قد وَقَعَ بالشامِ، فأخبـرَهُ عبدُ الرحمن ابن عَوف: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذا سَمِعْـتُم به بأَرْضٍ فلا تَـقْدَمُوا عليه، وإذا وَقَعَ بأَرضٍ وأنتُم بها، فلا تَخْرُجوا فِـرارًا منه»”.

وعن أبي هريرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:” «لا يُـورِدُ المُمْرِضُ على المُـصِحِّ»”. [رواهما البخاري ومسلم].

صنائع المعروف وبذل الإحسان:

إن القيام بأعمال الإحسان والصدقات والمعروف يقي الشخص من أي مصيبة ومن أي مرض، وهو ما روي عَنْ أَنسِ رضي الله عنه قالَ: “قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صنائعُ المعرُوفِ تقي مَصارِعَ السُّوءِ، والآفاتِ، والهَلَكَاتِ، وأَهْلُ المعرُوفِ في الدُّنيا هُمْ أَهلُ المعرُوفِ في الآخِرَةِ»”. [رواه الحاكم، وهو في صحيح الجامع].
ومما قيل في ذلك ما قاله ابنُ القَـيِّم رحمه الله: “«ومِنْ أَعْظَمِ عِلاجات المرضِ: فِعْلُ الخيرِ والإِحسان، والذِّكْـرُ، والدُّعاءُ، والتَّـضَرُّعُ، والابتهالُ إلى الله، والتَّوبةُ، ولهذه الأمور تأثيرٌ في دَفْعِ العِلَل، وحُصُولِ الشِّفاءِ؛ أعظمُ مِنَ الأدوية الطَّبِيعِيَّـةِ، ولكن بحَسَبِ استعدادِ النَّـفْس، وقَـبُولِها، وعَقِيدتها في ذلك ونفعِه»” [زاد المعاد].

قـيام اللـيل: 

عن أهمية قيام الليل هو ما روي عن بِلالٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: “«عليكُمْ بِقيامِ اللَّـيْـلِ؛ فإِنَّـهُ دَأبُ الصَّالِحينَ قَبلكُم، وإِنَّ قِيامَ اللَّيلِ قُربَـةٌ إلى اللهِ، ومَنْهاةٌ عنِ الإِثْمِ، وتكفِيرٌ للسَّيِّـئاتِ، ومَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عنِ الجَسَدِ»”. [رواه الترمذي وغيره حسنه الألباني].

 تغطية الإِناء وإِيكاء السقاء:

 وقد حثنا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على أهمية تغطية الأناء وإيكاء السقاء، حيث يقول رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “«غَطُّوا الإِناءَ، وأَوكُـوا السِّقاءَ، فإِنَّ في السَّنَـةِ لَـيْـلَـةً يَـنْزِلُ فيها وبـاءٌ؛ لا يَـمُـرُّ بـإِناءٍ ليسَ عليـهِ غِطاءٌ، أو سِقـاءٍ ليس عليه وِكاءٌ إِلا نَـزَلَ فيه مِنْ ذلك الوَباءِ»”. [رواه مسلم].
وكانت تلك الوصايا هي من وصايا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والتي يجب على المسلم أن يتبعها لما لها من دور كبير في جعل حياة الشخص المسلم بأفضل صورة وأحسن شكل.

المصدر: كتاب "فقه السيرة" للمؤلف محمد غزاليكتاب "السيرة النبوية" للمؤلف الإمام أبي محمد عبد الملككتاب "اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون" للمؤلف موسى بن راشد العازميكتاب " السيرة النبوية الذهبي" للمؤلف شمس الدين الذهبي


شارك المقالة: