ولادة النبي

اقرأ في هذا المقال


مولد النبي

ولدَ أفضلُ الخلقِ وسيدُ المرسلينَ محمدٍ صلى الله عليهِ وسلمَ في عامِ الفيلِ، من صبيحةِ يوم الاثنينِ الموافق التاسع عشر من ربيعِ الأول، لليومِ العشرين من شهر إبريلَ عام 571 ميلادي، وهو ما يوافق السنةَ الأولى من عامِ الفيلِ.

مكان ولادة النبي

ولدَ خيرُ الخلقِ والمرسلينَ سيدنا محمد في دارِ أبي طالب في شعبِ بني هاشم في مكة المكرمة.
وكانت قابلة النبيّ هي ( الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف). وعندما أرسلتهُ أمّهُ إلى جدِّهِ وكانَ مقبلاً مسروراً جداً بحفيدهِ وسمّاهُ جدّهُ محمداً، ولم يكن هذا الاسمُ يشيعُ كثيراً عندَ العربِ في ذلك الوقت، لكن هذهِ إرادةُ اللهِ أن يتحقَّق كل ما ذكرهُ عنهُ في الكتبِ السماويةِ السابقة.
كانت حاضنة النَّبيّ صلّى الله عليه وسلم هي أم أيمن بركة الحبشية أمة (جارية) أبيهِ عبدالله، وأول من أرضعهُ عليه السلام هي ثويبة جارية عمّهِ أبي لهب.

وكانَ يتَّصفُ شخصهُ عليهِ الصلاةُ والسلام بعديد من المميزات والسِّمات التي لا تتواجد عند أحد، فقد كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ذا فصاحةٍ بليغةٍ مع أنَّهُ كانَ أميّاً لا يكتبُ ولا يقرأ، واتصفَ بالبسالةِ والشجاعةِ، وتميّزَ بالإخلاص والأمانة المعروفين عنهُ، وامتلاكهِ صفةَ الودِّ ومراعاتهِ للآخرين، وكان شخصاً حسن الخلق والسلام، واشتهرَ بعدلهِ وصبرهِ ورحمتهِ وهدوئه. 

أحداث حصلت عند ولادة النبي

  • قالت آمنةُ بنتُ وهبِ أمُّ النبي حين ولدتهُ عليهِ السَّلام وشعرت بنور كبير يخرج منه ينير الغرفة التي كنت فيه”، وشعرت آمنة أنَّهُ كان معها جمع من النساء في الغرفة. فتقول إنَّها شعرت بوجود “مريم ابنة عمران” وآسية زوجة فرعون” و”السيدة هاجر” كلهنّ حول آمنة وأكَّدت أنَّ النور يزداد شيئًا فشيئًا حتى شعرت أنَّ نجوم السَّماء تسقط عليها.
  • عندما حملت السيدة آمنة بالنبي صلَّى الله عليه وسلم رأت أنَّهُ خرجَ نورٌ منها أضاءَ لها قصورَ بصرى من أرض الشام وقالت: “والله ما رأيت من حملٍ قط كان أخفَّ ولا أيسر منهُ ووقع حين ولدته وإنَّه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء.
  • عندما وَلَدت السيدة آمنة رأت أمَّ عثمان بن العاص وأم عبد الرحمن بن عوف اللتان باتتا عندها ليلة الولادة قالوا:
    “رأينا نوراً حين الولادة أضاء لنا ما بين المشرق والمغرب، إن الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتجَّ فيها إيوانُ كسرى وسقطت منهُ أربع عشرة شرفة.
  • غاصت بحيرةُ ساوة، وخمدت أيضاً نار فارسَ وحينها جفَّت بحيرة ساوة، وتوقفت السُّفنُ التي كانت تسير فيها، ولم تكن قد خمدت قبل ذلكَ بألفِ سنةٍ.
  • أمّا عن الشياطين فقد رُمِيت وقُذِفت بالشُّهبِ وحُجبَ عنها خبرُ السَّماءِ، أمّا عن إبليس فقد ورد أنَّه رنَّ رنَّةً عظيمةً يومَ مولدِ النبي صلى الله عليه وسلَّم، كما رنَّ حينَ لعنهُ الله وحين أُهبط من الجنة وحين نزلت فاتحة الكتاب. (رنّ بمعنى صاح بصوتٍ حزين).

عبدالله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم

اسمهُ عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، ويعودُ نسب عبدالله إلى نسلِ إسماعيل عليه السلام، ويُعدّ هذا الفخذ أحد أشراف مكّة وزعاماتها، وقد كان أحبُّ أولاد عبد المطلب وأحسنهم إليه، ولقد عاشَ الناسُ في شبهِ الجزيرةِ العربيّة قبل ولادةِ سيّد الهدى محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم في قبائلَ كانت متنقّلةٍ من مكانٍ إلى آخر، متحاربةٍ فيما بينها، عبد أهلها الأصنام، وكانت قبيلة قريش هي من مراكزِ الزَّعامةِ للقبائلِ العربيّة، أمّا بنو هاشم فكانوا زعماء قبيلةِ قريش، ومنهم والد الرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم الذي كان أحد زعاماتها.

رضاعة النبي

في يومِ الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل ، وُلِد خيرُ الخلقِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مكة المكرمة ، فقد اصطفاهُ اللهُ من بني هاشم، واصطفى بني هاشم من قريش ، واصطفى قريشاً من سائر العرب ، قال ـ صلّى الله عليه وسلم – : “إنَّ الله خلق الخلق ، فجعلني في خير خلقهِ ، وجعلهم فرقتين ، فجعلني في خير فرقة ، وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلةٍ ، وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً ، فأنا خيركم بيتاً، وخيركم نفساً ” رواه أحمد. 

من النّساء اللاتي أرضعن رسول الله صلّى الله عليه وسلم:

  • ثويبة جاريةُ أبي لهب: خادمةُ عمّهِ أبو لهب، حيث كانت ترضعُ طفلها، واسم طِفلها المسروح، فأرضعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكانت ترضع معه حمزة بن عبد المطلب، وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزوميّ، فقد كانوا إخوةَ نبينا محمدٍ في الرَّضاعةِ.
  • حليمة بنت أبو ذؤيب السعديَّة : وهي من بني سعد بن بكر، واسمها حليمة بنت عبد الله بن الحارث بن شجنة واسم زوجها الحارث بن عبد العزّى.

وفاة آمنة وكفالة عبدالمطلب ووفاته وكفالة أبو طالب


بعد إن أخذته أمهُ من حليمة، وتوجهت به إلى المدينة لزيارة أخوال أبيه عدي بن النجار وبينما هي كانت عائدة أدركتها منيتها في طريقها، فماتت بمنطقة تسمى الأبواء، وبعد ذلك حضنتهُ أم أيمن وكفل النبي جدّهُ عبد المطلب ،ورقّ له رقّة لم تكن لأحدٍ من ولده؛ وذلك بسبب ما كان يظهر علي النبي ما يدل على أن له شأناً عظيماً في المستقبل، وكان يكرمهُ إكراماً عظيماً ولكن لم يمكث عبد المطلب أن توفي بعد سنتين من عمر الرسول صلى الله عليه وسلم، فكفله بعد وفاةِ جدّهِ شقيق أبيه أبو طالب ، فكان له رحيماً كثير الغيرةِ ، وكان أبو طالب صاحب مالٍ قليل فبارك الله له في قليلهِ ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد ظهر في كفالة عمه بصفات مِثاليةً فيا لقناعة والبعد عن السفاسف التي يشتغل بها الأطفال.

بركة النبي عند أصحاب الكفالة

لقد عمّت بركةُ النبي صلى الله عليه وسلم عندَ جميعِ من قام بكفالتهِ منذ ولادتهِ عليه السلام، فلقد باركَ الله سبحانهُ وتعالى في أهلِ بيت مرضعتهِ حليمة السعدية، فلقد روت السيدة حليمة تفاصيلَ الساعاتِ الأولى التي جاء النبي إلى مضاربِ بني سعد، وقالت : أراضي ديارنا كانت جدباء قاحلة يصيبها ما يصيبها من الجفاف ولكن انقلب هذا الوضع راساً على عقب. وبمجرد أن وضعت أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم على صدرها حتى صار يمتلأ ثديها باللبن، فأخذ الرسول عليه الصلاة والسلام يرضع منها حتى شبع عليه السلام، ثمَّ أخذت ولدها وأرضعته

المصدر: الرحيق المختوم/الشيخ صفى الرحمن المباركوري/ الطبعة الشرعيةنور اليقين/ الشيخ محمد الخضريمختصر الجامع في السيرة النبوية/سميرة زايد/ الطبعة الأولى


شارك المقالة: