وصايا النبي محمد - صلى الله عليه وسلم في الحب

اقرأ في هذا المقال


وصايا النبي محمد في الحب:

كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الوصايا والفضائل التي كان يحث صحابته الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا الفضل في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: “أن رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكًا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة ترُبُّها؟ قال: لا، غيرَ أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه”؛ رواه مسلم.

وفي الحديث إثبات وبيان أعظم فضيلة في الحب في الله تعالى، وهي محبة الله سبحانه وتعالى للمتحابين فيه، وفي الحديث القدسي: “وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في، والمتباذلين في”؛ رواه مالك.
ومن فضائلها هو أن المتحابين في الله سبحانه وتعالى هم في ظل عرش الله تعالى في يوم لا ظل إلا ظله؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل إلا ظلي”؛ رواه مسلم.

على الشخص المسلم الذي يحرص على دِينه هو أن يجعل علاقاته بإخوانه وجميع الناس قائمةً على الحب في الله سبحانه وتعالى، فلا يصاحب أي شخص إلا من يقربه من الله تعالى ومن والجنة، كما أنه يحذر من صحبة من يقربه من المحرمات ومن الشيطان ومن النار؛ قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “لا تصاحِبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكُلْ طعامَك إلا تقيٌّ”؛ رواه أبو داود.

ومرافقة صديق السوء هي من أسباب ضعف الإيمان عن الشخص المسلم، حيث تؤدي بالشخص إلى الوقوع في المآثم والوقوع في المحرمات مثل شرب المسكِرات وأيضاً تعاطي المخدِّرات والوقوع في الكبائر مثل الزنا، بل قد توصل به إلى أن يقوم بالقتل، وقد حث الله سبحانه وتعالى على صحبة الصادقين؛ فقال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ” [التوبة: 119].

وأخبر الله سبحانه وتعالى أن كل الصداقات تنقلب في يوم القيامة إلى بُغْض وعداوة، واستثنى عز وجل من ذلك صداقةَ أهل التقوى، فقال تعالى: “الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ” [الزخرف: 67].

وقال الصحابي الجليل عمرو بن العاص: “بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش وفيهم أبو بكر وعمر، فلما رجعت قلت: يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قلت إنما أعني من الرجال، قال: أبوها” (رواه البخاري ومسلم).

وقالت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: “أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، فدخلت وهو مضطجع معي في مرطي، فقالت: يا رسول الله، إن أزواجك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة (تقصد السيدة عائشة)، وأنا ساكتة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألست تحبين ما أحب؟! قالت: بلى، قال: فأحبي هذه” (رواه مسلم والنسائي).

المصدر: كتاب "فقه السيرة" للمؤلف محمد غزاليكتاب "السيرة النبوية" للمؤلف الإمام أبي محمد عبد الملككتاب "اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون" للمؤلف موسى بن راشد العازميكتاب " السيرة النبوية الذهبي" للمؤلف شمس الدين الذهبي


شارك المقالة: