وصايا النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في العدل

اقرأ في هذا المقال


ما هي وصايا النبي صلى الله عليه وسلم في العدل؟

كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الوصايا والنصائح التي كان ينصح بها صحابته الكرام رضوان الله عليهم وجميع الخلائق على قولها وفعلها والقيام بها؛ لما لتلك الوصايا الفضل في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.
العدل هو صفة عظيمة جداً وهو خلق كريم وجليل، وصفة العدل هي صفة محببة في النفوس، حيث تبعث صفة العدل الأمل الكبير عند المظلومين، فالعدل هو من يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، وبالعدل تؤدى وتعود جميع الحقوق لأصحابها، وبالعدل يسعد جميع الناس وتستقيم الحياة البشرية، حيث أنه ما وجد العدل عند قوم إلا سعدوا بتطبيقه، وما فُقد عند آخرين إلا شقوا وهلكوا.
قال الله سبحانه وتعالى في العدل في سورة النساء: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾[النساء: 58].
وما زال العدل يذكر في سورة النساء والحث على تطبيقة في كل المجالات بقوله سبحانه وتعالى في سورة النساء:  ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 135].
كما استمر الخالق عز وجل يذكّر الناس بأهمية تطبيق العدل وذلك في سورة المائدة، حيث قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8].
وقال عز في سورة المائدة: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [المائدة: 41، 42].
كما كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يحث على أهمية وجود العدل والمساواة في كل مناحي الحياة، ومن الأحاديث الصحيحة عنه عليه الصلاة والسلام في العدل والمساواة هو ما روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا” رواه مسلم. كما أنه عليه الصلاة والسلام كان قد بيّن في ذلك الحديث مكانة أصحاب العدل ومن يقومون به.
ومن الأحاديث الدالة على ذلك الأمر أيضاً هو ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” إنما الإمام جُنة يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله عز وجل وعدل، كان له بذلك أجر، وأن يأمر بغيره كان عليه منه ” رواه مسلم.
وقد تكلم النبي عن أهل العدل أنهم من أهل الجنة وهو ما روي عنه عليه اصلاة والسلام، حيث قال: “أهل الجنة ثلاثة: ذُو سُلطان مقسط مُوفق ورَجل رَحيم رقيق القلب لكل ذِي قربى ومسلم وعَفيف متفف ذو عيال” (صحيح مسلم).
ومن الأحاديث التي تتكلم عن العدل هو ما روي عنْ أبي أيوب أنه قال قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : “يَدُ اللَّهِ مَعَ الْقَاضِي حِينَ يَقْضِي وَيَدُ اللَّهِ مَعَ الْقَاسِمِ حِينَ يَقْسِمُ “.
ومن أروع صور العدل التي يجب أن يأخذ بها المسلم هي عدل النبي عليه الصلاة والسلام بين نسائه، حيث أنه“كَانَ يُقسّم بَين نِسائهِ فَيعدل وَيَقُول اللّهُمَ هَذه قِسمَتي فِيمَا أملُك فَلا تلُمني فِيما تَملك ولا أملك”.

كما يتضمن العدل أيضاً واحدة من أهم الصور التي غابت عن عقول العديد من الآباء وهي العدل بين الأولاد، حيث روي عن النعمان بن بشير أنه قال يقول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلمَ : “اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمُ اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ” حيث كررها ثلاث مرات للتاأكيد على ضرورة العدل.

المصدر: كتاب " السيرة النبوية الذهبي" للمؤلف شمس الدين الذهبيكتاب "اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون" للمؤلف موسى بن راشد العازميكتاب "السيرة النبوية" للمؤلف الإمام أبي محمد عبد الملككتاب "فقه السيرة" للمؤلف محمد غزالي


شارك المقالة: