الاستدلال بالنظرية الشاملة في فلسفة برادلي

اقرأ في هذا المقال


إنّ الاستدلال يعمل من خلال الجمع بين المقدمات التي تحتوي على أساس للمعادلة المتطابقة، ويتم التوصل إلى استنتاج بإلغاء المدى المتوسط، حيث يدرك فرانسيس هربرت برادلي الآن أنّ هذه النظرية لن تغطي جميع أشكال التفكير ويرى الحاجة إلى كتاب ثالث لوضع الأمور في نصابها الصحيح.

برادلي والنظرية الأصلية:

ستتعامل النظرية الأصلية مع القياس المنطقي والعديد من الحجج الأخرى، وما لا يغطيه هو الحجج التي لا يوجد فيها حذف للمصطلح المتوسط حيث يظهر الاستنتاج كهيكل يضم (A) و (B) و (C) على أساس المعلومات المتعلقة بـ (A) إلى (B) و (B) إلى (C) التي وضعها برادلي في الاعتبار، ونربط يومًا باليوم السابق من خلال هوية الليلة الفاصلة ونفس اليوم باليوم التالي من خلال عملية مماثلة، وبهذه الطريقة نبني سلسلة متوالية من الأيام تشكل تاريخًا، وهذه النتيجة ستعتبر خاتمة للاستدلال بالمعنى الواسع.

الرياضيات مهمة أيضًا في حياتنا المعرفية وغالبًا لا تغطيها النظرية الواردة في الكتاب الثاني، والاستثناءات الأخرى هي عمليات المقارنة والتمييز، وهذه عمليات عقلية تؤدي إلى الحكم وبالتالي فهي استنتاجات، والاعتراف هو أيضًا استنتاج عندما ننتقل من تصور دخول الرجل إلى الغرفة إلى التعرف على شخص ما رأيناه من قبل.

الجدل الهيغلي يتجاوز أيضًا النمط المسموح به في النظرية الأصلية حيث يقدم برادلي نسخة ابداعية تخفف من تجاوزات الرأي الأرثوذكسي، وبدلاً من افتراض أنّ العملية تبدأ في تناقض يقترح برادلي أنّ الاضطرابات التي نشعر بها تبدأ في إدراك أنّ المرجع الأصلي غير مكتمل.

الخطوة الديالكتيكية هي إكمال خطوة غير المكتملة من خلال افتراض كل أكبر يكون مكونًا وعنصرًا فيه، ويُنظر إلى هذا الكل الأكبر نفسه على أنّه غير مكتمل بحيث وتتكرر العملية، والطريقة التي يتم بها إكمال الخطوة الغير مكتملة والتي لها مصدرها في الموضوع، وعلى الرغم من أنّ الحركة الديالكتيكية قد يكون لها مصدر في التجربة السابقة فإنّ الحركة الاستنتاجية تنتقل مباشرة من المرجع إلى ما يكمن وراءه حتى لو كنا قادرين في بعض الأحيان على الكشف عن حكم افتراضي يعبر عن الوظيفة التي تتحكم في الاستدلال.

برادلي جاهز الآن للكشف عن الخصائص العامة للاستدلال لأنّ المقصود منه تغطية جميع الحالات، بحيث يجب أن يكون هذا غامضًا، وفي البداية يوجد مرجع أو بيانات تليها عملية عقلية تنتج الخلاصة أو النتيجة، على سبيل المثال في الاستدلال: (A) على يمين (B) و (B) من (C) وبالتالي (A) إلى يمين (C)، حيث نبدأ بمجموعتين من المصطلحات في علاقات الفضاء ووضعهم معا.

تحدث عملية البناء هذه فرقًا لكنها لا تحدث فرقًا كبيرًا في المصطلحات التي تفقد هويتها، ولا يغير (A) و (C) هويتهما عند ارتباطهما مباشرة في الاستنتاج، ويُحدث الاستدلال تغييرًا لكنه لا يغير العالم، وغالبًا ما يصف برادلي الاستدلال بأنّه: “تجربة مثالية“، وإنّها كذلك حركة فكرية يقوم بها المرء، ولكنه ليس مجبر على السير في هذا الطريق، وإذا كان لديه العديد من المقدمات فإنه ليس مجبر على تجميعها معًا، إنّ عمل الجمع التعسفي بمعنى أنّه شيء يختاره المرء ولكن ربما لم يختاره، حيث أنّ دور الاستدلال ليس مراجعة للبيانات الأصلية على الرغم من أنّه يقدم فكرة جديدة.

ويكون هذا منطقيًا عندما يكون هناك أكثر من افتراض واحد ويكون عمل الجمع مطلوبًا ويعتمد على إرادة الوكيل، ولكن برادلي يكتشف العديد من الاستدلالات حيث يكون الاستنتاج من خلال تطوير فرضية واحدة، وبالتأكيد لا يوجد استنتاج بدون نشاط عقلي نبدأ فيه بمسند وننتهي بحكم يتنبأ بخاصية جديدة، ولكن هل يعتبر كل هذا النشاط الفكري بمثابة استنتاج؟ حيث يتضمن الاستدلال القياسي: “بناءً حول مركز متطابق”.

ولكن هناك استدلالات غير معيارية ويبدو أنّه لا يوجد فيها هوية معينة، ومع ذلك فإنّ العملية الوسطى هي العملية التي تبدأ من المرجع إلى النهاية ولا يمكنها الاستغناء عن كل الهوية، ولا يكفي مجرد التواجد المشترك لجميع أفكار المرء لأنّ هذا لا يفسر المعادلة المتطابقة الخاصة التي تمكن من الاستدلال.

ليتم أخذ (الاعتراف) و (الديالكتيك) حيث يعطي شيئًا حقيقيًا بجودة ويستنتج صفة أخرى، ويعتمد الاستدلال على ارتباط هذه الصفات وقد يرغب المرء في القول إنّ المدى المتوسط ​​هو الجودة المعطاة، ولكن المشكلة هي أنّ ارتباط الصفات ليس واضحًا ولا معطى، حيث أنّها وظيفة تخليق لا تظهر إلّا في آثارها، كما إنّه بناء بمركز مخفي”.

التحليل والتوليف في فلسفة برادلي:

يميّز برادلي عمليتين لهما علاقة بالاستدلال وهما كما يلي:

1- التوليف: في التوليف يصبح الكثير واحدًا.

2- التحليل: في التحليل يصبح المرء كثير.

يميز برادلي أيضًا بين التحليل والشطب أو الحذف، فقد نبدأ بحكم على كل معين ثم ننتقل عن طريق التحليل إلى حكم جماعي حول عناصره ثم عن طريق الاستبعاد نصل إلى نتيجة حول عناصر محددة، وتتضمن حالات الاستدلال المركزية التي يتم فيها دمج المباني مع استبعاد المصطلح المتوسط ​​كلاً من التوليف والتحليل ولكن هناك استنتاجات أخرى تكون فيها عملية واحدة أو أخرى هي السائدة على الأقل.

على الرغم من أنّها وظائف مختلفة إلّا أنّ التحليل والتركيب لهما علاقة حميمة، ففي التحليل يتم فصل العناصر في النتيجة ولكن هذا يعني أنّها مدمجة أيضًا في وحدة تركيبية كامنة، وفي التوليف يتم دمج العناصر لكن الوحدة المتكونة ستكون قادرة على تحليل المكونات الأصلية، والتحليل هو توليف الكل الذي يقسمه ويجمع تحليل الكل الذي يبنيه، والفكرة الجوهرية هي فكرة أنّ التحليل كله يفكك ويؤلف، وفي التحليل نحن نعمل على كل واضح يقع في الخلفية، وفي التوليف نخرج الكلي غير المرئي لفهم العناصر مجتمعة.

المصدر: "F.H. Bradley’s Objections to the Ontological Proof" APPEARANCE AND REALITY A METAPHYSICAL ESSAYm F. H. BRADLEYm Second Edition (Revised), with an Appendix 1897.FRANCIS HERBERT BRADLEYTHE PRINCIPLES OF LOGIC, Francis Herbert Bradley, Elibron Classics, LONDON KEGAN PAUL, TRENCH, & CO., I, PATERNOSTER SQUARE 1883.Bradley’s monist idealism, phil 43904, Jeff Speaks, August 29, 2007.F. H. Bradley: Logic


شارك المقالة: