وصايا النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الخوف

اقرأ في هذا المقال


ما هي وصايا النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الخوف؟

كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد والكثير من الوصايا التي كان يحث الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا من دور وفضل كبير في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.
إذا كان الخوف ينبعث من المعرفة بالله سبحانه وتعالى، فإن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو من أشد وأكثر الناس خشية للله سبحانه وتعالى.
وقد قال نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فو الله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية”.(صحيح بخاري).
ولقد ارتبطت شدة الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى بكثرة العلم، فعندما كان علم الناس قاصرًا بشكل كبير عن علم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أخبرهم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأنهم لو كان بإمكانهم أن يرتقوا بعلمهم وأن يصلوا إلى علم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لكانت قد تغيرت أساليب حياتهم ولأصبح السرور والفرح لا يجد إلى نفوسهم طريقه.
قال صلى الله عليه وسلم: “والذي نفس محمد بيده لو تعلمون ما أعلم، لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلًا”، حيث قد نقل لنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بعض الذي لا نعلمه نحن وذلك خبرًا عما شاهده، والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام هو الصادق المصدوق فقال:“إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء، وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدًا لله. لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات، تجأرون إلى الله»”.
وذلك هو بعض ما في نفس الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على الدوام من الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى، حيث قد جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فعندما أخبروا بها، كأنهم قد تقالّوها، فقالوا: “وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر”. فكأن الرهط رأوا أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لا يحتاج إلى الكثرة من العبادة حتى يغفر الله سبحانه وتعالى له، ورأوا أن عليهم أن يكثروا من العبادة.
فلما أخبر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأمرهم قال:“أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني”.
فما كانت مغفرة الرسول الكريم لذنوبه تقلل من خوفه وخشيته من الله عز وجل والتي هي مصدرها العلم بالله سبحانه وتعالى، بل كانت تلك المغفرة دليلاً على الشكر والحمد وزيادة عبادة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم شكرًا لله عز وجل.
إذًا فلن يكون أي إنسان أعبد لله عز وجل أو أكثر خوف وخشية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ذروة العبادة والخشية الله عز وجل هي أيضاً تكون في اتباع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

المصدر: كتاب " السيرة النبوية الذهبي" للمؤلف شمس الدين الذهبيكتاب "اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون" للمؤلف موسى بن راشد العازميكتاب "السيرة النبوية" للمؤلف الإمام أبي محمد عبد الملككتاب "فقه السيرة" للمؤلف محمد غزالي


شارك المقالة: