سبب التسمية لألفية ابن مالك

اقرأ في هذا المقال


يقول ابن مالك في ختام الألفية:

أحصى من الكافية الخلاصة *** كما اقتضى غنىً بلا خصاصه.

ولذلك سميت ” الخلاصة في النحو “لأنه أشار إلى مسماها في البيت المذكور آنفا، وعرفت بعد ذلك بـ “ألفية ابن مالك في النحو والصرف”، وجاءت جميع أبياتها على بحر الرجز، وعدد أبياتها 2001 ألفان وبيتان.

إطلالة تاريخية عجلى:

كتب الإمام ابن مالك الألفية في مدينة حماة، من سنة 660هـ، وسبب تأليفها يعود لما حدث عند قدوم هولاكو ليكسب تأييد وولاء الملك الناصر حاكم دمشق آنذاك، لكنّه رفض تأييد هولاكو، فقام بمهاجمة دمشق، ففر الناس مذعورين هاربين إلى حماة وهناك كان ميلاد الألفية في النحو والصرف، وكان حينذاك قاضي القضاة ( أبو شرف الدين البارزي ) فطلب من ابن مالك أن يعلم ابنه النحو والصرف فلبى النداء، وكتب الألفية لتكون معيناً لا ينضب للطلاب، وإكراماً للقاضي وابنه باعتبارها مرجعًا للتعليم وإتقان فنون اللغة نحوها وصرفها.

وفي رواية أخرى يعود سبب تأليف الألفية لابن مالك ما كان من تغييرات وتصليحات لقصيدة الكافية الشافية، وبسبب طولها الزائد، كان سبباً وجيهاً في معالجة هذه المثالب بوضع قواعد النحو والصرف في قصيدة يسهل على طلاب العلم حينها تدارسها وتعلمها.

منهج ابن مالك في الألفية:

من مخاض التدريس كانت انطلاقة ابن مالك في تأليف الألفية، حيث عالج كل ما شكل على الطلاب ذلك أنّه أتى بالنحو، وقدم أصول النحو على الفروع، إذ بدأ بالأحكام الإفرادية بالنظر إلى الكلمة باعتبارها معربة أو مبنية قبل دخولها مضمار الجملة والتراكيب المتعددة، ورتبها وفق أبواب ثلاثة هي:

  • الكلمة والكلام.
  • المبني والمعرب.
  • النكرة والمعرفة.

ثم قام بعد ذلك بالاتكأ على الأحكام التركيبية التي تعتبر الكلمة محورًا في الجملة بشقيهاالاسمية والفعلية وقسمها إلى أقسام ثلاث هي:

  • الجملة الاسمية:( المبتدأ والخبر والنواسخ).
  • الجملة الفعلية:( الفاعل ونائب الفاعل والاشتغال عن العامل والمعمول والتنازع في العمل والمفاعيل الخمسة).
  • الأحكام المشتركة بين الاسمية والفعلية: ( الاستثناء والحال والتمييز والجار والمجرور والتوابع والتعجب وأسلوب المدح والذم ).

قال في البداية سبع أبيات تعتبر هي المقدمة، وبيتين تعتبران الخاتمة، وما بين ذلك يكون النحو، وهي على النحو التالي:

فقال في المقدمة:

قال محمدٌ هو ابنُ مالك ِ ** أحمدُ ربي الله خيرَ مالك ِ

ثم في الكلام وما يتألف منه من الأحكام الإفرادية:

كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاستقم ** واسم وفعل ثم حرفٌ الكلم.

ثم الثاني من الأحكام الإفرادية ( المعرب والمبني ):

والاسم منه معربٌ ومبني ** لشبه من الحروف مدني.

ثم الثالث ( النكرة والمعرفة ):

نكرةٌ قابلُ أل مؤثرا ** أو واقعٌ موقعَ ما قد ذكرا.

ثم الأول من الأحكام التركيبة الاسمية : المبتدأ والخبر:

مبتدأ زيدُ وعاذرٌ خبر ** إن قلتَ زيدٌ عاذرٌ من اعتذر.

ثم الثاني من الأحكام التركيبة الفعلية : باب الفاعل:

الفاعل الذي كمرفوعيْ أتى ** زيدٌ منيرا ً وجهُه نعمَ الفتى.

ثم الثالث من الأحكام التركيبة المشتركة، الحال:

الحال وصفٌ فضلةٌ منتصِب** مفهِم في حال ٍ كفردا ً أذهبُ.
ثم ختمها (وما بجمعة عُنيتُ قد كمل ** نظما ًعلى جلِّ المهمَّاتِ اشتمل).

 شرّاح ألفية ابن مالك:

  • ابن الناظم صاحب كتاب في البلاغة الموسوم بـ “المصباح” وشرحه على ألفية أبيه بعنوان “الدر المضئية”.
  • شرح أبي حيّان الأندلسي صاحب (البحر المحيط) سمى شرحه (منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك).
  • توضيح المقاصد والمسالك في شرح ألفية ابن مالك لابن أم قاسم المرادي.
  • أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، وهو معروف ومقرر في مدراس النحو والجامعات والمعاهد، وهو جدير لذلك (لابن هشام الأنصاري) بتحقيق وشرح محمد محي الدين عبدالحميد.
  • شرحُ ابن ِعقيل (بهاء الدين المصري) وهو شرح سهل العبارة واضح مناسب لمتوسط المعرفة النحوية، ويشرح الألفية بعبارة ٍ موجزة ٍ جيدة، بتحقيق وشرح محمد عبدالعزيز النجار.
  • (المقاصد الشافية في شرح خلاصة الكافية) لأبي إسحاق الشاطبي وهو آخر الشروح المهمّة المطبوعة لألفية ابن مالك .

 الشروح المنظومة شعرًا:

شرح محمد بن محمد بن محمد بن محمد الغزي، سماه (البهجة الوفية بحجة الخلاصة الألفية) في عشرة آلاف بيت (كل بيت بعشر أبيات بشواهد وخلافات وأمثلة) ومنها:

 قول ابن مالك ** وكل حرف ٍ مستحق للبنا ** والأصل في المبني أن يسكنا.

فقال الغزي:

وكل حرف مستحقٌّ للبنا ** لو قال مبنيٌ لكان أحسنا.
فليس كل مستحق أمر ** يكون مخصوصاً بذاك الأمر.

الشروحات المعاصرة:

  • القواعد الأساسية للغة العربية لـ (أحمدَ الهاشمي) من علماء الأزهر، شرح ميسر مبسط.
  • شرح عبد الله بن صالح الفوزان مطبوع.
  • الشرح الميسرعلى ألفية ابن مالك للدكتور: عبد العزيز الحربي، وهو شرح مختصر جدًا.

الشروحات المسموعة:

  1. شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين وله شرحان معروفان.
  2. شرح الدكتور محمد الفاضل دكتور في اللغة العربية في جامعة الإمام وهو شرح لأوضح المسالك.
  3. قراءة لأوضح المسالك قرأها الشيخ الدكتور “توفيق سبع “.

للألفية تسجيلات صوتية:

  1. تسجيل الدكتور محمد السبيهي.
  2. تسجيل الشيخ عبد الله الحواس، وهو من أفضل من قرأ الألفية.
  3. حي الله جوادي.
  4. تسجيل بصوت الشيخ الهزيل وله قراءتان.
  5. تسجيل عن مؤسّسة  أشجعة، وهو من أفضل التسجيلات لقلة الأخطاء.

شارك المقالة: