الجِناس في بلاغة اللغة العربيّة

اقرأ في هذا المقال


تعريف الجِناس

وهو أن تأتي كلمتانِ تحملان معنًى مُختلفاً، ولكن أغلب حروفهما متشابهة، ويُعدُّ أحد المُحسِّنات البديعيّة اللفظية في اللغة العربيّة، ويطلق عليه بعض العلماء اسم التجنيس، والجناس لغة هو المُشاكلة، والاتّحاد في الجنس، وأما عن تعريف الجناس اصطلاحاً: هو أن يتشابه لفظانِ في النُّطق وأن يختلفا في المعنى.

مُميزات الجِناس

ومن مُميّزات الجِناس في اللغة العربيّة وفي البلاغة أنَّه يوهم القارئ أولاً بتكرار الكلمة، ولكنهُ يفاجئهُ فيما بعد باختلاف المعنى مع تشابه اللفظ، ولذلك يُعدُّ من المُحسِّنات البديعيّة اللفظيّة ويعتمد على التحسين في الكلمات وذلك من ناحية اللفظ، كما أنَّ الجِناس في البلاغة العربيّة كسائر المُحسِّنات البديعيّة لهُ أنواع وتفاصيل وأمثلة كثيرة توضّحهُ وتميزهُ عن سائر المُحسِّنات البديعيّة الأخرى.

أنواع الجِناس في البلاغة العربيّة

تنقسم أنواع الجِناس في اللغة العربيّة والبلاغة إلى نوعين، كما أنَّ لكلِّ نوع من أنواع الجِناس فروعاً وتقسيمات مختلفة، نذكر منها ما يلي:
أولاً: الجناس التام، أن تكون حروف الكلمة متشابهة في نوعها، وعددها، وترتيبها، وأنْ تختلفا في المعنى، ومعنى تشابه الحروف هو الحركات” فتحة، ضمّة، كسرة، وسكون” وأمّا عن النوع”هو نوع الحروف باء أو تاء أو سين، وأمّا عن العدد” أنْ تكون الكلمتان مُتجانستين في عدد الحروف”، والترتيب يقصد به”أنْ يكون ترتيب الحروف متجانساً”، وأمّا إذا ما تحقَّقت الشروط الأربعة السابقة، إضافة إلى اختلاف المعنى قيل إنَّ الجِناس بين الكلمتين هو جناس تام.
مثال:
قول الشاعر أبي تمام:

مَا مَاتَ مِنْ كَرَمِ الزَّمَانِ فَإنَّهُ
يَحْيَا لَدَى يَحْيَى بِنْ عَبْدِ اللهِ


ثانياً: الجِناس الناقص، يكون الجِناس ناقصاً عندما يفقد الجناس التام أحد الشروط الأربعة السابقة التي ذكرناها سابقاً، أي أنّه غير تام، وهذا يعني أنَّه اختلاف اللفظتين في نوع الحروف أو عددها أو ترتيبها أو هيئتها، إضافة إلى اختلاف المعنى، ولكلِّ شرطٍ عندما يختلُّ اسم خاص بهِ، فمثلاً الجناس الناقص الواقع في هيئة الحروف يسمى الجناس المُحرّف.
وإذا كان الاختلاف في نوع الحروف سُمّي مضارعاً، كما أنَّ هذه التسميات كلها تندرج تحت نوع الجناس الناقص.
مثال:
قول الشاعر ابن فارض:

هَلّا نَهَاكَ نُهَاكَ عَنْ لَوْمِ امْرِئٍ
لَمْ يَلِفَ غيرَ مُنَعَّمٍ بِشَقاءِ

ما يُلحق بالجِناس

العُلماء في البلاغة عموماً، وكذلك الذين تخصَّصوا في عِلم البديع لم يكتفوا فيه بتعريف الجِناس والتفصيل في أنواعة كذلك، ولكنَّهم وضعوا للجِناس في اللغة العربيّة مُلحقات تلحق به وتشبهه، حيث أطلقوا على ما يُلحق بالجِناس اسم” الجِناس المُطلق” وقسَّمهُ عُلماء البلاغة إلى قسمين وهما كالآتي:

المتلاقيان فيما يشبه الاشتقاق
أي أنَّه يجمع بين اللفظين ما يشبه الاشتقاق، ومثال ذلك: قول الله عزَّ وجل{قال إنّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ القََالِينَ}.
حيث كان الفعل “قال”، مُشتقٌ من” القول” وكلمة” القالين” جمع ” القالي” وهو المُبغض والهاجر كذلك، ولكن جمع بينهما ما يشبه الاشتقاق، فقد اشتركا في القاف والألف، وإن كانا من مادتين مختلفتين في المعاجم العربيّة وهذا يسمى ” بالجِناس المُطلق”
المتلاقيان في الاشتقاق
هو اتفاق اللفظتين في الاشتقاق، مثال على ذلك قول الله تعالى” وأقم وَجْهَكَ لِلدِّين القَيّم” فلفط أقم ولفظ القيم مشتقَّان من مادة لغوية واحدة واطلق عليه علماء البلاغة اسم الجِناس المُطلق؛ وذلك لتلاقي اللفظين في الاشتقاق وهو مُلحق بالجِناس.


شارك المقالة: