الحب من الوريد إلى الوريد

اقرأ في هذا المقال


“سأكرهك قريباً.. لأنّك رجل يمكن أنْ أحبّه حقاً “

غادة السمان

لآ أستطيع أن أقول لك أحبك

فقد شاهدتُ هذه الكلمة

تُطارد على الأرصفة كالغواني

وتُجلد في الساحات العامة ، كالبغايا

وتُطرد من المُدن ، كمرضى الجُذام !

لآ أستطيع أن أقول لك أحبك

فقد سمعتُ هذه الكلمة

تُلفظ في الحانات ، مع هذر السُكارى.

و صمتك يصم أذني
و أنت أمامي ، و أفتقدك

و أكرهك.

أكرّر: غريبةً كنت معك ، و غريبة بدونك

و غريبة بك إلى الأبد.

الناس يصيرون عُشاقًا لحظة تعارفهم

ثمّ تتأكّد تلك الحقيقة مع الزّمن ، أو تتلآشى.

أنْ تضمُّنا غرفة واحدةولا يحتوينا كوكب واحد :

ذلك هو الفراق.

حين يمر الحب بنا ، لا يعود أي شيء كما كان .. حتى بعد أن يمضي الحب.

رميتني بوردة، فانفجرتُ كقنبلة يدويّة

وقطّعتني أشلاء.

مساء الخير أيُّها الفراق ، ولتكنْ حتّى لحظات وداعنا. لحظات صفاء وامتنان لكل ماكان وما لم يكنْ .

أحبك وحتى هذه اللحظة لا يزال حبّنا ناصعاً كثلج فوق قمة لم تطأها قدم .. أحبك واشتعل سعادة لأنّك لاتزال معي .. وأعرف أنّ عمر الوفاء كعمر قصور الرّمال على شاطئ بحر هائج .

وأعرف أنّك في عمري ضيف الفرح العابر لكنّني في هذه الّلحظة أحبّك بكل ما في جسدي من طاقة.

 أيّتها المرأة الحزينة

ارقبي إيقاع ضحكتك

فهو لا يعرف كم أنتِ وحيدة وصلبة

وبالتّالي مُعرّضة للإنكسار

وأنتِ تعرفين كم هو مُشتّت وهشّ

والزلازل بالتّالي لا تمرّ بأرضه.

و كنتُ أعرف كثيرة هي الأيدي الّتي ستصفّق ذات يوم إذا سقطت

الأيدي نفسها الّتي طالما لاحقتني محاولة عبثاً إلقاء القبض على زئبق حقيقتي

الأيدي نفسها الّتي طالما صفّقت لي

ورسمت لي بأصابعها شارات النّصر مُهنّئة .

يدهشني أنّ قلبي مازال قادراً

على أنْ يخفق هكذا ! لرنين هاتفك .

وكنت باستمرار أتابع ركضي في وعر الحياة اليومية

أخفي وجهي خلف قناع المجاملةكي لا يروا أبخرة نيراني الدّفينة,

المٌنبعثة عبر شقوق عيني و أنفي,وبقيّة منافذ الجمجمة المعلّبة بالعذاب.

لم يبقَ منّا غير الذكرىكهيكل عظمي ما زال واقفاً

فلنطلق عليه رصاصة الرحمة، و نودّعهدونما دموعو دونما فرحة مُصطنعة.


شارك المقالة: