قصة التابوت الزجاجي - The Glass Coffin

اقرأ في هذا المقال


التابوت الزجاجي(The Glass Coffin ) هي قصة خيالية ألمانية جمعها الأخوان جريم، رقم الحكاية رقم 163. أدرجها أندرو لانغ في كتاب الجنية الخضراء باسم التابوت البلوري، إنها نوع Aarne-Thompson) و(Sleeping Beauty).

الشخصيات:

  • الخياط.
  • الفتاة الجميلة.

قصة التابوت الزجاجي:

تحكي القصة عن تلميذ خياط مدني بارع ذهب ذات مرة للسفر، وجاء إلى غابة كبيرة ولأنه لم يكن يعرف الطريق، فقد أضاع طريقه وعندما حل الليل ولم يبق له شيء سوى البحث عن سرير في هذه العزلة المؤلمة، ربما وجد بالتأكيد سريرًا جيدًا على الطحالب الناعمة، لكن الخوف من الوحوش البرية لم يترك له راحة هناك، وفي النهاية اضطر إلى اتخاذ قرار بشأن قضاء الليل فوق شجرة حيث بحث عن بلوط عالي، وصعد إلى قمته وشكر الله على أنه يحمل أوزة معه، وإلا لكانت الريح التي هبت على قمة الشجرة قد حملته بعيدًا.
بعد أن أمضى بضع ساعات في الظلام من الخوف والارتجاف، رأى من مسافة قصيرة بصيص نور واعتقد أنه قد يكون هناك سكن بشري، حيث سيكون أفضل حالًا منه في أغصان الشجرة ثمّ نزل بحذر واتجه نحو النور، وقادته قدميه إلى كوخ صغير مصنوع من القصب فاندفع وطرق الباب بجرأة وفتح الباب، و من الضوء الذي انبعث، رأى رجلاً عجوزًا صغيرًا كان يرتدي معطفًا مصنوعًا من قطع من الأشياء الملونة مخيطة معًا.
قال العجوز بصوت متذمر:من أنت وماذا تريد؟ أجاب: أنا خياط فقير، فاجأه الليل هنا في البرية وأرجو منك بشدة أن تدخلني إلى كوخك حتى الصباح، أجاب الرجل العجوز بصوت خشن: اذهب في طريقك، لن تكون لي علاقة بكل من يضيع، ابحث لنفسك عن ملجأ في مكان آخر.
بعد هذه الكلمات، كان العجوز على وشك العودة إلى داخل كوخه مرة أخرى، لكن الخياط أمسكه بإحكام من زاوية معطفه وناشده بشفقة، حتى أن الرجل العجوز الذي لم يكن سيئًا كما كان يرغب في الظهور، أخيرًا أشفق عليه وأدخله إلى الكوخ معه حيث أعطاه شيئًا ليأكله، ثم أشار إليه على سرير جيد جدًا في زاوية.
نام الخياط بهدوء حتى الصباح، لكن حتى ذلك الحين لم يكن ليخطر بباله الاستيقاظ، لولا ضجيج عظيم حيث اقتحم صوت عنيف من الصراخ والزئير طريقه عبر جدران الكوخ الرقيقة حينها قفز الخياط المليء بالشجاعة ولبس ملابسه على عجل، وهرع، ثم بالقرب من الكوخ، رأى ثورًا أسودًا عظيمًا وأيل جميل كانا يستعدان لتوهما لصراع عنيف.
اندفعوا على بعضهم البعض بغضب شديد لدرجة أن الأرض اهتزت بدوسهم، ودوى الهواء بصرخاتهم، ولفترة طويلة كان من غير المؤكد أيهما سيحقق النصر حيث مطولا دفع الأيل قرنيه إلى جسد خصمه، وعندها سقط الثور على الأرض مع هدير رائع وتمت هزيمته تمامًا ببضع ضربات من الأيل.
كان الخياط ، الذي شاهد على القتال بدهشة، لا يزال واقفاً هناك بلا حراك قلم يقترب من الأيل في حياته الكاملة، وقبل أن يتمكن الأيل من الهروب، أمسكه الخياط بقرنيه العظيمين، ولم يكن لديه متسع من الوقت لجمع أفكاره لأن الأيل حمله و ذهب في سباق سريع على الماشية والحجر، والجبل والوادي، والخشب والمرج ثمّ تمسك الخياط بكلتا يديه إلى قمم الأبواق التي على رأس الأيل، واستسلم لمصيره.
ومع ذلك، بدا له كما لو كان يطير بعيدًا حيث توقف الأيل أمام جدار صخري، وترك الخياط ينزل برفق حيث كان الخياط ميتًا أكثر منه حيًا، وكان يتطلب وقتًا أطول من ذلك ليستعيد وعيه وعندما تعافى إلى حد ما، كان الأيل الذي ظل واقفاً إلى جانبه يدفع بقرنيه بقوة ضد باب كان في الصخرة، حتى انفتح.
اندلعت ألسنة نار تبعها دخان كثيف عندما انفتح الباب واختفى الأيل عن أنظاره، ولم يعرف الخياط ماذا يفعل، ولا إلى أين يتجه من أجل الخروج من هذه الصحراء والعودة إلى البشر مرة أخرى. وبينما كان يقف مترددًا، انطلق صوت من الصخر يصرخ: ادخل بلا خوف، لن يصيبك شر، حيث تردد في البداية ولكن مدفوعًا بقوة غامضة، أطاع الصوت ودخل من الباب الحديدي إلى قاعة واسعة، كان سقفها وجدرانها وأرضيتها مصنوعة من حجارة مربعة لامعة وكان على كل منها حروف مقطوعة كانت غير معروف له.
نظر إلى كل شيء مملوءًا بالإعجاب، وكان على وشك الخروج مرة أخرى وعندما سمع مرة أخرى الصوت الذي قال له: قف على الحجر الذي يقع في وسط القاعة، وينتظرك حظ كبير، لقد تشجع بالفعل لدرجة أنه أطاع الأمر حيث بدأ الحجر يفسح المجال تحت قدميه، وغرق ببطء في الأعماق وعندما أصبح أكثر ثباتًا، ونظر الخياط مستديرًا، وجد نفسه في قاعة تشبه الأولى في الحجم حيث كان هناك المزيد للنظر إليه والإعجاب به.
تم قطع الأماكن المجوفة في الجدران، حيث توجد مزهريات زجاجية شفافة مملوءة ببخار مزرق وعلى أرضية القاعة كان هناك صندوقان زجاجيان كبيران يقفان مقابل بعضهما البعض، مما أثار فضوله في الحال، وعندما ذهب إلى أحدهم رأى بداخله هيكلًا رائعًا مثل قلعة محاطة بمباني المزرعة والإسطبلات والحظائر وكمية من الأشياء الجيدة الأخرى حيث كان كل شيء صغيرًا، ولكن تم تصنيعه بعناية فائقة وبدقة، ويبدو أنه تم قطعه بواسطة يد بارعة بأكبر قدر من الدقة.
لم يبتعد عن النظر في هذا الصندوق لبعض الوقت لولا أنّه سمع الصوت مرة أخرى حيث أمره أن يستدير وينظر إلى الصندوق الزجاجي الذي يقف في المقابل، فازاداد إعجابه عندما رأى فيه فتاة رائعة الجمال! كانت مستلقية كما لو كانت نائمة، وكانت ملفوفة بشعرها الطويل الناعم كما لو كانت في عباءة ثمينة وكانت عيناها مغمضتين عن كثب، لكن بريق بشرتها والشريط الذي تحرك أنفاسها، لم يتركا أي شك لديه في أنها على قيد الحياة.
كان الخياط ينظر إلى جمال الفتاة بقلب ينبض، وعندما فتحت عينيها فجأة وبدأت تنظر إليه في رعب مبتهج، صرخت: خلاصي في متناول اليد! أسرع، أسرع، أرجوك ساعدني في الخروج من سجني، إذا دفعت مزلاج هذا التابوت الزجاجي، فسأكون حرة.
أطاع الخياط دون تأخير، ورفع على الفور الغطاء الزجاجي، وخرجت مسرعة إلى ركن القاعة حيث غطت نفسها بعباءة كبيرة، ثم جلست على حجر، وأمرت الشاب أن يأتي إليها وبعد أن عانقته بود قالت: منقذي الذي طال انتظاره، لقد هددني الساحرالشرير ووضع نهاية لأحزاني حيث في نفس اليوم الذي سأنتهي فيه، ستبدأ سعادتي، وأنت الزوج الذي اختارته السماء لي، وستقضي حياتك بفرح غير منقطع محبوبًا مني، وغنيًا مليئاً بالثروة.
ثمّ قالت: اجلس على مقعدك واستمع لقصة حياتي: أنا ابنة أحد الأثرياء، مات والداي عندما كنت لا أزال في شبابي الرقيق، وأوصى في وصيته الأخيرة أخي الأكبرالاهتمام بي وقد تربيت على يده، لقد أحببنا بعضنا البعض بحنان وكنّا على حد سواء في طريقة تفكيرنا وميولنا، لقد تبنى كلانا القرار بعدم الزواج أبدًا، ولكن البقاء معًا حتى نهاية حياتنا.
في منزلنا لم يكن هناك أي نقص حيث زارنا الجيران والأصدقاء كثيرًا، و لقد أظهرنا أعظم كرم الضيافة للجميع فكانت إحدى الأمسيات أن جاء شخص غريب راكبًا إلى قلعتنا، ولعدم تمكنه من الوصول إلى المكان التالي توسل إلى ملجأ لهذه الليلة عندنا و لقد منحناه طلبه وقد استقبلناه بأكثر الطرق قبولًا أثناء العشاء ودخلنا معه محادثة متداخلة مع القصص.
أحب أخي الغريب لدرجة أنه توسل إليه أن يقضي يومين معنا، وبعد بعض التردد وافق أخي، وبعدما نهضنا من على الطاولة في وقت متأخر من الليل، اطلعنا الغريب على الغرفة، وأسرعت عندما كنت متعبة، لوضع نفسي في سريري وبالكاد كنت أنام لفترة قصيرة، عندما أيقظني صوت الموسيقى الخافتة والمبهجة، وبما أنني لم أستطع أن أعرف من أين أتت، أردت استدعاء خادمتي التي نامت في الغرفة المجاورة، ولكن دون وجدت أن قوة مجهولة أخذت مني الكلام.
شعرت وكأن جبلاً يثقل صدري، ولم أستطع إصدار أدنى صوت، وفي هذه الأثناء، وعلى ضوء مصباحي الليلي رأيت الغريب يدخل غرفتي من خلال بابين تم إغلاقهما بسرعة حيث جاء إلي وقال، إنه بفنون السحر التي كانت تحت إمرته تسبب في صوت الموسيقى الجميلة لإيقاظي، وأنه الآن شق طريقه من خلال جميع الأربطة بقصد تقديم محبته لي وعرض علي الزواج.
ومع ذلك، كان اشمئزازي من فنونه السحرية عظيماً لدرجة أنني لم أقم بإجابته ثمّ بقي لبعض الوقت واقفًا دون أن يتحرك، على ما يبدو كان بإنتظار قرار إيجابي، لكن بينما واصلت التزام الصمت، أعلن بغضب أنه سينتقم لنفسه ويجد وسيلة لمعاقبة كبريائي، وغادر الغرفة حيث قضيت الليل في أشد انزعاج، ولم أنم إلا في الصباح وعندما استيقظت أسرعت إلى أخي، لكنني لم أجده في غرفته، وأخبرني الحاضرين أنه ذهب مع الغريب إلى الصيد بحلول الفجر.
لم أشك على الفور في حدوث شيء سيء حيث ارتديت ملابسي بسرعة، وأمرت خادم واحد لمرافقتي، وركبت الفرس إلى الغابة، وفجأة سقط الخادم بحصانه ولم يستطع أن يتبعني، فقد كُسر قدم الحصان ثمّ تابعت طريقي دون توقف، وفي غضون دقائق قليلة رأيت الغريب قادمًا نحوي بعربة جميلة يقودها حبل، عندها سألته أين ترك أخي، وكيف جاء بجانب هذا الأيل، الذي رأيت الدموع تتدفق من عينيه.
بدلاً من الرد علي بدأ يضحك بصوت عالي، ثمّ شعرت بغضب شديد من هذا، فأخرجت مسدسًا وأطلقت على هذا الوحش، لكن الطلقة ارتدت من صدره وذهبت إلى رأس حصاني الذي سقط على الأرض، وتمتم الغريب ببعض الكلمات التي جعلتني افقد الوعي.
وعندما عدت إلى صوابي مرة أخرى وجدت نفسي في هذا الكهف تحت الأرض في تابوت زجاجي حيث ظهر الساحر مرة أخرى، وقال أنه حول أخي إلى أيل، وقلعتي بكل ما يخصها تقلص حجمها بحجم كوخ، وأصدقائي وجيراني الذين تحولوا جميعًا إلى دخان، كانوا محبوسين في قوارير زجاجية.
أخبرني أنه إذا كنت سألتزم الآن برغبته ووافقت على الزواج منه، فسيكون ذلك أمرًا سهلاً عليه أن يعيد كل شيء إلى حالته السابقة، حيث لم يكن لديه ما يفعله سوى فتح الأوعية وسيعود كل شيء مرة أخرى إلى شكله الطبيعي، قد اختفى وتركني في سجني، حيث نمت في سبات عميق، ومن بين الرؤى التي مرت أمام عيني، كان ذلك أكثر ما يريحني عندما جاء شاب وأطلق سراحي، وعندما فتحت عيني اليوم رأيتك ورأيت أن حلمي قد تحقق.
ساعدني في تحقيق الأشياء الأخرى التي حدثت في تلك الرؤى الأول هو أننا نرفع الصندوق الزجاجي الذي تحيط به قلعتي، إلى ذلك الحجر العريض، فهب الشاب لمساعدتها وبمجرد أن تم تحميل الحجر، بدأ يرتفع عالياً مع الفتاة والشاب، ثم صعد من خلال فتحة السقف إلى الصالة العلوية ومن هناك تمكنوا من الوصول بسهولة إلى الهواء الطلق.
هنا فتحت الفتاة الغطاء، وكان من الرائع أن ترى كيف امتدت القلعة والمنازل والمباني الزراعية التي كانت محاطة، ونمت إلى حجمها الطبيعي بأقصى سرعة، وبعد ذلك عادت الفتاة والخياط إلى الكهف تحت الأرض، وكانت الأواني الممتلئة بالدخان محمولة بالحجر، وبالكاد كانت الفتاة قد فتحت الزجاجات عندما اندفع الدخان الأزرق وتحولت إلى رجال أحياء، حيث تعرفت على خدمها وجيرانها.
ازداد فرحها أكثر عندما خرج شقيقها الذي قتل الساحرالذي كان على شكل ثور من الغابة نحوهم في شكله البشري، وفي نفس اليوم الفتاة، وفقًا لوعدها تزوجت الخياط المحظوظ.

المصدر: The Glass Coffinhttps://www.theglasscoffin.rip/The Glass Coffinhttps://www.thedarkersideofaustin.com/the-glass-coffin-vampire-parlour/


شارك المقالة: