ليس علينا في الأميين سبيل

اقرأ في هذا المقال



ليس علينا في الأميين سبيل :

الأمانة وحفظ الحقوق لا يُلغيها الخِلاف، ولو كان خِلافاً في الدين، وقد كان بعض اليهود يستحلون الحقوق بحجة الخلاف في الدين كما وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز:  ﴿۞ وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ مَنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِقِنطَارࣲ یُؤَدِّهِۦۤ إِلَیۡكَ وَمِنۡهُم مَّنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِدِینَارࣲ لَّا یُؤَدِّهِۦۤ إِلَیۡكَ إِلَّا مَا دُمۡتَ عَلَیۡهِ قَاۤىِٕمࣰاۗ ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوا۟ لَیۡسَ عَلَیۡنَا فِی ٱلۡأُمِّیِّـۧنَ سَبِیلࣱ وَیَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ﴾ صدق الله العظيم [آل عمران ٧٥].

إنّ الله تعالى لا يأذن بتضييع الأمانة، وانتهاك الحقوق، ومن نَسب ذلك إلى الله فقد أعظم على الله الفرية، يستعصي الخطأ عن التصحيح حين يُنسب للشريعة كذباً وزوراً، وهذا سبيلٌ قديمٌ يحتاج إلى يقظة ومُحاذرة، قال تعالى: ﴿وَإِذَا فَعَلُوا۟ فَـٰحِشَةࣰ قَالُوا۟ وَجَدۡنَا عَلَیۡهَاۤ ءَابَاۤءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَاۤءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ صدق الله العظيم [الأعراف ٢٨].

وفكرة ذلك قوله تعالى: (ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوا۟ لَیۡسَ عَلَیۡنَا فِی ٱلۡأُمِّیِّـۧنَ سَبِیلࣱ وَیَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ﴾ صدق الله العظيم [آل عمران ٧٥]، وإن كانت منسوبة لبعض اليهود، إلّا أنّ بعض المسلمين يقع فيها أيضاً؛ مصداقاً لما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لتتبعُنَ سَننَ الذين من قبلكم، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جُحر ضبٍ لاتبعتموهم. قلنا: يا رسول الله, اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟)).

لقد كان أعلام الأمّة في الصدر الأول، على يقظة تامة من استحلال بعض الحقوق بحجة الخلاف ولو كان في أصل الدين، ومن ذلك ما رواه ابن جرير عن حَبرْ الأمة وترجمان القرآن، عبدالله بن عباس رضي الله عنهما سأله رجل : إنّا نصيب في الغزو من أموال أهل الذمّة الدجاجة والشاة ونقول : ليس بذلك علينا بأس . فقال له : هذا كما قال أهل الكتاب : ليس علينا في الأميين سبيل ; إنهم إذا أدوا الجزية لم تحل لكم أموالهم إلا عن طيب أنفسهم .

وفي سورة الممتحنة نصَ القرآنُ على ( حكم الله تعالى) وفيه إعادة الحق لبعض الكفار فقال تعالى : ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا جَاۤءَكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَـٰتُ مُهَـٰجِرَ ٰ⁠تࣲ فَٱمۡتَحِنُوهُنَّۖ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِیمَـٰنِهِنَّۖ فَإِنۡ عَلِمۡتُمُوهُنَّ مُؤۡمِنَـٰتࣲ فَلَا تَرۡجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلۡكُفَّارِۖ لَا هُنَّ حِلࣱّ لَّهُمۡ وَلَا هُمۡ یَحِلُّونَ لَهُنَّۖ وَءَاتُوهُم مَّاۤ أَنفَقُوا۟ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَیۡكُمۡ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَاۤ ءَاتَیۡتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّۚ وَلَا تُمۡسِكُوا۟ بِعِصَمِ ٱلۡكَوَافِرِ وَسۡـَٔلُوا۟ مَاۤ أَنفَقۡتُمۡ وَلۡیَسۡـَٔلُوا۟ مَاۤ أَنفَقُوا۟ۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ حُكۡمُ ٱللَّهِ یَحۡكُمُ بَیۡنَكُمۡۖ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ﴾ صدق الله العظيم [الممتحنة ١٠]

المصدر: تفسير الشعراي- الشعراوي تفسير - ابن كثير - ابن كثير تفسير روح المعاني - الالوسي لعلهم يتفكرون - عبدالله القرشي


شارك المقالة: