التواصل في الترجمة

اقرأ في هذا المقال


عندما نشأ فن الترجمة نشأ معه تغييرات وفوائد عظيمة للعالم، ومن أهم هذه الفوائد هي القدرة الدائمة على التواصل بين الشعوب، وذلك من خلال ترجمة الكتب إلى عدّة لغات محلية وعالمية، ولا يقتصر التواصل على التواصل اللغوي فقط، بل التواصل الذي أدّت له الترجمة هو التواصل الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والديني وغيره، سنتحدّث عزيزي القارئ في هذا المقال عن أهم جوانب الترجمة والتواصل.

أسس الترجمة والتواصل

تعتبر الترجمة بمختلف أنواعها وأشكالها عرضةً للتباين والاختلاف؛ والسبب في ذلك هو اختلاف وجهات النظر، وعدم قدرة المترجم مهما حاول جاهداً أن يقوم بنقل المعنى بالشكل المتطابق للنص الأصلي، وهذا ما يسبّب لبعض القرّاء بما يسمّى بالالتباس، وهذه الاختلافات المتعدّدة أصبحت تحتاج لمعايير محدّدة في الترجمة يجب الرجوع لها والاعتماد عليها دائماً.

واللغة في مجال الترجمة تعتبر جزء كبير من الخلفية الاجتماعية والثقافية للنص، ولذلك تعتبر عملية الترجمة هي عملية المثاقفة، ويعتبر النص المكتوب هو أداة لتلقّي المعرفة، وهو يعبّر عن خلفية الكاتب أو المترجم الثقافية؛ لذلك يجب على الكاتب أو المترجم التركيز على قدرته على تكييف النص لكي يقوم بعكس ثقافته، كما أنّه يجب أن يركّز على وظيفة النص التعبيرية، خاصّةً في الكتابات الحميمة أو الشخصية أو في مجال الأدب أو الأخبار وغيرها.

وهذه الأعمال المختلفة تعتبر الفكرة والحقيقية الموجودة بداخلها أهم بكثير من الأسلوب والجوانب الأخرى في الترجمة، كما هو الحال في النصوص الدعائية على سيبل المثال أو الأدب الشعبي وغيره، في هذه المجالات تكون وظيفة اللغة الأساسية هي ليس تقديم الحقائق بل الإقناع.

وقام الأدباء ببذل الكثير من الجهد من أجل توحيد بعض المصطلحات؛ وذلك من أجل سهولة ترجمتها للحفاظ على التواصل بين الشعوب، لذلك تعتبر اللغة الأدبية شكل أقوى من أشكال التواصل من اللغة العلمية؛ والسبب في ذلك هو أن النصوص العلمية هي نصوص مصطلحية أكثر منها نصوص معرفية.

وفي مجال النصوص العلمية التي تعتبر شكل من أشكال تمزّق التواصل بين الشعوب، استحدث القائمون على الترجمة أدوات وسبل حديثة لها مثل الترجمة عبر جهاز الحاسوب، وهذا لأن أهم وظيفة من وظائف الترجمة هي التواصل من خلال الحفاظ على الموروث الفكري والثقافي والتاريخي.

ولا يقوم جميع المترجمين بمهمّة التواصل بالأسلوب ذاته، بل منهم المترجم الموظف والمعرّب، والمترجم المعرّب هو من يحافظ على خاصيّة التواصل في الترجمة.

المصدر: أصول الترجمة/حسيب إلياس/2013فن الترجمة الأدبية/محمد عبد اللطيف/1989دليل المترجم الأدبي/ماجد سليمان/2003الترجمة الأدبية حلول ومشاكل/أنعام،بيوض/2002


شارك المقالة: