الكناية في اللغة العربية

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الكناية:

يقصد بها لفظ استخدم في الجملة ولم يقصد بها المعنى الحقيقي وإنما يقصد منها المعنى الكنائي، كما يمكن أن يجتمع في الجملة المعنى الحقيقي والمعنى الخيالي.

تُعد الكناية كما قال الإمام عبد القاهر الجرجاني: ” من الأقطاب التي تدور البلاغة عليها والأعضاء التي تستند الفصاحة إليها، والطُلبة التي يتنازعها المحسنون والرهان التي تجرب فيه الجياد، هي التي نوه بذكرها البلغاء ورفع من أقدارها العلماء وصنفوا فيها الكتب ووكلوا بها الهمم وصرفوا إليها الخواطر ، حتى صار الكلام فيها نوعًا من العلم مفردًا”.

أركان الكناية:

لها أربع أركان وهي: 

  • المكنى به: يقصد بها المعنى الحقيقي.
  • المكنى عنه: يقصد بها المعنى الكنائي.
  • العلاقة: يقصد بها اللزوم.
  • القرينة: يقصد بها غير مانعة من إرادة المعنى الحقيقي.

ما الفرق بين الكناية والمجاز من حيث ( العلاقة والقرينة)؟:

تكون علاقة المجاز غير المشابهة، أما علاقة الكناية هي التلازم أو اللزوم ويمكن ينشأ من عادة مشهورة، أو ينشأ من طبيعة مستقرة في الإنسان أو الحيوان، أو ينشأ من اختصاص فعل من الأفعال بنوع من الناس.

قرينة المجاز هي التي لا تجمع بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي، ويقصد بها المعنى . المجازي، أما قرينة الكناية فلا تمنع من إرادة المعنى الحقيقي مع المعنى الكنائي.

أقسام الكناية:

أقسام الكناية باعتبار المكنى عنه:

  • كناية عن صفة: يقصد بها أن يذكر الموصوف ثم ينسب له صفة ما، ولكن هذه الصفة المذكورة غير مرادة وإنما المراد هو لازم تلك الصفة المعنى الكنائي.ويقصد بالكناية عن الصفة القريبة هي التي يكون فيها الانتقال من المعنى المكنى به إلى المعنى المكنى عنه بدون واسطة، والقربيبة الواضحة التي لا تحتاج لتفكير طويل في استخراجها.

    ويقصد بالكناية عن الصفة القريبة الخفية هي التي يكون الانتقال فيها بين المعنى المكنى به والمكنى عنه أمرًا خفيًا.

    ويقصد بكناية عن صفة بعيدة هي التي يكون فيها الانتقال من المعنى المكنى به إلى المعنى المكنى عنه بوسائط عديدة وسميت بذلك لأنّها تحتاج لتفكير طويل في استخراجها.

  • كناية عن نسبة: هو أن نذكر في الجملة الصفة والموصوف معًا، ولكن لا تنسب هذه الصفة المذكورة إلى صاحبها وإنّما ننسبها إلى شيء آخر لا يصلح أن تنسب إليه تلك الصفة، مما يعني في العقل أننا نريد صاحبها.
  • كناية عن موصوف: هو أن يكون المكنى به المعنى الحقيقي دالًا على صفة أو صفتين أو صفات مختصة بموصوف معين (المعنى الكنائي).

خصائص الكناية وبلاغتها:

  • الابتعاد عن اللفظ السيء، الذي لا تستسيغه الأذان سماعه إلى ما يدل على معناه.
  • إبراز المعقول في صورة المحسوس، فتزيده إيضاحًا وتثبته في نفس المخاطب.
  • الإشارة إلى المعنى بلطف وبراعة بحيث توصل الغرض دون أن تواجه المخاطب بما يكره.
  • إثبات المعنى بالدليل، حيث أنها في صور عديدة تعطي الجملة الحقيقة مصحوبة بدليلها.

أمثلة على الكناية:

أمثلة على الكناية في القرآن الكريم:

  • قال تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ).
    (تحتوي الجملة على معنى حقيقي وهو عض اليدين، ومعنى الخيالي وهو الندم الشديد).
  • قال تعالى: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ).
    (كناية عن صفة البخل).
  • قال تعالى: (وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا).
    ( كناية عن صفة التبذير).
  • قال تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ).
    (كناية عن موصوف وكناية عن سيدنا يونس).
  • قال تعالى: (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا).
    ( كناية عن صفة قريبة، كناية عن الندم).

أمثلة على الكناية في الشعر:

  • قال الشاعر:
    فَمَسّاهُمْ وَبُسْطُهُمُ حَريرٌ*** وَصَبّحَهُمْ وَبُسْطُهُمُ تُرَابُ
    وَمَنْ في كَفّه مِنْهُمْ قَنَاةٌ*** كمَنْ في كَفّه منهُمْ خِضابُ
    ( كناية عن صفة قريبة، بسطهم حرير كناية عن السيادة والعز، بسطهم تراب كناية عن الحاجة والذل، قناة كناية عن موصوف الرجال، خضاب كناية عن موصوف النساء).
  • قال الشاعر:
    وما يَكُ فيَّ مِن عَيْبٍ فإنِّي *** جبانُ الكلبِ مهزولُ الفصيلِ
    ( كناية عن صفة قريبة، كناية عن صفة الكرم).
  • قال الشاعر:
    إِنَّ السَّمــاحَـةَ وَالمُـروءَةَ وَالنَّدى ***فـي قُـبَّةـٍ ضُـرِبَت عَلى ابنِ الحَشرَجِ
    ( كناية عن نسبة، نسيت السماحة والمروءة والندى إلى قبة الممدوح، والغرض منها نسبتها للمدوح نفسه).
  • قال الشاعر:
    فما جـازَهُ جُـودُ ، ولا حَلّ دونَـه*** ولكـنْ يصيـرُ الجـودُ حيثُ يصيـرُ
    (كناية عن نسبة، نسب الشاعر نجود إلى المكان الذي يوجد فيه الممدوح، والغرض منها وصف الممدوح نفسه).

المصدر: علم البديع/ ثامر محمد سعدي/ جامعة دمشقعلم البديع/ عبد العزيز عتيق/ دار النهضة العربيةمدخل إلى علم الدلالة/ فتح الله سليمان/ مكتبة الأداب


شارك المقالة: