رواية الأحمر والأسود - Red and Black Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر رواية الأحمر والأسود إحدى الروايات التي صدرت عن المؤلف والروائي والكاتب ذو الأصول الفرنسية (ستندال)، إذ يُعد أحد أبرز وأكثر المؤلفين الفرنسيين شهرةً في فترة القرن التاسع عشر، حيث طغى على رواياته أسلوب السخرية والاستهزاء، وفي ذات الوقت النقد الشديد اللاذع، والذي يلمس عمق النفس البشرية.

نبذة عن الرواية

تم نشر تلك الرواية سنة 1830م، إذ كانت عبارة عن اثنين من المجلدات، تناولت قصة حياة شاب يدعى (جوليان سوريل)، وقد عاش الشاب داخل أحد أنواع  الهياكل الاجتماعي التي تتسم بالقسوة في فرنسا، وقد كان ذلك بعد حدوث العديد من الاضطرابات سببت الثورة الفرنسية وحكم نابليون بونابرت، قد كان اللون الأحمر يشار به إلى لون الزي العسكري واللون الأسود يشار به إلى رجال الدين؛ لأنه يمثل لون الزي الذي يرتدوه الكهنة، فأحداث ووقائع الرواية كانت تدور حول الصراع الذي كان مستمر بين رجال الدين ورجال العسكر.

رواية الأحمر والأسود

دارت أحداث الرواية في البداية حول أحد الشاب الطموحين يدعى جوليان، ولكن من سوء حظه أنه يعيش في ظروف قاسية وسيئة، إذ كانت والدته متوفيه، بينما والده كان يعمل في مهنة النجارة، قاسي وصارم بشكل كبير جداً، وأما إخوته، فقد كانوا من الأشقياء، جوليان كان شاب حالم بشكل كبير.

فيسرح في أحلامه اليقظة إلى أبعد الحدود، وقد كان من الأمور المفضلة لديه هي القراءة عن الانتصارات التي حققها نابليون بونابرت على مر العصور، والذي فيما بعد تم حل جيشه، مما اضطره على العمل في تجارة الأخشاب مع والده، ولكن أفكاره كانت قد أثرت على تفكيره بشكل كبير، مما جعله مع مرور الوقت أن يصبح أحد التلاميذ في الأسقف المحلي لشيلان، وكما ساعده ذلك في الحصول على وظيفة تمثلت في تعليم الأطفال في منزل الذي كان يخص عمدة فيريس مسيو لو رينال.

وبالرغم من أنّ دراسة جوليان كانت تتركز في الكثير من الكتب والتصنيفات الدينية، إلّا أنه لم يكن بالحقيقة يهتم بالدين على أرض الواقع، فقد كانت طريقة تفكره مختلفة، كما كانت قيمة الكتاب المقدس تعنى له بناءً على القيمة الأدبية التي تتمثل فيه، كذلك كانت لديه القدرة على أخذ المقاطع اللاتينية الموجودة في الكتاب، ومجادلة بها عدد كبير من أبناء الطبقة الاجتماعية العالية، والتأثير بهم بشكل قوي، بالإضافة إلى إقناعهم بشخصيته ومواقفه وتوجهاته.

وفي فترة من الفترات أخذ جوليان بالخوض في علاقة غرام وحب مع السيدة المنزل الذي كان يعمل فيه، فقد كانت تلك السيدة تكبر جوليان بعشرة سنوات، وبالإضافة إلى ذلك كانت الخادمة التي تعمل لديها، وهي ما تدعى إليسا، واقعة في غرام جوليان كذلك، وتتمنى أن تحظى به وهذا ما جعلها عند علمها ومعرفتها بالعلاقة بين جوليان وسيدتها، أن تعزم على فضح تلك العلاقة في كافة أرجاء المدينة، فبدأت على الفور بالصول والجول هنا وهناك والحديث عن العلاقة والتشهير فيها، وحالما علم أهل المدينة بتلك العلاقة الغرامية، قام الأسقف بأمر جوليان مغادرة المدينة، والالتحاق بإحدى المدارس الدينية في مدينة بيسانسون.

بينما جوليان كان لا يرغب في تلك المدرسة، فمن وجهة نظره يرى أنها تعمل حالة من الاختناق لطريقة فكره، أمّا بالنسبة لمدير المدرسة كان من أشد الأشخاص المعجبين بالطريقة التي يفكر بها جوليان، فيبقى على الدوام يقدم له كافة سبل الراحة والحماية، ولكن خوفه كان حينما يقوم بمغادرة المدرسة، فإنه يخشي أن يقوم أحد الأشخاص بالتعرض لجوليان ومضايقته، سواء كان من الموظفين أو زملائه، أو من أحد الطلاب في الفصل، وذلك لأنّ المدير كان يتودد لجوليان ويتقرب منه باستمرار، فقرر أن يوصي به ليعمل بمهنة كسكرتير عند الدبلوماسي ماركيز دي لا مول.

في الفترة التي كانت تسبق ثورة يوليو عام 1830م، كان جوليان يقطن في مدينة باريس، كسكرتير عند عائلة دي لا مول، وفي أثناء تلك الفترة، أدرك جوليان بشكل واضح، كمية حب المال والثروة والرياء، واللذان يسيطران على تفكير النخبة الباريسية، وأنّ الجو المعادي للثورة من المستحيل أن يسمح لأشخاص أصحاب الفكر والذين يهتمون بالشعور والشكل الجمالي بالمشاركة في الشؤون العامة، لذلك هو يقوم بإخفاء أفكاره الثورية عنهم، فلا يخبر أحد عن ما يجول في ذهنه.

ومع مرور الوقت جوليان تورط في علاقة حب وعشق جديدة، بحيث كانت تلك المرة مع ابنة الماركيز ماتيلدا دلا لا مول، والتي كانت في في البداية متشتتة في أفكارها بين انجذابها وحبها لجوليان، وبين نفورها وعدم رغبتها في الدخول بعلاقة مع رجل من الرجال الذي يهتمون بطبقة الدنيا، وأما بالنسبة لجوليان فقد رآها في البداية غير جذابة، ولكنه وجدها الطريقة الأنسب من أجل تحقيق أهدافه وغاياته، والوصول إلى طموحاته.

ومع مرور الأيام أخبرت ماتيلدا جوليان أنها تحمل طفله، وعلى الرغم من ذلك الأمر أثناء سفر جوليان في إحدى المهمات الدبلوماسية إلى دولة إنجلترا، تمت خطبتها على شخص يدعى دي كرويسنويس، فهو من  الشباب الأثرياء ويتصف بالنبل ووريت الدوقية، وحالما علم والدها الماركيز بطبيعة علاقتها مع جوليان ثار كثيراُ، ولكن لما رأى رغبة ابنته، اضطر للتنازل والموافقة على زواجهم، كما وفر لجوليان وظيفة مميزة في الجيش، وتم بعد ذلك منحه ملكية خاصة، تدر عليه بالدخل العالي، وكذلك حرص الماركيز على منح لقب ارستقراطي لجوليان؛ من أجل أن يتناسب مع مكانته الجديدة.

وبعد ذلك استلم الماركيز نص خطاب من السيدة لو رينال، كانت قد كتبته له، بناءً على إيعاز من القس شيلان، حيث أخبرت من خلاله السيد الماركيز عن أنّ جوليان من الأشخاص الانتهازيين الذين يقيمون العلاقات مع النساء الضعيفات، من أجل استغلالهن في الوصول إلى أعلى مراتب الرقي الاجتماعي، وعلى أثر ذلك عمل السيد الماركيز على إلغاء الزواج، وحين وصل الخبر إلى جوليان أرسل بأحد الأشخاص إلى السيدة لو رينال، وأمره بالإطلاق عليها الرصاص أثناء حضورها القداس.

في ذلك الحين لم تمت السيدة لو رينال، فقد تم إنقاذها على الفور، لكن مع ذلك، قام الحاكم بإطلاق الحكم على جوليان بالإعدام شنقاً، وقد حاولت ماتيلدا إنقاذه مرات عديدة، وذلك من خلال تقديم الرشوة للمسؤولين، كما عملت السيدة لو رينال، على محاولة تبرئته في المحكمة بشتى الطرق؛ لأنها كانت ما زالت تعشقه، ومع ذلك فإن رغبة جوليان كانت تفضل الموت؛ لأنّ المجتمع الطبقي من وجهة نظره هو الذي نمى في فرنسا بشكل جديد، لكن لم يكن هناك مكانة لأمثال جوليان، والذين يُعدون من ضمن الطبقات الفقيرة.

المصدر: Red and Black Novel


شارك المقالة: