امرؤ القيس

اقرأ في هذا المقال



اسمه و نسبه
جندح بن جُندح بن الحارث، إختلفت المصادر في تسميته، فمنهم من قال أنَّ اسمه جندح، ومنهم من قال جندج، وآخرون قالوا مليكة أو عُديّ، يعرف في كتب التُّراث باسمالملك الضلِّيل ذو القروح، حيث كُنِّي بأبي وهب، و أبي زيد، وأبي الحارث.

ولادة امرؤ القيس
ولد في قبيلة كندة في نَجد في الجزيرة العربيّة، ولد مترفاً ميّالاً للترف، كانت أمُّه فاطمة بنت ربيعة أخت كُليب و الشاعر المهلهل التغلبيّين، وأبوه حِجر مَلكاً على بني أسد وغطفان، تعلّم الشِّعر من خاله المُهلهل، ولم يكفَّ عن مخالطة الصَّعاليك و تنظيم الشِّعر الإباحيِّ بالرغم من أنَّ والده قد نهاه عن هذه الأمور، فطرد في العشرين من عمره إلى موطن قبيلته، دمون بحضرموت، فما قطن فيها خمس سنوات إلى أن جاب البلاد العربيّة مع أصحابه، وكان ساعياً في جوبه للبلاد إلى اللهو، و الغزل، و الطرب، وكذلك العبث.
يُعتبر امرؤ القيس من أول الشُّعراء الذين أدخلو الشِّعر إلى مخادع النساء، حيث كان يتهتَّك في مغازلته للنساء، وكذلك يفحش في سرد قصصه الغراميَّة، سلك في الشِّعر مسلكاً يخالف البيئة التي كان يسكن فيها، فاتخد لنفسه سيرة لاهية تَأنفها المُلوك، كما يَذكر ابن الكلبيّ حيث قال: كان يَسير في أحياءِ العربِ ومعهُ أخلاط من شذَّاذِ العربِ من طيء وكلبٍ وبَكر بن وائلٍ فإذا صَادف غديراً أو رَوضة أو مَوضع صَيد أقام فذَبحَ وشَربَ الخَمرِ وسَقاهُم وتغنيه قيانة، لايزال كذلك حتى يذهب ماء الغدير وينتقل عنه إلى غيره.

دين امرؤ القيس
كان دين امرؤ القيس الوثنيّة، حيث كان غير مُخلص لها، فرويَ أنَّه عندما خرج ليأخذ الثأر لأبيه، مرّ بصنم العرب تعظِّمه يقال له ذو خلصة، فاستقسم بقداحة وهي ثلاثة : الآمر و النَّاهي و المتربص فأجلَّها فخرج النَّاهي، فعل ذلك ثلاثاً فجمعها وكسَّرها، فضرب بها وجه الصَّنم، وقال : لو كان أبوك قتل ما عتقني.

بماذا أشتهر امرؤ القيس؟
أشتهر امرؤ القيس بكثرة علاقاته العاطفية مع النِّساء وكذلك تعرّضه لهنَّ، كان يعترض أيُّ إمرأة يراها في طريقه، ومن أشهر النساء اللواتي تحدث امرؤ القيس عنهنَّ هي فاطمة بن العبيد حيث قال فيها :

أفاطمُ مَهلاً بعضُ هذا التدلُّلِ          وإن كنتِ قد أزمعتِ صرمي فأجَملي
وإن تَكُ قَد سَاءتك مني خَليقةٌ        فسلِّي ثيّابي من ثيّابُك تُنسَلِ


أشهر ما قاله امرؤ القيس

قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ

فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُها لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ

تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِها وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ

كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلوا لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ

وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيّهُم يَقولونَ لا تَهلِكْ أَسىً وَتَجَمَّلِ

وَإِنَّ شِفائِي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ

كَدَأبِكَ مِن أُمِّ الحُوَيرِثِ قَبلَهُ وَجارَتِها أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ

فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي

أَلا رُبَّ يَومٍ لَكَ مِنهُنَّ صالِحٌ وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ

وَيَومَ عَقَرتُ لِلعَذارى مَطِيَّتي فَيا عَجَبًا مِن كورِها المُتَحَمَّلِ

فَظَلَّ العَذارى يَرتَمينَ بِلَحمِهِ وَشَحمٍ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ

وَيَومَ دَخَلتُ الخِدرَ، خِدرَ عُنَيزَةٍ فَقالَتْ لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِلي

تَقولُ وَقَد مالَ الغَبيطُ بِنا مَعًا عَقَرتَ بَعيري ياِمرَأَ القَيسِ فَاِنزُلِ

وفاة امرؤ القيس
لا يوجد حديث مؤكَّد عن موت امرؤ القيس، حيث تعدَّدت الأقاول فيما يخصُّ موته، لكن أغلبهم يقولون أنَّه قد مات بسبب مرض جلديّ، لذلك سميّ بأبو القروح، وقيل أنَّه توفي عام 450، وبقيت سنة موته أيضاً خِلافاً للمؤرخين.





المصدر: معلقات امرؤ القيس.كتاب الشعر و الشعراء.


شارك المقالة: