البديع في ضوء القرآن الكريم

اقرأ في هذا المقال


ما مفهوم علم البديع:

هو العلم الأخير من علوم البلاغة، يأتي بعد علم البيان وعلم المعاني، هو علم يعرفك كيف تجمل الكلام وتحسنُه وذلك بعد أن يكون كلامك مطابق لمقتضى الحال، مع أن يكون الكلام واضح.

قال الناظم:

عِلْمٌ بِهِ وُجُوهُ تَحْسِينِ الْكَلَام***يُعْرَفُ بَعْدَ رَعْيِ سَابِقِ الْمَرَامْ
ثُمَّ وُجُوهُ حُسْنِهِ ضَرْبَانِ*** بحَسَبِ الْأَلْفَاظِ وَالْمَعَانِي

نشأة علم البديع:

كان العرب يذكرون في شعرهم أساليب بيانية ومصطلحات بلاغية ولكن دون معرفة نوعها، بعد الإسلام اهتم العلماء بعلم البلاغة وكان سبب اهتماهم هو فهم المعاني المقصودة في القرآن الكريم، قد ذكر ذلك أبو الهلال العسكري في كتابه( الصناعتين)، أمّا في العصر الحديث قد نشأ منتج أدبي ضعيف بسبب الإكثار من استخدام علم البديع، وقد مرَّ بفترات مختلفة منذ ظهوره عند العرب.

علم البديع في ضوء القرآن الكريم:

(يحتوي القرآن الكريم على أمثلة من المحسنات البديعية) منها: 

أمثلة على المحسنات اللفظية في القرآن الكريم:

  • أمثلة على السجع: 

    قال تعالى: (وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولاً * قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا).
    قال تعالى: (أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون * ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده إن أنذروا أنّه لا إله إلا أنا فأتقون).
    قال تعالى: ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ).

  • أمثلة على الجناس التام والناقص: 

    قال تعالى: (إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ).قال تعالى: (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ*إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاق).

    قال تعالى: (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَات).

  • أمثلة على رد العجز :
    قال تعالى: (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ).

    قال تعالى: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا).

    قال تعالى: (قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ).

أمثلة على المحسنات المعنوية في القرآن الكريم:

  • أمثلة على الطباق: 

    قال تعالى: (يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ). 

    قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّه أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ). 

    قال تعالى: ( مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ).

  • أمثلة على التورية: 

    قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ).

    قال تعالى: (حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون).

    قال تعالى: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ).

  • أمثلة على المقابلة: 

    قال تعالى: (ولا تقولوا لمن يُقتلُ في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ  ولكن لا تشعرون). 

    قال تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْعِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌعَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ). 

    قال تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).

  • أمثلة على المشاكلة: 

    قال تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ).قال تعالى:( فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ).

    قال تعالى: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً).

المصدر: علوم البلاغة البديع والبيان والمعاني/ محمد قاسم/ طرابلسعلم البديع / ثامر محمد سعدي/ جامعة دمشقعلم البديع/ عبد العزيز عتيق/ دار النهضة العربية


شارك المقالة: