عبر من سورة ق

اقرأ في هذا المقال


قال تعالى في محكم كتابه العزيز : (قۤۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِیدِ (١) بَلۡ عَجِبُوۤا۟ أَن جَاۤءَهُم مُّنذِرࣱ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ هَـٰذَا شَیۡءٌ عَجِیبٌ (٢) أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابࣰاۖ ذَ ٰ⁠لِكَ رَجۡعُۢ بَعِیدࣱ (٣) قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَـٰبٌ حَفِیظُۢ (٤)) صدق الله العظيم.

مناسبة التسمية:

افتتاح السورة (ق) وهذه الأحرف تفتتح بها بعض الصور .

مما جاء في فضلها.

  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في عيد الفطر وعيد الأضحى بـ (ق) و( اقتربت الساعة وانشق القمر).
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بها في كل جمعة، حتى حفظتها أم هشام بنت حارثة بنت النعمان رضي الله عنها .

موافقة السورة أولها لآخرها:

  • بدأت السورة بقوله تعالى : (قۤۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِیدِ ) صدق الله العظيم.
  • وختمت بقوله تعالى: (  نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا یَقُولُونَۖ وَمَاۤ أَنتَ عَلَیۡهِم بِجَبَّارࣲۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن یَخَافُ وَعِیدِ) صدق الله العظيم، والسّبب أنّ السورة تتكلم حول قضية البعث والنشور، ثمّ جاء ذكر الوعد والوعيد يوم القيامة.

المحور الرئيسي للسورة:

البعث والنشور.

مواضيع السورة:

  • التكلم عن الآيات الكونية لإثبات قضية البعث والنشور قال تعالى: (أَفَلَمۡ یَنظُرُوۤا۟ إِلَى ٱلسَّمَاۤءِ فَوۡقَهُمۡ كَیۡفَ بَنَیۡنَـٰهَا وَزَیَّنَّـٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجࣲ وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَـٰهَا وَأَلۡقَیۡنَا فِیهَا رَوَ ٰ⁠سِیَ وَأَنۢبَتۡنَا فِیهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِیجࣲ (٧) تَبۡصِرَةࣰ وَذِكۡرَىٰ لِكُلِّ عَبۡدࣲ مُّنِیبࣲ) صدق الله العظيم.
  • الدعوة إلى التذكر بعاقبة المكذبين من السابقين.
  • إحاطة علم الله بكل البواطن والظواهر.
  • وعد الله للمؤمنين في الجنة.
  • أهمية الصلاة والصبر.
  • القوة في عرض أدلة القرآن، في التكلم عن الوعد والوعيد.

فوائد ولطائف حول السورة المباركة:

  • ذكرت السورة الخواطر الثلاثة التي تكون سبب في هلاك الإنسان- النفس التي تأمر صاحبها بالسوء قال تعالى: (وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَیۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِیدِ) صدق الله العظيم، ووسوسة الشيطان ونزغاته قال تعالى في كتابه العزيز: (وَقَالَ قَرِینُهُۥ هَـٰذَا مَا لَدَیَّ عَتِیدٌ (٢٣)) صدق الله العظيم.
  • العبد العاقل يراقب أقوله، وأحواله قال تعالى: (إِذۡ یَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّیَانِ عَنِ ٱلۡیَمِینِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِیدࣱ (١٧) مَّا یَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَیۡهِ رَقِیبٌ عَتِیدࣱ) صدق الله العظيم.
  • قال تعالى: (إِذۡ یَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّیَانِ عَنِ ٱلۡیَمِینِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِیدࣱ (١٧) مَّا یَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَیۡهِ رَقِیبٌ عَتِیدࣱ) صدق الله العظيم، عن أنس أن نبي الله ﷺ قال: (إنّ الله وكّل بعبده ملكين يكتبان عمله فإذا مات قالا ربنا قد مات فلان فأذن لنا أن نصعد إلى السماء فيقول الله تعالى: إن سمواتي مملوءة من ملائكتي يسبحونني فيقولان ربنا نقيم في الأرض فيقول الله تعالى: إنّ أرضي مملوءة من خلقي يسبحونني فيقولان يا رب فأين نكون فيقول الله تعالى كونا على قبر عبدي فكبراني وهللاني وسبحاني واكتبا ذلك لعبدي إلى يوم القيامة .
  • قال تعالى: (وَجَاۤءَتۡ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّعَهَا سَاۤىِٕقࣱ وَشَهِیدࣱ) صدق الله العظيم، عن عثمان ابن عفان رضي الله عنه أنّه قال وهو على المنبر: (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) سائق: ملك يسوقها إلى أمر الله، وشهيد: يشهد عليها بعملها.
  • قال تعالى: ﴿وَجَاۤءَتۡ سَكۡرَةُ ٱلۡمَوۡتِ بِٱلۡحَقِّۖ ذَ ٰ⁠لِكَ مَا كُنتَ مِنۡهُ تَحِیدُ﴾ صدق الله العظيم، قال صديق حسن خان: المراد بسكرة الموت شدته وغمرته التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله، ومعنى (بالحق) أنّه عند الموت يتضح له الحق، ويظهر له صدق ما جاءت به الرسل من الإخبار بالبعث والوعد والوعيد، (ذلك) أي الموت (ما كنت منه تحيد) أي الذي كنت تميل عنه وتفر منه في حياتك، فلم ينفعك الهرب والفرار.
  • قوله تعالى: ﴿لَّقَدۡ كُنتَ فِی غَفۡلَةࣲ مِّنۡ هَـٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَاۤءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡیَوۡمَ حَدِیدࣱ﴾ صدق الله العظيم، قال أهل التفسير: (فكشفنا عنك غطاءك) الذي كان في الدنيا، يعني رفعنا الحجاب الذي كان بينك وبين أمور الآخرة، ورفعنا ما كنت فيه من الغفلة عن ذلك، وقال ابن عباس: الحياة بعد الموت، قال البيضاوي: الغطاء الحاجب لأمور المعاد وهو الغفلة والإنهماك في المحسوسات، والإلف بها وقصور النظر عليها، قال السدي: المراد بالغطاء أنّه كان في بطن أمّه فولد، وقيل إنّه كان في القبر فنشر، والأول أولى.
  • قال تعالى: ﴿وَقَالَ قَرِینُهُۥ هَـٰذَا مَا لَدَیَّ عَتِیدٌ﴾ صدق الله العظيم، قال القرطبي: (هذا ما لدي عتيد) أي هذا ما عندي من كتابة عمله معد محفوظ. وقال مجاهد: يقول هذا الذي وكلتني به من بني آدم قد أحضرته وأحضرت ديوان عمله.

المصدر: تفسير القرآن العظيم — ابن كثيرروح المعاني — الآلوسيفتح البيان — صديق حسن خانجامع البيان — ابن جرير الطبريزاد المسير — ابن الجوزي


شارك المقالة: