ثقافة الشعوب الناطقة باللغة الإنجليزية

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الثقافة:

من الممكن أن نجد معنى الثقافة حتى في أصغر قاموس موجود في كل الوجود، فهي كلمة تأتي من أصل لاتيني من كلمة كولير، والتي تعني الزراعة. يمكن تفسير مفهوم الثقافة بطرق متعددة نظراً لكونه تلفظ بطريقتين مختلفتين عند كتابتها بالحرف c الصغير والحرف الكبير C، فالثقافة هي السلوك الفكري والسلوكي والفردي والروحاني والرمزي للمجتمعات.

غالبًا ما تُعرف الثقافة على نطاق واسع بأنها مجموع إنجازات المجتمع المادية والروحية والتي تعتبر  حضارة هذه المجتمعات. ويُقال أن الثقافة تُفسَّر على أنها نموذج للسلوك المكتسب مع سلوك مدرَّب وفطري. يتم فحص المعرفة حول الثقافة من خلال الدراسات الثقافية للموضوع، ولكن هناك جوانب أخرى للثقافة يتم أخذها في الاعتبار على سبيل المثال فلسفة الثقافية، تاريخ الثقافة، الأنثروبولوجيا الثقافية، علم اجتماع الثقافة، والإثنوغرافيا.

وفي الأصل أشار مفهوم الثقافة إلى تحويل البيئة الطبيعية المحيطة إلى توفير بيئة أكثر فائدة للبشر. تم استخدامه لأول مرة من قبل الفيلسوف شيشرون في عمله (Disputationes Tusculanae) لشرح الثقافة بأنها “معلم النظام واللباقة” وذلك في عام 2005.

 الثقافة في المجتمعات الناطقة باللغة الإنجليزية:

ثقافة الولايات المتحدة الأمريكية:

تشمل أصول الثقافة الأمريكية للأمريكيين الأصليين والأمريكيين من أصل أفريقيوأمريكا اللاتينية، نظرًا لحقيقة أن أمريكا الشمالية لها تاريخ مرتبط بالعبودية والثقافات الفرعية العرقية. حيث تتضمن الثقافة الأمريكية التقاليد والمثل والعادات والمعتقدات والقيم والفنون والابتكارات المطورة محليًا والمستوردة من خلال الاستعمار والهجرة. بالإضافة إلى الأفكار والمثل السائدة من القارة الأوروبية مثل الرأسماليةوالديمقراطية وأشكال التوحيد والحريات المدنية الموجودة فيها، وكذلك تلك التي تطورت محليًا مثل الأعياد الوطنية المهمة والرياضات الأمريكية الاستثنائية والتقاليد العسكرية الفخرية والابتكارات في الفنون والترفيه، وأحاسيس الأمريكان بالفخر القومي والذي أدى إلى توحيد الدولة كوحدة كاملة.

يمكن القول إن الولايات المتحدة الأمريكية وشعبها أمة محبة للتنافس فدائما ما نراها أول  سباق الدول التي تسعى إلى تحقيق نجاحات عديدة في الكثير من السباقات، فعلى سبيل المثال كانت الولايات المتحدة الأمريكية أول دولة العالم تحاول إيجاد لقاح لفايروس كورونا. فأهم ما يميز هذه الدولة وأفرادها هو استقلالهم الفردي وثروتهم المادية وعملهم الجاد إلى جانب الحرية التي وصلت في بعض الأحيان إلى حد التطرف فهي أكثر دول العالم تدعم الحرية، ولكن هذا لا يعني أن جميع أفرادها متطرفون لكونها دولة تدعم الحرية، فالقاعدة الأساسية لحريتهم هي أن حرية الفرد تنتهي عند حقوق الأخرين.

فيعد أشهر مثال على الثقافة والعادات في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى أشهر الأمثلة عاى الحرية هو برنامج الحياة الواقعية (Keeping up with the Kardashians)، فهو برنامج لعائلة الكارداشيان يتم فيه تصوير حياتهم الشخصية بأدق تفاصيلها وكسب شهرة كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية وشتى بقاع العالم، كما أصبحت هذه العائلة من أكثر العائلات ثراءً بسبب برنامجهم الواقعي.

ثقافة المملكة المتحدة:

تعد المملكة المتحدة مملكة دستورية وراثية(أي أن المولود الذكر الأكبر سنًا، أو إذا لم يكن هناك ذكور المولودة الأنثى الأكبر سنًا ، يصبح العاهل أو الحاكم التالي في العائلة المالكة). في بريطانيا العظمى، يتم استخدام مفهوم “الهوية البريطانية” للتأكيد على الهوية الوطنية البريطانية. كما يصف الناس في بريطانيا العظمى أنفسهم بأنهم بريطانيون أو إنجليزيون أو اسكتلنديون أو ويلز.

كنتيجة مباشرة للإمبراطورية البريطانية يمكن ملاحظة التأثير الثقافي البريطاني (مثل اللغة الإنجليزية) في لغة وثقافة مجموعة واسعة جغرافيًا من البلدان مثل كنداوأسترالياونيوزلندا والولايات المتحدة الأمريكية وأقاليم بريطانيا مثل، ما وراء البحار وكذلك في مناطق أخرى مثل باكستان أو الهند. كما يمكننا رؤية أصول الثقافة الغربية في البروتستانتية وكذلك في الديمقراطية التمثيلية وتأثيرها على مستوى العالم.

كما شهدت الثورة الصناعية في التاريخ أكبر تغيرات في النقل والتصنيع والزراعة في بريطانيا. وفي الوقت الحاضر جميعنا نرى مدى الاحترام العميق الذي تحضى فيه المملكة المتحدة نتيجه لثقافتها وآدابها من شعر أو تلفزيون أو أفلام أو موسيقى أو سينما أو روايات أو مسرحيات، فتقريبًا لا يوجد أحد في هذا العالم أو لنقل لا يوجد أحد متعلم لا يعرف من هو شكسبير، فعلى سبيل المثال يوجد مقولة لشكسبير لا يمكننا أن نذكر الأدب البريطاني ولا نذكرها وهي كن أو لا تكن (be or not to be).

ثقافة كندا:

تأتي عناصر التاريخ الثقافي لكندا من الدول الأوروبية، مثل فرنسا وبريطانيا العظمى ولكن أيضًا للولايات المتحدة بعض الإسهامات اللغوية والاقتصادية والثقافية في الثقافة الكندية. تشكلت كندا من خلال موجات الهجرة التي انضمت لتشكل مزيجًا فريدًا من العادات والمأكولات التي وضعت بصمة على التنمية الاجتماعية والثقافية للأمة.

فتعد دولة كندا هي دولة متعددة الثقافات، كما إنها دولة ثنائية اللغة فاللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية هما اللغتان الرسميتان في البلاد، وهي دولة تتمتع بمستوى عالٍ من التصنيع والتقدم الاقتصادي، كما إنها على مستوى كبير من الاعتماد على مواردها الطبيعية وتبادلها التجاري.

كندا بلد ذو مساحة كبيرة تحتوي على عدد هائل من التنوعات العرقية والثقافية. فعند الانتقال بين مناطق أو مقاطعات مختلفة قد تلاحظ اختلافات كبيرة في العادات والثقافة. وأحد العوامل التي لها مساهمة كبيرة في الثقافة الكندية كان ولا يزال المهاجرين القادمين من جميع أنحاء العالم. فيرى العديد من الكنديين أن ثقافة بلادهم تربط بشكل لا ينفصل عن التعددية الثقافية في بلدهم. وكذلك نستطيع أن نرى كم تقوم كندا بتسهيلات للهجرة، ليس كغيرها من الدول الغربية.

ثقافة أستراليا:

يأتي اسم أستراليا المتعلق بالقارة من عبارة (Terra Australis) والذي استخدمه الأوروبيون حتى منتصف القرن الثامن عشر، فهو مصطلح لاتيني يعني الأرض.

أستراليا بلد متقدم للغاية مع مجتمع متعدد الثقافات. فمقارنة بالدول الأخرى، تم تصنيف أستراليا بدرجة عالية عندما يتعلق الأمر بنوعية الحياة والرعاية الصحية ومتوسط ​​العمر المتوقع للأفراد ومستوى التعليم ومؤشر التنمية البشرية (فتعد أستراليا في المرتبة الثالثة بعد النرويجوآيسلندا) وحرية النشاط الاقتصادي والحرية الشخصية والحقوق السياسية. 

ثقافة جمهورية أيرلندا:

اشتهر الأيرلنديون ولعدة قرون بكرم ضيافتهم، فهناك اعتقاد لديهم بأن رد الغريب المحتاج الذي يطرق بابهم يجلب الحظ السيء للمنزل ولأفراده. بينما تختفي العديد من المعتقدات والأحكام المسبقة القديمة، فإن دفء التعامل والضيافة الأيرلندية من السمات المهمة التي يتمتع بها مواطنو هذا البلد.

ثقافة نيوزلندا:

تتكون نيوزلندا من جزيرتين كبيرتين والعديد من الجزر الصغيرة بما في ذلك الحاجز العظيم دورفيل. يعد اقتصاد نيوزلندا أحد أكثر بلدان أوقيانوسيا تنوعًا. فهو يعتمد وبشكل كبير على الأغنام والماشية وزراعة الحبوب والفواكه والخضروات.

تاريخ تدريس الثقافة الإنجليزية:

كان دور الثقافة في تعلم اللغة الأجنبية أو اللغة الثانية في الفصل وثيق الصلة بالعديد من المعلمين والباحثين، والأدباء والشعراء. وحتى الآن هناك منظورين رئيسيين لهما تأثير على تدريس الثقافة. يتعلق أحدهما بنقل الحقائق والمعلومات والثقافة والتي تعتمد على المعلومات الإحصائية أي الجوانب المؤسسية وغيرها من جوانب الحضارة والمعلومات المستهدفة والفكرية، أو الانغماس في الأدب والفن وكذلك المعلومات الحرفية التي قد تركز على العادات وتقاليد الحياة اليومية.

ومع ذلك فإن هذا الاهتمام بالحقائق، وليس المعاني، يترك لنا الكثير من الرغبة لتعلم اللغات والثقافات المختلفة بقدر ما يتعلق الأمر بفهم المواقف والقيم الأجنبية، فمن المعروف أن اللغة والثقافة مترابطان بشكل وثيق، فلا غنى عن أحدهما عندما نريد تعلم الآخر. وليس للتعلم فقط فمن المثير للاهتمام معرفة ثقافة الحضارات المختلفة، وخاصة ثقافة وحضارة اللغة التي يتحدثها أغلب سكان هذا العالم.

جاء ذلك بعد ليسارد كلوستون، حيث بين بأن تعلم الناس لغة أجنبية يتم من خلال دراسة أدبها، وكانت الوسيلة الرئيسية للتعلم هذا هي الثقافة. فبين عامي 1960 و1970، سعى علماء اللغة إلى تأسيس معارف واستراتيجيات تخص تعلم اللغة بشكل عام بسبب الاحتياجات العاطفية والجسدية للغة فهي أفضل وسيلة يعرفها البشر للتفاعل والتواصل، بحيث تكون “الثقافة الأجنبية أقل تهديدًا ويسهل الوصول إليها لمتعلمي اللغة”.

ففي أكثر فترة تم فيها تدريس اللغات الأجنبية واللغات الثانية، لم تكن أهمية الثقافة مهمة لدراسة الأدب ولكن كانت مهمة لتعلم اللغات الأجنبية واكتسابها وكانت هذه الدراسة في عام 1997.

ومن الجدير بالذكر أن التمييز بين الثقافة باستخدام الحرف الكبير C يعني الفن والموسيقى والأدب والسياسة وما إلى ذلك، والثقافة بالحرف الصغير c يعني السلوكات الفردية والحياة اليومية للناس، وهذا بالتالي قد يساعد في بيان أن الأسطورة القائلة بأن الثقافة هي هدية فكرية فقط للمجتمع الراقي عبارة عن أسطورة بالطبع خاطئة.

وفي عام 1980 فقط بدأ العلماء في الإشارة إلى ديناميكيات الثقافة ومدخلاتها المهمة في تعلم اللغة بشكل فعال وناجح. وعلاوة على ذلك فإن التقدم في البراغماتية وعلم اللغة الاجتماعي يبين جوهر اللغة، والذي لم يعد يُعتقد على أنها مجرد وصف أو وسيلة اتصال ، بل هي نمط لغوي سامي يدل على ثقافات وهويات الشعوب.

فعندما يفهم الطالب وجهات نظر الآخرين ويتاح له فرصة للتفكير في آفاقهم الخاصة للقيم والمعاني ومستوى المعاملة بالمثل، ينشأ اتجاه أخلاقي حكمي والذي لم يتم تعريفه بأسباب منطقية رسمية بحتة.

أخيرًا ، يجب أن يأخذ الطالب دور الأجنبي حتى يتمكن من اكتساب نظرة ثاقبة للقيم والمعاني التي يتم استيعابها في هذا الأخير ويتفاوض دون وعي مع أفراد المجتمع الذي ينتمي إليه.

المصدر: British Cultural Identities by Mike Storry (Editor)American Ways: An Introduction to American Culture Book by Edward N Kearny, Jo Crandall, and Mary Ann KearnyCanada - Culture Smart! The Essential Guide to Customs & Culture Book by Diane LemieuxCulture and customs of Australia Book by Laurie Clancy


شارك المقالة: