شر السير الحقحقة

اقرأ في هذا المقال


ما الأمثال إلّا مقولات ذات مغزىً وتحمل بين طيّاتها العظة والفائدة، والإيجاز من غير حشو أو إطالة هو أهم مميزات الأمثال، مع عمق في المعنى وكثافة في الفكرة، وقد توارثتها الأمم مشافهةً من جيل إلى آخر، والمثل عبارة محكمة البنية بليغة، شائع استعمالها عند طبقات المجتمع كافة، وإذ يلخّص المثل حكاية عناء سابق وخبرة غابرة اختبرتها الجماعة، فقد حظي عند الناس بثقة تامّة، فصدّقوه ذلك أنّه يُهتدى به في حلّ مشكلة قائمة بخبرة مكتسبة من معضلة قديمة، وتلك المعضلة القديمة آلت إلى عبرة لا تُنسى، وقد قيلت هذه العبرة في جملة موجزةٍ قد تُغني عن رواية ما جرى هي الأمثال، وفيما يلي بين يدينا مثل عربي مشهور هو: “شر السّير الحقحقة”.

معنى مفردات مثل: “شر السير الحقحقة”

تراث العرب زاخر بالأمثال المشهورة، والحكم العظيمة، والتي تناقلتها الأجيال، وعلى الأغلب الأمثال ترتبط بقصة قد حدثت في الماضي، فقد نجد الأمثال في الشّعر، وكذلك نجد أنّ بعضها قد قيل بشكل مباشر بسبب حدوث قصّة ما، وانتشر المثل وتناقلته الأجيال، والمثل الذي بين أيدينا هو: “شرّ السّير الحقحقة”، والحقحقة هي أرفع السّير وأتعبه للظهر، ويقال أيضًا : هي كفّ ساعة، وإتعاب ساعة.

قصة مثل: “شرّ السير الحقحقة”

يُحكى أن أوّل من أطلق مثل: “شرّ السّير الحقحقة”، هو المطرف بن عبد الله بن الشّخير، وأمّا حكاية المثل، أنّ المطرف بن عبدالله بن الشّخير، قال لابنه، لما اجتهد في العبادة: “خير الأمور أوساطها، وشرّ السّير الحقحقة”، فصارت مقولة: “شرُّ السَّير الحَقحقة” مثلًا معروفًا.

ذكر مثل: “شرّ السّير الحقحقة” في أقوال العلماء

رُوي عن الحسن قوله:” إنَّ هذا الدِّين دينٌ واصب، وإنَّه مَن لا يصبر عليه يدعه، وإنَّ الحقَّ ثقيل، وإنَّ الإنسان ضعيف“، وكان يُقال: “ليأخذ أحدكم مِن العمل ما يطيق ، فإنَّه لا يدري ما قَدر أجله، وإنَّ العبد إذا ركب بنفسه العنف، وكلَّف نفسه ما لا يطيق، أوشك أن يسبب ذلك كلَّه، حتى لعلَّه لا يقيم الفريضة، وإذا ركب بنفسه التَّيسير والتَّخفيف، وكلَّف نفسه ما تطيق كان أكيس“، أو قال: “كان أكثر العاملين، وأمنعها مِن هذا العدو”، وكان يُقال: “شرُّ السَّير الحَقحقة”.

المصدر: حدائق الحكمة"أقوال مأثورة من مدرسة الحياة"،نبيل أحمد الجزائري،2010 الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة،حمزة بن حسن الأصفهاني،2000 الأمثال والحكم، محمد بن أبي بكر الرازي،2011 أمثال وحكم،محمد ايت ايشو،2009


شارك المقالة: