الشعر العباسي في رثاء الحيوانات

اقرأ في هذا المقال


تعريف شعر الرثاء:

شعرالرثاء لغة: هو بكاء الراثي للمرثي بعد موته أو مدح للمرثي وتعدد محاسنه وتنظيم الشعر فيه.
شعر الرثاء اصطلاحاً: هو فن من الفون الشعر وأيضاً هو صناعة الشعر في المرثي وقد يكون بكاءً أو عزاءً قد يعبر فيه الشاعر عن حزنه الداخلي.

أنواع الرثاء في الشعر العربي:

  1. رثاء الحيوانات.
  2. رثاء الجواري والغلمان.
  3. رثاء العلماء والأدباء.
  4. رثاء الخلفاء والوزراء.
  5. رثاء الرًفقاء والأصدقاء.
  6. رثاء الأبناء.
  7. رثاء الآباء.
  8. رثاء الزوجة.

أشهر الأشعار في رثاء الحيوانات:

هذا الرثاء من الموضوعات التي ظهرت في العصر العباسي فلم يعد الأنسان الكائن الذي يُحزن لفقده، فقد كتب الشعراء في رثاء الحيوانات ومنها: كالحيوانات الأليفة والطيور والقطط والكلاب وغيرها.

وهذا الرثاء نوع من أنواع الرثاء التي يكشف عن معنى إنساني موجود في الشعراء والتي تتولد عندهم العاطفة التي تترابط بين الإنسان والحيوانات، فقد رثاء أبو نؤاس كلباً قد مات بسبب لسعته حية في عنقه فقام، قائلاً:

يا بؤس كلبي سيّد الكلاب
قد كان أغناني عن العقاب

و كان قد أجزى عن القصاب
وعن شراء الجلب الجلاّبِ

يا عين جودي لي على حلاب!
من للظباء العفرِ والذئاب

و كل صقرٍ طالع وثاب ،
يختطف القطان في الروابي

كالبرق بين النجم والسحاب ،
كم من غزال لاحق الأقرابِ

ذي جيئة ، صعب وذي ذهاب ،
أشبعني منه من الكبابِ

خرجت، والدنيا إلى تباب
به، وكان عدّتي ونابي

أصفر قد خرج بالملاب،
كأنّما يُدْهِنْث بالزريابِ

فبينما نحن به في الغاب،
إذ برزت كالحة الأنيابِ

رقشاء جرداء من الثياب،
كأنّما تبصر من نقابِ

فعلقت عرقوبه بناب،
لم ترع لي حقاً، ولم تحابِ

فخرّ وانصاعت بلا ارتياب،
كأنّما تنفخ من جرابِ

لا أُبت إن أُبت بلا عقاب ،
حتى تذوقي أوجع العذابِ

وأيضاً يعد رثاء الحيواتات والطيور من الموضاعات الجديدة التي ظهرت في العصر العباسي وجاء وكأنّه فن جديد لا معرفة للعرب به، فقد رثى الشاعر أبو الفرج ديكاً له لما له من أهمية عند الشاعر، قائلاً:

أبكي إذا أبصرت ربعك موحشا
بتحنُّن وتأسُّف وشهيق

ويزيدني جزعاً لفقدك صادح
في منزل دان إلي لصيق

قرع الفؤاد وقد زقا فكأنّه
نادى ببين أو نعي شقيق

فتأسفي أبداً عليك مواصل
بسواد ليل أو بياض شروق

وإذا أفاق ذووا المصائب سلوة
وتصبروا، أمسيت غير مفيق

وأيضاً رثى ابن العلاف النهرواني هرةٍ فكانت عنده بمكانة الوالد، قائلاً:

يــا هــر فـارقـتـنـا ولم تـعـد
وكــنــت مــنــا بــمـنـزل الولدِ

وكــيــف نـنـفـك عـن هـواك وقـد
كــنــت لنــا عــدة مــن العــدد

تـمـنـع عـنـا الأذى وتـحـرسـنا
بــالغــيـب مـن حـيـّة ومـن جـود

وتـخـرج الفـأر مـن مـكـامـنـها
مـا بـيـن مـفتوحها الى السدد


المصدر: كتاب " أصحاب الوحدة " للمؤلف محمد مظلومكتاب " الرثاء في الشعر العربي " للمؤلف محمود أبو ناجيكتاب " الأغراض الشعرية " تقديم الشاعر حسين محمد البزار


شارك المقالة: