أقدم أربع مكتبات في العالم

اقرأ في هذا المقال


على الرغم من اجتياح الكتب الرقمية والقراءة الإلكترونية عالمنا، إلا أن القراءة من الكتب لها رونقها المميز ومتعتها الخاصة، وكذلك المكتبات، فيكفي أن تستنشق فيها رائحة أوراق الكتب القديمة المتراصة على الرفوف الخشبية، تتمتع بالتجول في أروقة الثقافة والعلوم من كل حدب وصوب في كل مجال. بل الأمتع من ذلك أن تزور أقدم المكتبات في العالم….لتستنشق عبق التاريخ.. فذلك له متعته الخاصة، سنعرض فيما يلي مجموعة من أقدم المكتبات في العالم بعضها لحق فيها الدماروبعضها ما زال موجودًا حتى وقتنا هذا.

1- مكتبة الإسكندرية الملكية القديمة:

كانت مكتبة الإسكندرية أول وأعظم مكتبة عُرفت في التاريخ، وكانت تضم أكبر مجموعة من الكتب والتي وصل عددها إلى (700) ألف مجلد بما فيها أعمال هوميروس ومكتبة أرسطو، وترجع أهميتها لأنها أقدم مكتبة حكومية عامة في العالم القديم، كما وأنها حوت كتب علوم الحضارتين الفرعونية و الأغريقية، وحدث بها المزج بين علوم وثقافة الغرب مع الشرق، فكانت نموذج للعولمة الثقافية القديمة، وقد فرض العاملين عليها على كل عالم يدرس بها، أن يدع نسخة من مؤلفاته في المكتبة.

اختلف المؤرخون حول الشخص الذي بنى المكتبة، فهناك من يقول أن الإسكندر وضعها في تخطيطه عند بناء الإسكندرية، وهو صاحب فكرة بنائها، والبعض يقول أن بطليموس الأول هو من بناها والبعض الآخر يقول أنه تم تأسيسها على يد بطليموس الثاني، بإعتبار أن هو من أكملها فبطليموس الأول هو الذي أمر بتأسيس المكتبة وتنظيمها على نفقته، ثم أكمل ذلك خلفه بطليموس الثاني وفي عام 48 ق م، قام يوليوس قيصر بحرق 101 سفينة كانت موجودة على شاطئ البحر المتوسط، أمام مكتبة الإسكندرية بعدما حاصره بطليموس الصغير شقيق كيلوباترا، بعدما شعر أن يوليوس قيصر ناصر كيلوباترا عليه،وامتدت نيران حرق السفن إلى مكتبة الإسكندرية، فأحرقتها حيث يعتقد بعض المؤرخون أنها دُمرت.

2- مكتبة بيرغامس:

هي واحدة من أهم المكتبات في العالم القديم، تأسست هذه المكتبة قبل العصر الهلنستي، بنى المكتبة يومينس الثاني في القرن الثالث قبل الميلاد في مدينة بيرغامون، وهي كانت المدينة الأهم في الأمبراطورية الرومانية القديمة وتقع في الأناضول تركيا حاليًا، وبعد سقوط القسطنطينية أصبحت جزء من الدولة العثمانية.

كانت مكتبة بيرغامس تحتوي على 200،000 مجلد، وتقول الأسطورة أن مارك أنطونيو أهدى إلى كيلوباترا 200،000 وحدة تخزين من مكتبة بيرغامس إلى مكتبة الإسكندرية، تقول الروايات التاريخية أن المكتبة كانت تحتوي على غرفة القراءة الرئيسة الكبرى والتي وقف في وسطها تمثال أثينا آلهة الحكمة، وكانت الغرفة بها العديد من الرفوف والجدران التي تسمح بتدوير الهواء لترطيب الجو، والهدف من ذلك هو منع المكتبة من أن تُصبح رطبة أكثر من اللازم في المناخ الحار في الأناضول.

3- مكتبة أشور بانيبال:

مكتبة أشور بانيبال الملكية سُميت نسبة إلى آشور بانيبال آخر أشهر ملوك الإمبراطورية الأشورية في العراق، وهي عبارة عن آلاف الألواح الطينية والشظايا التي تحتوي على نصوص متنوعة من القرن السابع قبل الميلاد، وقد كان من بين مقتنياتها ملحمة جلجامش الشهيرة.

ولكن بسبب التعامل السيء مع تلك المقتنيات ، فإن كثيرًا من المواد الأصلية تم إتلافها وأصبح من الصعب إصلاحها، وجعل ذلك من المستحيل على العلماء إعادة بناء النصوص الأصلية، على الرغم من أن بعضها قد نجا من التلف – وقد تم العثور على تلك المواد الأثرية في منطقة نينوى القديمة عاصمة آشور شمال بلاد ما بين النهرين”العراق” حاليًا.

4- مكتبة سيلسوس:

مكتبة سيلسوس هو مبنى روماني قديم في الأناضول، وهي الآن جزء من سلجوق تركيا، وقد بنيت على شرف عضو مجلس الشيوخ الروماني تيبريوس يوليوس سيلسوس عام135م، بُنيت المكتبة لتخزين 12،000 مخطوطة، كما أنها بمثابة قبر لسيليسوس، الذي تم دفنه في تابوت تحت مبنى المكتبة، دُمرت المكتبة من الداخل بسبب الزلزال، ولم يبقى غير واجهة للمكتبة بطول حوالي400 متر، ثُم دُمرت المكتبة بعد ذلك في وقت لاحق بسبب زلزال آخر في الفترة البيزنطينية.
وتُعتبر مكتبة سيلسيوس مكانًا سياحيًّا هامًّا، يُظهر روعة ودقّة الهندسة الرومانيّة، حيثُ تم ّ بناء هذه المكتبة داخل الموقع الأثريّ في أفسس، وتضمّ هذه المكتبة مسرحًا هيلينيًّا كبيرًا ومكتبة سيلسيوس، بُنيت لتكون مخزنًا للمخطوطات والإكتشافات القديمة، كما تُعد أهم نقطة جذب سياحيّ في الساحل الغربي لتركيا، وهي واحدة من عجائب الدنيا السبعة وثالث أكبر مبنى في العالم القديم، ولقد تم بناء المكتبة مقابل جهة الشرق، مما وفّر ضوء كافي لغرف القراءة، ومازالت المكتبة مزارًا سياحيًّا بارزًا في مدينة أفسس، والتي تُعد من أعظم المدن الأغريقية القديمة في الأناضول.


شارك المقالة: