السليك بن سلكة

اقرأ في هذا المقال



اسمه
السليك بن عمير بن يثربي بن سنان السعدي التميمي، أحد شعراء العصر الجاهلي، وأحد الشعراء الصعاليك، اختلف الرواة في اسم أبيه، فذكر ابن حبيب في ( المحبّر) أن أباه (يثربيُّ الأصل)، وأمّا عن أمِّه فلم يخالف الناس و الرواة في اسمها، وإليها نُسب وهي: السُلكة، وكانت أمُّه سوداء زنجيّة ورثَ منها قبح الوجه، وضآلة الجسم، والسواد كذلك، حتى عُدَّ من أغربة العرب.
نشأته
نشأ في كنف أمِّه، التي أكسبته العبوديّة و الهجنة، فرأى الذُلَّ والفقر والصغار على الرغم من أنَّ أباه حُرٌّ، وإن انتمى إلى فرع ضعيف كثر فيه الفقراء من بني سعدة، حتى أنَّ المصادر لم تذكر شيئاً عن أسرته، بيد أنَّ شعره يذكر بأنَّ له ولداً يسمّى حرباً وبه يُكنَّى.
بماذا لُقلب السليك بن سلكة
ولُقِّب السليك بالرئبال_ وهو الأسد الهصور، أو الذئب الجرىء، لأنَّه اتصف بالجرأة و الفتك، كما أنَّه لُقِّب بسُليك المقانب، لأنَّه كان يطمح لأن يصبح ذا خيل كثيرة، إذ كان يغزوا على رجليه، وغالباً ما يسبق الخيل.
صفاته
كان السليك ابن سلكة فاتكاً شديد البطش بخصومه، حتى أنَّه عُدّ من الشياطين في الجاهلية، وكان خبيراً بالفلوات و المسالك حتى قيل : كان من أدلِّ الناس بالأرض و أعرفهم بمسالكها، وتعددت الأخبار حول هذا كما تعدَّدت في وصف سرعته وضرب به المثل فيها، فقيل:أعدى من السُليك.
ويرى السليك بن سلكة أنَّ صعلكته قد حققت له مراده، فقد قال:

وما نلتها حتى تصعلكت حِقبةً
وكدت لأساب المنيَّة أعرفُ

شعره
عبّرَ شعره عن صفاته ومبادئه وحياته أحسن تعبير، إذ كان يرى أنَّ جمال الفارس ليس بلونه ولا بجسمه، وإنَّما بفروسيته و شجاعته، و الإلقاء بنفسه في المتالف.
وكان شعره أيضا، كما وصل، أكثره مُقطَّعات، وأطول شعره نص واحدة تشير إلى غارة له في نفر من أصحابه بني سعيد، ورجل من بني حرام يُقال له صُرد، على بلاد خثعم بلغت أربعة عشر بيتاً.
كان شعر السليك بن سلكة وجدانياً يرتبط أغلبه بحوادث واقعية، طرق موضوعها من دون مقدمات فنية، ما عدا بيتاً واحداً في ديوانه، يذكر فيه طيف امرأة سميت” نشيبة”، وقيل: أُميّة، ولعلَّ هذا البيت مطلع القصيدة التي ضاعت أبياتها:



ألمِّ خيال من نُشيبة بالرّكْبِ*** وهن عِجالٌ عن نيال وعن نَقْبِ

حيث كان شعره وثيقة تاريخية لغاراته وموضعها و الفرسان الذين لقيهم، وقد انصهر ذكر ذلك كله في فخره الذاتي، وأكثر شعره في الفخر الفردي، والحماسة، وليس فيه فخر جماعي أو قبلي، وله في الغزل بيت منفرد يصف فيه ثغر المحبوبة يدل على رهافة حسِّه.
وتفرد السليك ابن سلكة في شعره الجاهلي بمدح المرأة، وكان قد أغار على بني عُوارة فتمكَّنوا منه، فاستجار بامرأة تسمّى” فُكْيهة”، فأجارته و حمته، وكذلك عُدَّ أحد من هجا المرأة الدميمة التي تسعى وراء الشهوات، وله هجاء في ختعم، وأمّا الرِّثاء فقد عُدَّ أول من رثى الحيوان في الشعر القديم عند كثير من الدارسين.
ويرسم شعر السليك صورة دقيقة للصعلوك النابه، شديد الثبات، و يرسم حالته النفسية وتهالكها على انتقاص الذات و المتع حتى أدَّت إلى مقتله، فقد لقيَ رجلاً من خثعم فأخذه ومعه امرأته( النِّوار)، ففدى رجلٌ نفسه بامرأته وتركها رهينة عند السليك، وحاولت أن تخيفه بقومها فهزئ منهم و بلغهم ذلك فذهبوا إليه وقتلوه نحو سنة 17 قبل الهجرة/606 ميلاديّة.

مميزات شعر السليك بن سلكة
تميز شعر السليك بن سلكة بأنَّه:

  • دقيق الوصف.
  • قوي التراكيب.
  • يخلو من التعقيد وكذلك التكلّف.
  • يعبّر فيه عمّا يجول في نفسه وذلك بصورة واقعية غالباً، ومجازية في بعض الأحيان.

شارك المقالة: