الفرق بين المحسنات البديعية والصور البيانية

اقرأ في هذا المقال


 مفهوم علم البلاغة:

علم البلاغة: هو العلم الذي يهتم بقدرة المتكلم أو الكاتب على إيصال المعنى الموجود في رأسه إلى عقل وفهم السامع بأسهل الطرق ومع الكمية المناسبة من الكلمات، مع الانتباه إلى مقام الكلام أو المناسبة التي يقال فيها هذا الكلام، فإيصال المعنى بالطريقة والكمية المناسبتين هو الهدف وغاية المتكلم البليغ، فإذا بلغ أو وصل المتكلم هذا الهدف كان الكلام بليغًا.

ملاحظة: أهم قاعدة بلاغية في علم البلاغة “لكل مقام مقال”.

أقسام علم البلاغة:

تنقسم البلاغة العربية إلى:     

  • علم البيان.

مفهوم علم البيان:

 علم البيان: هو أصول وقواعد يقصد بها معرفة المعنى بطرق مختلفة، كما يعتر هو واحد من العلوم التي يتضمنها علم البلاغة، كما يحتوي على المطابقية والتضمنية والالتزامية، كما يقصد به المطابقة بين المعنى والكلام بما يتناسب مع الموقف الذي يرد فيه الكلام أو المناسبة أو المقام، ليس فقد الجملة وإنما كذلك كل الكلام الذي يعالج فكرة واحدة.

أركان علم البيان:

  • التشبية.
  • الكناية.

أمثلة على علم البيان:

أمثلة على علم البيان :

  • قال تعالى:(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
    التشبيه التمثيلي
    ( المشبه هم الذين حملوا التوراة ولم يطبقوها، المشبه به هو الحمار الذي يحمل الكتب ولا يستفيد منها، الأداة الكاف، وجه الشبه هو التعب في حمل الأشياء دون الاستفادة منها).
  • قال تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ).
    التشبيه التركيب
    ( شبه الله تعالى الإنسان الذي ينفق ماله في سبيله بالسنبلة الواحدة التي تنبت سبع سنابل).
  • قال الشاعر:
    أنا كالماء إِنْ رَضيتُ صفاءً……. وإذَا مَا سَخطتُ كُنتُ لهيبا
    ( يشبه الشاعر نفسة عندما يكون في حالة الرضا بالماء الصافية، كما شبه نفسه في حالة الغضب بالنار المشتعلة). 
  • قال تعالى: (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
    التشبيه تمثيلي (شبه حال الدنيا وما فيها بدورة النبات في الأرض).

مفهوم علم البديع:

هو العلم الذي يهتم بتزيين الكلام من حيث اللفظ أو المعنى.

أقسام علم البديع:

ينقسم إلى: 

  • المحسنات اللفظية.
  • المحسنات المعنوية.

أمثلة على علم البديع:

أمثلة على (المحسنات اللفظية والمعنوية) : 

  • قال تعالى:(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ).
    الجناس (ذكرت كلمة الساعة مرتين، الأولى يقصد بها يوم القيامة، والثانية يقصد بها الوقت)
  • قال تعالى: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ، أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ، وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَان).
     الجناس(ذكر الميزان ثلاث مرات، الأول يقصد به الشرع، الثاني يقصد به التقدير، الثالث يقصد به التعارف عليه عند الناس).
  • قال تعالى: (وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
    (   الطباق بين الليل والنهار).
  • قال تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ*إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ).
    (الجناس بين ناضرة-ناظرة).
  • قال تعالى: (إذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا ۖ وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَٰكِنَّ اللهَ سَلَّمَ ۗ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ۗ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ).
    (السجع الطويل أنَّ الآية الأولى تتكون من عشرين كلمة، أما الآية الثانية تتكون من تسع عشرة آية).
  • يقول الشاعر:
    قامت تظللني من الشمس نفس أحب إليّ من نفسي
    قامت تظللني ومن عجب شمس تظللني من الشمس

    (هنا استعمل الشاعر كلمة الشمس مرتين الأولى يقصد بها المعنى الأصلي، والثانية يقصد بها وجه الإنسان المضيء).

  • قال الشاعر:
    لا تَعجَبي يا سَلمُ مِنْ رَجُلٍ    ضحكَ المشيبُ برأسهِ فبكى(الطباق بين ضحك وبكى).
  • قال الشاعر:
    فدارِهمْ ما دُمتَ في دارِهمْ ***وأَرْضِهم ما دمتَ في أرضِهمْ
    (الجناس تام كلمة دارهم ذكرت مرتين الأولى بمعنى الملاطفة والثانية بمعنى مكان السكن).
  • قال الشاعر:
    تَدْبيرُ مُعتصمٍ بالله منتقمٍ
    لله مرْتَغبِ في اللهِ مرتَقَبِ 

    (السجع المشطور أنَّ لكل شطر في البيت له قافيتان مختلفتان، فالشطر الأول انتهى بالحرف الميم، والشطر الثاني انتهى بحرف الباء).

المصدر: علم البديع/ ثامر محمد سعدي/ جامعة دمشقعلم البديع/ عبد العزيز عتيق/ دار النهضة العربيةمدخل إلى علم الدلالة/ فتح الله سليمان/ مكتبة الآداب


شارك المقالة: