أشعار أبو الطيب المتنبي في الحكمة

اقرأ في هذا المقال


شعر المتنبي

لعب المتنبي دوراً عظيماً في الشعر العربي، حيث احتل شعره مكانةً عظيمةً وصورةً صادقةً عن عصره وبيئته التي عاش فيها المتنبي في العصر العباسي، كان أنه كان فخوراً بنفسه وشعره الذي كان يُبدع فيه لما يحتويه من بلاغة وصورة صادقة وعاطفته العذبة، كما أنه كان بارعاً في التركيب بين الجمل وأيضاً رائعاً في المعاني، إلى جانب ذلك فقد كان المتنبي رقيقاً في شعره كثير المبالغة في المدح.

الحكمة عند أبو الطيب المتنبي

تمتاز أشعار أبو الطيب المتنبي بالحكمة فهو شاعر عبقري وداهية في شعره؛ لأنّه درس جميع الثقافات فهو واسع الثقافة، وقد كانت الحكمة في أشعاره امتثالاً للأمور التي عاشها في حياته.

تحليل بعض أقوال المتنبي

  • “إذا أنت أكرمت الكريم ملكته”

هذه المقولة تدل على أهمية كرم الأخلاق، وأن كرم الإنسان مع الكريم يجعله يشعر بالامتنان والتقدير.

  • “ما كل ما يتمنّاه المرء يدركه”

هذه المقولة تدل على أن الحياة ليست دائماً كما نتمنى، وأن هناك أشياء لا يمكننا تحقيقها.

أشعار أبو الطيب المتنبي في الحكمة

هناك العديد من الأشعار التي تحتوي على الحكمة في شعر المتنبي، وقد أخذت هذه الأقوال مجرى الأمثلة أيضاً، وهذه الحكم كانت تتصل في النفس الإنسانية، ومن أقواله في الحكمة ونظرته للحياة:

صـحـب الـناس قبلنا ذا الزّمانا
وعـنـاهـم مـن شأنه ما عنانا
وتـولـّوا بـغـصّـة كـلّه منـــــــ
ــــــــــه وإن سـر بـعـضـهـم أحيانا
ربـّمـا تـحـسن الصنيع لياليـــ
ــــــــــــــه ولـكـن تـكـدر الإحـسـانا
وكـأنـّا لم يرض فينا بريب الـــــــــــ
ـدهر حـتـى أعـانه من أعانا
كـلـمـا أنـبـت الـزمان قناة
ركـّب الـمـرء فى القناة سنانا
ومـراد الـنـفوس أصغر من أن
تـتـعـادى فـيـه وأن تـتـفانى
غـيـر أن الـفـتى يلاقى المنايا
كـالـحـات ولا يـلاقى الهوانا
ولـو أن الـحـيـاة تـبقى لحى
لـعـددنـا أضـلـنـا الشجعانا
وإذا لـم يـكـن مـن الموت بد
فـمـن الـعـجز أن تموت جبانا
كل ما لم يكن من الصعب فى الأنـــــ
ـفس سـهـل فـيها إذا هو كانا

وفي مواضع أخرى بالحكمة:

لكلِّ امرىءٍ مِنْ دَهْرِهِ ما تَعَوّدَا
وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطَعنُ في العِدا
وَإنْ يُكذِبَ الإرْجافَ عنهُ بضِدّهِ
وَيُمْسِي بمَا تَنوي أعاديهِ أسْعَدَا
وَرُبّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفْسَهُ
وَهادٍ إلَيهِ الجيشَ أهدى وما هَدى
وَمُستَكْبِرٍ لم يَعرِفِ الله ساعَةً
رَأى سَيْفَهُ في كَفّهِ فتَشَهّدَ

وأيضاَ أقواله في الحكمة:

  • إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
    وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
  • أبيني أبيناً نحن أهل منازل
    أبداً غراب البين فيها ينعق
  • وإذا كانت النّفوس كبارا
    تعبت في مرادها الأجسام
  • ما كلّ ما يتمنّاه المرء يدركه
    تجري الرّياح بما لا تشتهي السفن
  • ومن صحب الدّنيا طويلاً
    تقلّبت على عينه حتّى يرى صدقها كذبا
  • شرّ البلاد مكانٌ لا صديق به
    و شرّ ما يكسب الإنسان ما يصم
  • وأتعب خلق الله من زاد همّه
    وقصّر عما تشتهي النفس وجدّه ودّه
  • ومن يهن يسهل الهوان عليه
    ما لجرحٍ بميت إيلام
  • لا تشتري العبد إلّا والعصا معه
    إنّ العبيد لأنجاسٌ مناكيد
  • وما التأنيث لاسم الشّمس عيب
    ولا التّذكير فخرٌ للهلال
  • مصائب قوم عند قوم فوائد
    أنا الغريق فما خوفي من البلل
    كتب قصيدةً جميلةً في الحكمة وهي “أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ” وهذه القصيدة اشتملت على المدح والغزل والحكمة، ولكن الحكمة أخذت حيزاً كبيراً في القصيدة وهي من أروع القصائد التي كُتبت في الحكمة، فقال:

أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ

جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ

ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ

جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ

وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ

نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا
أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ

أَمُريدَ مِثلِ مُحَمَّدٍ في عَصرِنا
لا تَبلُنا بِطِلابِ ما لا يُلحَقُ
لَم يَخلُقِ الرَحمَنُ مِثلَ مُحَمَّدٍ
أَبَداً وَظَنّي أَنَّهُ لا يَخلُقُ
يا ذا الَّذي يَهَبُ الجَزيلَ وَعِندَهُ
أَنّي عَلَيهِ بِأَخذِهِ أَتَصَدَّقُ
أَمطِر عَلَيَّ سَحابَ جودِكَ ثَرَّةً
وَاِنظُر إِلَيَّ بِرَحمَةٍ لا أَغرَقُ
كَذَبَ اِبنُ فاعِلَةٍ يَقولُ بِجَهلِهِ
ماتَ الكِرامُ وَأَنتَ حَيٌّ تُرزَقُ


شارك المقالة: