يحيى بن يعمر والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ للحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ تاريخٌ طَويلٌ، دُوِّنَ بِجُهودِ الرُّواةِ منْ زمَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إلى زماننا الحالِيِّ، وقد كانَتْ بوَّابَةُ نَقْلِهِ هي صحابَةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّم إلى التَّابِعينَ منْ بَعْدِهم، وها نحنُ لازِلنا مُتَوَقِّفينَ في دِيارِهمِ العامِرَةِ نبحَثُ عنْ رُواتِهم الّذينَ كانَ لَهُمُ الفَضْلُ في رِوايةِ الحديثِ النَّبويِّ، ومحطَّةُ رِحلَتُنا ستَتَّجِهُ إلى البَصْرَةِ في العِراقِ حيثُ إقامَةِ الرَّاوي يحيَى بنُ يعْمَرَ البَصْريُّ، وهو منْ كانَ لَهُ الفَضْلُ في تنقيطِ المُصْحَفِ بالإضافَةِ إلى رِوايَةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريف، فتعالوا معَنا إلى البصرَةِ لنَلْتَمِسَ بعضاً منْ أخبارِهِ وسيرتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ.

نبذة عن يحيى بن يعمر:

هو التَّابعيُّ الجليلُ، أَبُو سُلَيْمانَ، يَحْيَى بنُ يَعْمَرَ البَصْرِيِّ العَدوانِيُّ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، كانَ يقيمُ في البَصْرَةِ، والعَدْوانِيُّ نِسبَةَ إلى أصل نَسَبِهِ الّذي يعودُ إلى بَنِي عَدِيٍّ، كانَ منَ المُقرِئينَ في زَمَنِهِ ورُوِيَ أنَهُ منْ قامَ بِتنْقيطِ المّصاحِفِ، أدْرَكَ جيلاً منَ الصَّحابَةِ رُضوانُ اللهِ عَلَيْهِم وروى الحديثَ عنْهُم، وقدْ كانَ مِمَّنْ وُلِيَّ قضاءَ مَرْوٍ، وكانَتْ وفاتُهُ رَحِمَهُ اللهُ في العامِ التِّسعينَ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ وقيلَ بعدَ المائَةِ.

روايته للحديث:

كانَ يحْيَى بنُ يَعْمَرَ منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، وقدْ رَوَى الحديثَ عنْ عدَدِ منَ الصَّحابَةِ منْهُمْ: أمُّ المُؤمِنينَ عائِشَةَ بنتِ أبِي بَكْرٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ وعَمَّارِ بنِ ياسِرٍ وأَبي ذَرٍّ الغَفارِيِّ وأبِي هُريرَةَ وعبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وغيرِهِمْ رَضِيَ اللهُ عنْهم، كما رَوى عنْ أبي الأسْوَدِ منَ التَّابعينَ رَحِمَهُمُ اللهُ.

أمَّا منْ رَوَى الحديثَ عنْ يحيى بنِ يَعْمَرَ فَمِنْهُمْ: عبدُ اللهِ بنُ بُرَيْدَةَ ويَحْيَى بن عُقَيْلٍ والأزْرَقُ بنُ قَيْسٍ وعَلِيُّ بنُ زَيْدٍ بنِ جدْعانَ وغَيْرِهِم رَحِمَهُمُ اللهُ، كما كانَ منَ الثِّقاتٍ في علمِ الرِّوايَةِ وحديثُه عندَ جَماعَةِ الحديثِ.

منْ رواية يحيى بن يعمر للحديث:

مِمَّا وَرَدَ منْ رِوايَةِ الحديثِ منْ طريقِ يحْيَى بنِ يَعْمَرَ ما أوْرَدَهُ الإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ في صَحِيحِه في كِتابِ الإِيمانِ: (( وَحَدَّثَنَِي زُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ، حدَّثَنا عبدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوارِثِ، حدَّثَنا أبي ، حدَّثَنا حُسَيْنُ المُعَلِّمِ ، عنِ ابنِ بُرَيْدَةَ، عنْ يحْيَى بنِ يَعْمَرَ، أنَّ أبا الأسوَدِ حَدَّثَهُ عنْ أَبِي ذَرٍ، أنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ: ( لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ، وهُوَ يَعْلَمُهُ إلَّا كَفَرَ، ومنْ ادَّعَى ما لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا، ولْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، ومَنْ دَعَا رَجُلاً بِالْكُفْرِ)، أوْ قالَ: (عَدُوَّ اللهِ، ولَيْسَ كَذلِكَ إلَّا حَارَ عَلَيْهِ ). رَقَمُ الحديثِ 61/112 )).


شارك المقالة: