حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر

اقرأ في هذا المقال


عدلت فأمنت فنمت

لما جاء “الهرمزان” ملك خوزستان أسيراً إلى عمر، كان لم يزل الموكَّل به يتقفي أثر عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ حتى عُثر عليه في المسجد نائماً متوسداً درّته، فلما رآه الهرمزان قال هذا والله الملك الهنيّ عدلتَ فأمنت فنمت، والله إني خدمت أربعة ملوكنا الأكاسرة أصحاب التيجان فما هبت أحداً منهم هيبتي لصاحب هذه الدرّة.

عندما شاهد الهرمزان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- نائماً ربما كان مستيقظاً قبلها في دقائق، أو كانت هي عبارة عن قيلولةً لم تستمرَّ كثير ربما بعض الدقائق. وعُرف عن عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ أنه قليل النوم، وقصد هرمزان في (أمنت) أي أن عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ نام دون حرس بين عامة الشعب دون خوف أو قلق على نفسه من القتل وإن دل يدل على حب الرعية للراعي.

لماذا كان عمر بن الخطاب قليل النوم

كان عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ قليل النوم وله المقولة المشهورة: “إن أنا نمتُ في النهار ضيَّعتُ الرعية، وإن أنا نمتُ في الليل ضيَّعتُ نفسي فكيف أنام”.

حيث كان عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ إذا نام في النهار ضاعت حقوق الناس المسؤول عن رعيتهم وإذا نام في الليل ضاعت عبادته وضاعت نفسه.

إن منبع العدل هو الإيمان بالله، والإيمان بكل ما أخبره الله في كتابة أو أخبر الله به نبيه محمد _صلى الله علية وسلم_ وأن العدل هو من قيم الإنسانية التي حث عليها الإسلام، وقد جعل الله سبحانه وتعالى العدل هدفاً لجميع الرسالات السماوية.

قال الشاعر حافظ إبراهيم:

و راعَ (أذهل) صاحبَ كِسرى أنْ رأى ” عُمراً ” — بين الرعيَّةِ عَطلاً (في حالة بسيطة كعامة الناس) و هوَ راعيها
و عَهدُهُ بِمُلوكِ الفُرسِ أنَّ لها — سوراً مِن الجُند والأحراس يحميها
رآهُ مُستَغرِقاً في نَومِهِ فرأى — فيه المهابةَ في أسمى معانيها
فوقَ الثرى تَحت ظِلِّ الدَّوحِ (الشجرة الكبيرة) مُشتملاً — بِبُردَةٍ (مرتديا عباءته) كادَ طُولُ العهدِ يُبليها
فهان في عينيهِ ما كان يُكبِرُهُ — مِنَ الأكاسرِ و الدُّنيا بأيديها
وقال قولةَ حَقٍّ أصبحت مَثلاً — وأصبحَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يَرويها
أَمِنتَ لمّا أقمتَ العَدلَ بَينَهُمُ — فَنِمتَ نَومَ قَريرِ العينِ هانيها

دلالة عبارة حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر

  • تُشير العبارة إلى أهمية العدل في تحقيق الأمن والاستقرار.
  • تُؤكد العبارة على أن الحاكم العادل ينام قرير العين دون خوف.
  • تُمثل العبارة نموذجًا للحكم الرشيد الذي يُحقق السعادة والرخاء للمجتمع.
  • تُعتبر العبارة من أهم المبادئ التي يجب أن يتبعها الحكام.
  • تُلهم العبارة الناس للبحث عن العدل والسعي لتحقيقه.
  • تُذكر العبارة الناس بأهمية الأمن والاستقرار في بناء المجتمعات.

شارك المقالة: